ماذا تريد أمريكا من إيران؟ و ماذا تريد إيران من الولاياتالمتحدة وأوروبا؟ لا يملك أحد معرفة الحقيقة تجاه إيران وما إذا كانت تريد بالفعل منعها من إنتاج وتصنيع السلاح النووي أم أنها تريد أن تمنح الجمهورية الإسلامية سلاح ردع تستطيع أمريكا السيطرة به على دول الخليج و المنطقة العربية. أمريكا التي انسحبت من الاتفاق النووي عام 2015 منحت إيران خمس سنوات كي تعمل في برنامجها النووي وتطويره دون رقابة دولية، وهو ما اعترفت به أمريكا اليوم بأن إيران على بعد أيام أو أسابيع من إنتاج القنبلة النووية وهذا بدوره يطرح سؤالا آخر: هل هناك اتفاق سري بين أمريكاوإيران على إنتاج السلاح النووي في ظل غياب أو مزاعم غياب أمريكا عن الاتفاق أم أن إيران نجحت في الصمود وخداع العالم كله وقامت بتطوير برنامجها النووي لتصبح اليوم على بعد خطوات من دخول النادي النووي العالمي؟ وفي هذا الإطار لم يقم أكثر رؤساء أمريكا تطرفا وهو ترامب بتوجيه أي ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية طوال فترة حكمه. كما أن إسرائيل إحدى أذرع أمريكا في المنطقة اكتفت بضرب القواعد الإيرانية داخل سوريا ولم توجه بدورها أي ضربة داخل إيران. تقول القيادة الإيرانية إنها ستقوم بتدمير وإبادة تل أبيب إذا ما أقدمت إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية وهذا يعني أن إيران بالفعل أصبحت تملك السلاح النووي لأن إبادة مدن بأكملها لا يتم إلا بأسلحة نووية. وفي المقابل نشرت تقارير صحفية وإعلامية ولكنها غير موثوقة تقول: إن مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي هي المقر السري لاجتماعات منتظمة بين قيادات إسرائيلية وأخرى إيرانية كما أن تقارير أخرى تقول: إن كل الضربات الإسرائيلية لمواقع إيرانية عسكرية في سوريا هي ضرب لهياكل خشبية وهمية ولا تحتوي على جنود أو أسلحة إيرانية حقيقية. الحقيقة إذن تائهة بين هذا الغموض المتعمد في العلاقة بين أمريكا وحليفتها إسرائيل وإيران ويرى المراقبون أن الهدف الإستراتيجي لأمريكا وإسرائيل هو خلق فتنة دائمة بين السنة والشيعة وذلك لنقل كراهية العرب لإسرائيل إلى إيران وهذه الفتنة تصل إلى ذروتها عندما يمتلك أحد الطرفين سلاحا نوويا ويحرم الطرف الآخر من امتلاكه وهذا يتيح للحليفين الأمريكي والإسرائيلي استخدام إيران كفزاعة دائمة لحلب أموال الخليج وتحويل المنطقة بكاملها إلى سوق سلاح كما أن القدرات الأمريكية العسكرية المذهلة تجعل السلاح النووي الإيراني مجرد بعبع للعرب دون القدرة على استخدامه. وبديلا عن استخدام النووي مكنت أمريكاإيران من تطوير أسلحتها الصاروخية الباليستية كي تستخدمها إيران بشكل مباشر لضرب أهداف ومدن عربية وتدعيما لهذا الرأي يستند أصحابه إلى أن أمريكا وأوروبا وإسرائيل أطلقوا يد إيران بشكل مباشر في العراقوسوريا ومددت نفوذها إلى لبنان حتى فرضت أمرًا واقعًا لجمهورية آيات الله باعتبارها القوة الإقليمية الكبرى في المنطقة بعد إسرائيل. ومن ناحية أخرى يرى بعض المراقبين أنه ليس من مصلحة إسرائيل أو أمريكا امتلاك إيران لأسلحة نووية؛ لأن هذا هو المهدد الحقيقي لوجود دولة إسرائيل خاصة أن الغرب قد حافظ على التفوق العسكري الإسرائيلي على جميع الدول العربية وأكدت جميع الإدارات الأمريكية سواء كانت جمهورية أو ديمقراطيه حفاظها على التفوق الإسرائيلي عسكريا وتقنيا. كما أن إيران متهمة بتزويد حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني بالأسلحة التي تهدد إسرائيل و أمام هذه المتناقضات يبقى الغموض في حقيقة الموقف الأمريكي والإسرائيلي من امتلاك إيران الأسلحة النووية مع العلم بأن هناك دولا مثل باكستان والهند تمتلك أسلحة نووية تحت السيطرة الكاملة للدول الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ الأمر الذي يطرح سؤالا أخيرا:هل أصبح امتلاك أسلحة نووية يشكل الخطر الأكبر على المنطقة أو أي منطقة في العالم في ظل وجود أسلحة تقليدية أكثر تطورا وتقوم بنفس القدرة على التدمير؟