الحياة بلا أصدقاء صعبة.. وحبيبة تتغلفها مشاعر الحزن بعد موت أصدقائها.. أراها تشعر بالعزلة رغم وجود الأضواء والكاميرات عليها.. فهيَ الناجية الوحيدة من حادثة ميكروباص الطريق الدائرى االذى حصد أرواح البنات اللاتى تحولت ضحكاتهن إلى صرخات وفقدن أحلامهن فى لحظة قسا عليهن الزمن.. فماذا بعد أن تُشفى حبيبة وتعود لمنزلها؟.. لن تجد صديقاتها حولها.. رحلن من كنّ يوفرنَ لها الدعم والتحفيز لحياة آمنة يوفرن فيها أقل المتطلبات علّ أن يكون المكان الذى احتواهن أكثر أمناً ورحمة. فلم تكن أحلامهن أكثر من توفير لقمة العيش وإتمام الدراسة والعمل.. أحلام بسيطة، هل استكثرها عليهن الزمن أم مجتمع بأكمله؟ كل شىء يحدث لنا مقدر من الله سبحانه وتعالى.. ولكن الله بيّن لنا الثواب لمن يُفلح والعقاب لمن يُخطئ.. وكما يوجد عقاب فردى يوجد عقاب جماعى لمن يتشارك فى الجريمة ويجب ألا يتنصل أحد من المشاركة فى مثل هذه الجرائم. وقد أظهرت حادثة ميكروباص الطريق الدائرى التى حصدت أرواح 18 فتاة فى عمر الزهور، وغيرها من الحوادث اليومية، أن المسئولية الجماعية لا تقع على السائق المتسبب فى الحادثة فقط بدون النظر إلى العقاب الجماعى لكل من المسئولين عن سلامة الطرق والمسئولين عن الرقابة المرورية، فغياب منظومة الثواب والعقاب يفتح الطريق أمام سيل من الحوادث المرورية وحصد أرواح من لا ذنب لهم، وهذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فى ظل غياب منظومة الثواب والعقاب، وغياب الرقابة التى تُعطى الفرصة للوقوع فى الأخطاء، وكلنا شاهدنا كيف تم إصلاح الطريق ورصفه فى اليوم التالي! وهكذا نحن دائماً ننتظر وقوع المصائب حتى نقوم بواجباتنا. اللهم خفف عنا ثقل هذه الأيام وارزقنا قوة الصبر حتى نتحمل.