حتى الآن لم يتحقق الرد الإسرائيلى على الضربة الإيرانية الأخيرة، رغم أن إسرائيل مارست جميع أشكال الاستفزاز لجرجرة إيران، وحينما وقعت الواقعة كشفت إسرائيل أنها لا تستطيع أن تتصرف وحدها خارج الرعاية والدعم الأمريكي. لكن الخيارات ضاقت بشدة، لأن أمريكا لا تريد أن تتورط فى إشعال المنطقة، ذلك لأن إيران من أكبر منتجى النفط وأى محاولة لضرب مصافى النفط سوف تشعل حربا لإشعال مصافى الخليج كلها. وهكذا هددت إيران، مما يعنى خرابا مؤكدا للشركات الأمريكية العاملة فى استخراج النفط ولحلفاء أمريكا وهو ما يعنى أيضا ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد، مما يؤدى إلى أزمة اقتصادية خانقة يتعرض لها العالم وسوف تتضرر أمريكا اقتصاديا لو نشبت حرب متعلقة بمصافى النفط. أما المنشآت النووية الإيرانية فهى موجودة فى أعماق تصل إلى 100 متر تحت الأرض وإصابة هذه المنشآت تحتاج إلى قنابل لا تملكها سوى أمريكا ولو منحتها أمريكا لإسرائيل فإنها ستصبح فى مواجهة مباشرة مع إيران التى هددت بإغلاق مضيق هرمز وضرب مصافى النفط فى دول الخليج. كما لا ننسى أيضا أن إسرائيل لا تستطيع ضرب البنية التحتية الإيرانية لأن إيران سبقت وأعلنت أنها سوف تضرب البنية التحتية الإسرائيلية لو فكرت إسرائيل فى الرد عليها. إسرائيل فى مأزق حقيقى وأمريكا أعلنت أنها لن تسمح لإسرائيل بضرب المفاعلات النووية الإيرانية، رغم أن الخبراء يؤكدون أن إيران تستطيع صناعة القنبلة النووية خلال شهور، وهذا قد يؤدى إلى انفلات السلام فى منطقة الشرق الأوسط انفلاتا لا تستطيع أمريكا السيطرة عليه. ليس أمام إسرائيل إذن إلا توجيه ضربة محدودة ومحسوبة إلى بعض المواقع العسكرية الإيرانية، فهناك شائعات تتردد فى الأوساط الإعلامية بأن روسيا منحت إيران أجهزة تشويش رادارية متقدمة تجعل الطائرات الإسرائيلية عمياء وتقطع الاتصالات بينها وبين قواعدها فى إسرائيل. نتنياهو تحديدا فى مأزق خطير ولا يملك إلا أن يوجه ضربات إلى المدنيين فى غزة وفى بيروت وتلك إنجازات حقيرة تثير غضب الرأى العام العالمى الذى يفزع من هذا الإجرام الذى تجاوز كل الحدود.