"الملول" يصيبك بالكآبة والرغبة فى اعتزال الناس.. والإمام ابن حزم الأندلسى يحذرك قائلا: "لا تثق بملول ولا تشغل به نفسك، ولا تعنها بالرجاء فى وفائه"!.. "الشخص الملول".. لا يدرك الجمال الذى بين يديه إلا بعد أن يفقده، وليس للملول صديق، فهو يتركك فى أية لحظة.. ولا يرى الجمال والبهجة التى تصنعها حولك، كل ما يفكر به كيف ينهى حديثه معك ويمضى!.. "الملل".. آفة إذا أدمنت عليه لن تمل منه، والرغبة فيمن زهد فيك إهانة لنفسك، والزهد فيمن رغب فيك ظلم له، والحل الأمثل أن تواجه "الملول" كما "واجهه" ابن الفارض: "ترانى مقبلا فتصد عنى .. كأن الله لم يخلق سواك سيغنينى الذى أغناك عنى .. فلا فقرى يدوم ولا غناك"!.. ويقال إن زكاة الجمال إذا بلغ النصاب: ..............( ضحكة رقيقة ) وهى زكاة تؤدى فقط لمن رآك "الجنة بنعيمها"، ولا تجوز لمن زهد فيك "الشخص الملول".. جبان وأنانى ولا يعرف كيف يحتويك، يريدك لنفسه ولرغباته، يريدك على هواه ومزاجه، ولا يحسن الاستماع إليك.. هو لا متعة له ولا رحلة ومراحل ولا ساعة صفاء.. إنه يبحث عن كنز لاوجود له كأنه، مثل دخول عالم اللعبة الخيالية فى بلاى ستيشن ويفنى نفسه فيها ولايرجع للواقعية والصبر المعتاد عليه فلا ثمرة بلا جهد وصبر، ولا متعة إلا بالمثابرة والتأمل، ويدفعك على الكآبة والزهد فى الناس.. كن معه، كمتصوف وزاهد: اجعل قلبك مسجدا لا تدعُ فيه مع الله أحدا.. واتركه خلفك وامضِ إلى عالم من البهجة والأنس..