سعت إسرائيل إلى توسيع رقعة النيران فى المنطقة، لكى تدفع أمريكا إلى الغرق حتى أذنيها، وذلك بناء على تحليلات مراكز البحث الإسرائيلية التى انتهت إلى أن أمريكا تعانى من تراجع نفوذها على مستوى العالم ومن انكسارات متتالية. وأن بعض الدول الأوروبية الأعضاء فى حلف الأطلنطى بدأت تكشف عن حالة القلق وعدم الارتياح من النيران التى تشعلها أمريكا هنا وهناك بينما تقبع وراء المحيط الأطلنطى بعيدة عن مخاطر الصراع المباشر! هذه المقدمات جعلت أمريكا فى حاجة إلى فرقعة عسكرية تستعرض فيها بوارجها وحاملات طائراتها بعدما ألحق الحوثى بها ضررًا بالغًا، لذلك فإن سعى إسرائيل لجرجرة أمريكا للانخراط فى مواجهة عسكرية فى المنطقة شكل هدفا لنتنياهو المتعطش للدماء فكان اغتيال حسن نصر الله بطائرات أمريكية متقدمة تحمل قنابل أمريكية ضخمة ونجاحها فى القضاء على قيادة حزب الله أثناء اجتماع تنظيمى سببًا فى جعل أمريكا منخرطة بشكل ما فى هذا الصراع، وكان اغتياله ناتجًا عن تسرعه فى دعم نظام الأسد. أما إيران فإن مواقفها وردود أفعالها تقطع بأنها لن تدخل فى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل ولا مع أمريكا، فالأذرع الإيرانية الممتدة إلى لبنان واليمن هى التى تضرب ضربات محسوبة وتتلقى أيضا ضربات محسوبة، وهذا ما فعلته إيران الثلاثاء الماضى بتوجيه ضربات صاروخية جوية ضد إسرائيل مقابل الضربات الإسرائيلية التى وجهتها إلى طهران واغتالت فيها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، كما اغتالت حسن نصر الله أمين عام حزب الله وقيادات الحزب فى جنوبلبنان بإطلاق الصواريخ والقنابل من الطائرات، ومن المعلوم أن الطيران لم يحسم أى معركة حربية فى التاريخ، فهو سلاح إسناد والقوى الحقيقية تبدأ مع المشاة وعلى الأرض. وفى المعارك البرية لا يجوز الاستهانة بحزب الله رغم الضربات الموجعة التى تلقاها فى الفترة الأخيرة فالجو قد يكون لإسرائيل بفعل الطائرات المتقدمة التى منحتها لها أمريكا ولكن على الأرض يتقلص التفوق التكنولوجى والدعم الأمريكى أمام حرب الكمائن التى أقامها حزب الله الذى أقام أنفاقا فى الجنوباللبنانى فإن صح ذلك فإننا سوف نشهد حربًا طويلة الأجل كمثل الحرب فى غزة. أما إيران فتركز على المشاركة المباشرة وتتردد فى التدخل على الأرض وأن ذلك يظهر الخيارات العسكرية المحدودة المتاحة لإعادة الردع مع إسرائيل!