خالد حجاج لم يكن «السلاح السرى» للإخوان سيفًا يُشهر، بل شبكة من الخيوط الناعمة التى امتدت بهدوء إلى عمق المجتمع، مستغلة الثغرات ومواطن الضعف، ومستخدمة أدوات تبدو فى ظاهرها خدمية وإنسانية ذلك ما جعل المواجهة معهم أعقد من أن تكون مواجهة تقليدية: إنها معركة على الوعى والبُنى المجتمعية، فبينما ترصد الأنظمة أنفاس خصومها فى ميدان السياسة، تقوم جماعة الإخوان» بالتخطيط لهدفٍ آخر وهو إعادة التموضع عبر بوابات العمل الخيرى، ومبادرات «التمكين المجتمعى»، والاحتفاء المعلن بقيم «حقوق الإنسان.» وكتاب «السلاح السرى للإخوان: اختراق المجتمع المدنى)» يقدّم قراءة مختلفة للجماعة، لا تكتفى بصورتها الكلاسيكية كتنظيم سياسى أو دينى، بل تتناولها ككيان مرن، قادر على محاكاة النُظم الغربية والشرقية على السواء، والولوج إلى مناطق التأثير دون أن تطرق أبواب السلطة الرسمية. فمن القاهرة إلى لندن، ومن العمل الخيرى إلى خطاب «الاندماج»، تسير الجماعة بخطى هادئة لا تُرى بالعين المجردة، لكنها تؤسّس لنفوذ لا يقل خطرًا عن أى تحرك على سطح السياسة. اقرأ أيضًَا | استهداف العدالة في ثورة 30 يونيو.. القضاة في مرمى «إرهاب الإخوان» تكمن صعوبة مواجهة هذا «السلاح السرى» فى طبيعته المُضلّلة. فأنت لا تواجه ميليشيات مسلّحة، بل مستوصفًا يعالج المرضى، أو جمعية تُطعم الفقراء، أو نشاطًا طلابيًا يبدو نافعًا. لكن خلف هذه الواجهات، يدور إعداد حثيث لبناء نفوذ سياسى مؤدلج، يزاحم الدولة ويُعيد تشكيل الوعى العام. ففى صمت استراتيجى وبتكتيكٍ محسوب، نسجت «الجماعة» شبكةً معقدة من التحالفات والواجهات المدنية، مكنتها من التغلغل فى أعماق المجتمع المصرى والعربى. لم تكن البنادق أو الشعارات النارية أداتهم الأساسية، بل كانت الجمعيات الخيرية، والنقابات المهنية، ومؤسسات التعليم، والأنشطة الخدمية هى «السلاح السرى» الذى مكّنهم من كسب العقول والقلوب فى آنٍ واحد بتغييب الوعى، وقد عمدت الجماعة منذ بداياتها إلى تقديم نفسها كحركة دعوية اجتماعية، تخدم المجتمع وتسدّ الثغرات التى تعجز الدولة عن ملئها. إلا أن هذا الدور الاجتماعى سرعان ما تحوّل إلى أداة تأثير سياسى وأيديولوجى عميق، تُزرع من خلالها القيم والمفاهيم المرتبطة بالفكر الإخوانى فى النسيج الاجتماعى. تدوير النفوذ المثير أن تتوجه الأنظار دائمًا إلى صراع الإخوان مع السلطة، وتغفل عن الجبهة الأكثر هدوءًا والأكثر خطورة: جبهة المجتمع المدنى. فيكشف («السلاح السرى للإخوان: اختراق المجتمع المدنى)» كيف تمكنت الجماعة من إعادة تدوير نفوذها، ليس عبر الشعارات أو الخطابات، بل من خلال اختراق المنظمات غير الحكومية، والنقابات، والجمعيات الخيرية. إنه نفاذ لا يرفع الرايات، بل يتسلل بهدوء ويتجذر بعمق، ويشرح بدقة كيف تحوّل المجتمع المدنى إلى سلاح ناعم تتسلل عبره الجماعة، وفق خطط محكمة تختلف باختلاف السياق السياسى والثقافى، مستفيدة من الثغرات القانونية والخطاب المدنى المعاصر.ويقدم الكتاب لنا تحليلًا معمقًا لكيفية استخدام واستغلال الإخوان المجتمع المدنى كسلاح ناعم يتيح لهم التغلغل الانتشار دون إثارة الشبهات، ويوضح أن الاختراق لم يكن عشوائيًا، بل تم وفق آليات مدروسة تختلف من دولة لأخرى، كما يجيب على تساؤلات محورية حول أسباب استمرار الجماعة رغم الضربات الأمنية والسياسية، ويطرح المجتمع المدنى كإحدى أهم أدواتها فى ذلك. الهدف الاختراق ويعد اختراق الإخوان للمجتمع المدنى مكونا أصيلا فى الفكر الإخوانى، كما يظهر من كتابات مفكريهم الرواد وأبرزهم (حسن البنا وسيد قطب)، فالهدف الأسمى لهذا الاختراق هو إيجاد مؤسسات وخدمات موازية للدولة كما فعلوا فى بعض الدول العربية والإسلامية، وربما تكوين مجتمع خاص داخل المجتمع الأصلى مجتمع «إخوانى» كما فعلوا فى المجتمعات الغربية. وتقدم الدراسات ب«الكتاب» بانوراما تفصيلية لكيفية اختراق الإخوان للمجتمع المدنى، ولماذا وكيف استخدموا وأجادوا استخدام المجتمع المدنى كسلاح سرى يحاربون به الأفكار المختلفة عنهم حتى لو كانت أفكارا معتدلة، كما ترصد المنصات والسبل التى كفلت لهم البقاء ودعم المجتمع فى كثير من الأحيان، وإلى أى مدى تختلف آليات الإخوان فى المجتمعات العربية والإسلامية عنها فى الدول الغربية التى وفرت ملاذا آمنا لهم فى الماضى والحاضر أيضا، وذلك على الرغم من تشابه الهدف فى التسلل إلى المجتمع للوصول إلى دوائر السلطة والتأثير فيها. فى نهايات عام 2010 وبدايات 2011، اندلعت ثورات الربيع العربى التى بدأت بتونس، وتلتها العديد من الدول العربية. وأظهرت تلك الاحتجاجات والحشود الجماهيرية بعد فترة قصيرة فصيلا منظما تمكن من أن يصبح الأكثر تأثيرا فى الحشود الجماهيرية. رغم أنه لم يشارك فى تلك الاحتجاجات منذ بدايتها، إلا أنه ظهر منتظما ومتكاملا بين جماعات متفرقة ومتعددة. سقوط القناع فكيف استطاع «الإخوان» فى وقت قصير السيطرة على تلك الحشود؟ يجيب الكتاب عن هذا السؤال موضحا أن الفائدة التنظيمية للإخوان والتى لم تكن هى الأوضح قبل الثورات العربية، أتت ثمارها ودفعت بالتنظيم للمقدمة، بل ووصلوا للحكم فى مصر لمدة عام. ومع سقوط القناع عن «الجماعة»، وظهور هدفها الحقيقى وهو الوصول للحكم، والسيطرة على مفاصل الدولة، عزلهم الشعب عن الحكم فى 30 يونيو 2013 لتظهر الخلايا النائمة للتنظيم، وينتشر العنف فى ربوع البلاد لمحاولة إسقاط الدولة التى لفظهم شعبها. هنا يجيب الكتاب عن سؤال: كيف انتشر «الإخوان» فى كل مكان وكيف استمرت قدرتهم على الحشد لعدة شهور بعد خروجهم من الحكم؟، إنها القوة التى استثمروها فى مراحل صعودهم ومراحل هبوطهم، وهى الانتشار فى المجتمع المدنى. فجماعة «الإخوان» استطاعت على مدى 80 عاما، هى عمر «الجماعة»، فى الانتشار فى المجتمع المدنى اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. واستطاع أعضاء «الجماعة» إنشاء كيانات اقتصادية داخل الدول التى يتواجدون فيها وتتواصل هذه الكيانات مع بعضها ومع مثيلتها فى الدول الأخرى ليتوافر للتنظيم شبكة فعالة داخليا وخارجيا. إن اختراق «الإخوان» للمجتمع المدنى فى الدول التى يتواجدون فيها سواء العربية، أو الأوروبية كان هو السلاح السرى للتنظيم، خاصة أن التنظيم يستخدم الآليات الأنسب لكل دولة، بما يجعل هذا الاختراق أشبه بالتسلل التدريجى مما يعوق اكتشافه أو رصد تأثيره. وقد أثبتت التطورات المختلفة التى مرت بها الجماعة منذ بدايتها أن المجتمع المدنى كان ركيزة أساسية ساعدتها على البقاء والاستمرار خلال الانتكاسات الكبرى التى مر بها. ويجمع الكتاب بين الدراسة النظرية والتطبيقية، ويعمل على تتبع التقدم الفكرى للمجتمع المدنى لدى الإخوان من خلال كتابات أبرز مفكريهم حسن البنا وسيد قطب لإظهار البعد النظرى فى كتاباتهم، بما يمكن من إعادة قراءتها بمنظور مختلف يفسر كثيرا من تحركات وأنشطة عناصر الإخوان فى الدول المتواجدون بها. الأبعاد التفصيلية ويتناول الكتاب الجانب النظرى فى عمل «الإخوان» ويوضح الأبعاد التفصيلية لرؤية الجماعة للمجتمع من خلال سؤال بحثى رئيسى عن ظهور المجتمع المدنى فى فكر الإخوان، وإلى أى مدى كانوا يسعون لتغيير المجتمعات لتناسب حكمهم المنشود، كما تناول الكتاب التنظيم الدولى للإخوان وإدارة المجتمع المدنى فى فروع الإخوان، ويقدم فلسفة عمل التنظيم الدولى، وكيف كان يعالج الفوارق المختلفة بين الفروع، بما يحقق أفضل توظيف للمجتمع المدنى فيها. وتناول عدة دراسات عن «الإخوان» فى المنطقة العربية بداية من مصر، حيث تناول مراحل متمايزة لوجود الإخوان فى مصر، وطبيعة انتشارهم فى المجتمع المدنى، ويظهر أن الانتشار كان من أهم عوامل بناء التنظيم رغم الانتكاسات الكبرى التى شهدها. ويوضح الكتاب «تاريخ الإخوان» فى الأردن وحدود تأثير الحزب الممثل لهم وطبيعة أنشطتهم، وتأثيرهم فى المجتمع المدنى الأردنى، مع الأخذ فى الاعتبار خصوصية تيار الإسلام السياسى فى الأردن. ويتناول الكتاب كيفية اختراق الإخوان للمجتمع المدنى فى بعض الدول الأوروبية، والتى يتمتع فيها «الإخوان» بقدرة على التأثير حالت دون تعريفهم كتنظيم إرهابى بعد ما مارسوه من عنف واضح بعد عام 2013 ليس فى مصر وحدها ولكن فى العديد من الدول التى يظهرون فيها بشكل مباشر أو يعملون من خلال حركات تنتمى للإسلام السياسى. الانتشار بالغرب كانت ومازالت فلسفة «الإخوان» قائمة على التغلغل فى المجتمعات تحت ستار منظمات المجتمع المدنى من أجل تعزيز رصيده المجتمعى، كخطوة أولى لبناء نفوذ سياسى، وقد اتبعوا هذا النهج فى تعاطيه مع المجتمعات الغربية حيث توسع فى إنشاء شبكة من المؤسسات فى الدول الغربية، بهدف ترسيخ الأيدلوجية الإخوانية، ويعود تاريخ الوجود النشط للجماعة فى الدول الأوروبية فى أواخر الخمسينيات، وأوائل ستينيات القرن الماضى، وتعد بريطانيا من الدول التى شهدت تناميا للنفوذ الإخوانى، وجاء اختيار بريطانيا نتيجة للصلة بينهم و بين الإخوان منذ بدايتها عام 1928 بحكم الانتداب البريطانى فى تلك المرحلة. ورغم الروايات عن العلاقات بين الطرفين أثناء الوجود البريطانى فى مصر، وما غلفها من شبهات، فإن الاهتمام بالعلاقة بينهما بدأ من الخمسينيات والستينيات مع بداية تكوين الإخوان شبكة قوية فعالة فى المجتمع المدنى البريطانى. ويبرز الكتاب الوجه الآخر للتعامل الأوروبى مع الإخوان فى بعض الدول التى كانوا يتمتعون فيها بحضور واضح، لكن أجهزة هذه الدول انتبهت لخطورة تأثيرهم، واتجهت إلى تقويض هذا الحضور. ويهتم الكتاب بدراسة كيفية اختراق الإخوان للمجتمع المدنى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، الدولة العظمى الوحيدة التى استطاع الإخوان توفيق علاقاتهم معها منذ نهاية الحرب الباردة إدراكا منهم لأهميتها واختلاف تأثيرهم داخل المجتمع المدنى الأمريكى ما بين داعم لهم، وآخر مدرك لخطورة تأثيرهم. ويؤكد الكتاب أن الجماعة تمثل التنظيم الأكثر خطورة بين التنظيمات المنتمية للإسلام السياسى لما يحمله من تعدد فى آليات تنفيذ أهدافه المستندة إلى أيدولوجية متكاملة الأركان، وتجمع بين الفكر وبرنامج عملى لتنفيذ هذا الفكر. وبرنامج العمل هو ما تمثله الجماعة من تهديد للدول من بداية نشأتها، وما أعلنه مؤسس الجماعة حسن البنا عن مجال عملها باعتباره الحد الفاصل بين الدعوة والسياسة، وهذا يعنى ان الجماعة تستهدف الوصول للدولة، والمجتمع معنا أى حكم الدولة، وطاعة المجتمع، وتبنى التنظيم لتنفيذ ذلك منهجا مرنا لأن فكر الجماعة قائم على التدرج، والمرحلية فى تحقيق هدفها الأكبر للوصول للحكم. وتظهر الأدبيات العربية، والأجنبية التى اهتمت بنشأة الإخوان أن هناك موضوعين رئيسيين: الأول الدوافع لإنشاء الجماعة، وفى مقدمتها الدافع المرتبط بسقوط الخلافة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، واختفاء الرمز الذى كانت تمثله الخلافة كدولة إسلامية، واعتبر البنا اختفاء الخلافة تهديدا للإسلام كدين وعقيدة. والدافع الثانى: تأثير الاستعمار البريطانى داخل المجتمع المصرى، وما نتج عنه من مظاهر بعيدة تماما عن جوهر الدين فى السلوكيات، والفكر أيضا. أما عن فترة الخمسينيات، والستينيات فقد شهدت انتكاسة للإخوان، فى مصر، وعاد التنظيم للعمل فى السبعينيات فى كافة المجالات ما عدا المجال السياسى، وأظهر التنظيم مرة أخرى فهما عميقا لطبيعة المجتمع و أولويات الأغلبية الشعبية وعناصر التأثير فى الدولة، واستفاد التنظيم من السياق العام مثل الاتجاه للتسوية السلمية مع إسرائيل بعد استرداد الأراضى المحتلة فى حرب 1973، وتغير النظام الاقتصادى، وتحوله لنظام اقتصاد الحرب مما أتاح للإخوان فرصة التسلل إلى المجتمع والانتشار فيه بما أوجده من كيانات وأنشطة لا ترتبط مباشرة بالمجال السياسى، لكنها تؤثر فيه بشدة. وتواجد للجماعة شركات اقتصادية استثمارية تعمل فى المجالات المصرفية والاستهلاكية بشكل رئيسى وتواجد له أيضا جمعيات أهلية تقدم الخدمات التقنية، والإعانات الخيرية، والمالية، والعينية، والعلاج الطبى، وأماكن للصلاة. ومثل الإعلام التقليدى، والجديد منفذا مهما للتنظيم إلى المجتمع، ولم يكن التنظيم بعيدا تماما عن المجال السياسى المحظور عليه وقدم بعضا من كوادره كنواب فى البرلمان بصفتهم مستقلين، وكثف التنظيم حضوره فى مجالس النقابات المهنية و اتحادات الطلاب والعمال. التنظيم الدولى وظل « الدولى للإخوان» شريانا لحياة التنظيم فى مرحل الانتكاسات الكبرى فى مراحل الخمسينيات والستينيات، وتمت إعادة هيكلة التنظيم الدولى للإخوان بعد 2013 لإنشاء تنظيمات مستحدثة منها ما يتشابه مع التنظيمات المحلية، ومنها ما تم استحداثه بهدف الوصول للمجتمعات التى تراجعت فيها قوة فروع التنظيم. و فى النهاية يمكن القول أن فهم الإخوان للمجتمع المدنى لعب دور فى نجاح التنظيم عند مرحلة التأسيس، وكان له دور فى بقاء التنظيم عند عودته للعمل، وقد استفاد التنظيم من ذلك الوضع حتى ثورة 30 يونيو 2013، أما بعدها فقد حدث متغير مهم لم يفهمه التنظيم، وهو انكشاف أهدافه أمام المجتمع، وظهور تسلط التنظيم حينما وصل للسلطة فعليا، وحينما ظهر عنف التنظيم واستعلاؤه باسم الدين على معارضيه، واختلاف صورة التنظيم أمام المجتمع هو ما لا تدركه الجماعة فتستخدم نفس الآليات التى أعدتها لاختراق المجتمع المدنى، والتأثير فيه، ولم ينجح التنظيم فى هذا خارج قواعده. رسالة الكتاب إن الرسالة الأهم التى يحملها الكتاب ليست فقط فى كشف الأدوات، بل فى دقّ جرس إنذار: فالمجتمع المدنى الذى يُفترض به أن يكون حصنًا ضد الاستبداد والتطرف، يمكن أن يتحول – دون انتباه – إلى بوابة خلفية لتسلل مشروع أيديولوجى مغلّف بلغة التغيير والإصلاح. علينا أن نعيد التفكير فى تعريف «العمل المدنى»، وأن نطرح سؤالًا لم يعد من رفاهيات التنظير: من يخدم من؟ ولا يهدف الكتاب إلى شيطنة المجتمع المدنى، بل إلى إنقاذه من تسللات ناعمة تُعيد توجيه بوصلته دون ضجيج. إنه تذكير بأن الحذر لا يعنى القمع، وأن صيانة المجال المدنى لا تأتى بالمراقبة وحدها، بل بالفهم العميق لبُناه ومسارات تأثيره. ويبقى السؤال الأهم للقارئ بعد الانتهاء من هذا العرض: كيف نعيد بناء الثقة فى العمل الأهلى دون أن نترك ثغرات جديدة تُستغل من قِبل تنظيمات تتقن فنون التخفى والنفوذ الهادئ؟.