هذا السلوك يتطابق مع ما فعله نظام الاحتلال الإسرائيلى مع السوريين إبان الحرب الأهلية في الحرب الإيرانية-الإسرائيلية توقف القتال باتفاق رعته الولاياتالمتحدة لكن الحرب بين الطرفين لم تتوقف ولا تزال النار تستعر تحت الرماد، فلا أحد منهما حقق مبتغاه وكل منهما يمسك بدفتر حساب مفتوح يريد تصفيته. العبء الأكبر يقع على إيران استعدادًا لجولة قادمة لا محالة، نتيجة الاختراقات العديدة والعميقة التى نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي. أولى خطوات الاستعداد الإيرانى هى تنظيف البيت من الداخل والتخلص قدر الإمكان من جحافل الجواسيس المحليين الذين عملوا بنشاط تحت عنوان كبير هو «الخيانة» سواء كان ذلك بوعى أو بدونه. مع وجود العملاء الأجانب الذين اخترقوا أعلى أروقة السلطة فى الجمهورية الإسلامية متشحين بهوية إيرانية. صحيح أن حرب الجواسيس بين طهران وتل أبيب متبادلة وممتدة لكن حتى مع الاعتراف بمقدرة فذة لدى الإيرانيين على إدارة حرب سيبرانية جيدة أجهدت الإسرائيليين، إلا أن الاختراق الإسرائيلى للداخل الإيرانى يتجاوز بأميال الاختراق الإيرانى ؛ يتصدر هذه الجرائم حملة الاغتيالات الممنهجة للقادة الإيرانيين ولكم فى إعلان قناة «صابرين نيوز»، التابعة لجهاز الدعاية والإعلام فى فيلق القدس، عن مقتل الحاج يونس، المساعد البارز لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، غارة جوية إسرائيلية قبل 11 يوماً، دليل على أن الحرب لم تتوقف بالرغم من وقف القتال رسميًا. الغريب أن إعلان القناة الإيرانية جاء دون تقديم تفاصيل أخرى حول مكان أو ظروف مقتله. لكن مؤخرًا كشفت وسائل إعلام إيرانية لأول مرة عن هوية «رفيق الظل» لسليمانى، حسن أبو الفضل حسن، المعروف باسم «الحاج يونس». وأشارت وكالة تسنيم للأنباء إلى الدور البارز لحسن أبو الفضل فى قيادة العمليات العسكرية لفيلق القدسالإيرانى فى سوريا، ووصفت وجوده على الأرض بأنه «مركزى ومؤثر». وأكدت أيضًا علاقاته الوثيقة بقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، الذى قُتل فى غارة جوية أمريكية أوائل عام 2020. لم تتوقف محاولات الموساد الوقحة لاختراق الداخل الإيراني، فقد أنشأ قسم الاستخبارات والعمليات الخاصة الموساد حسابًا على منصة Xباسم «موساد فارسي» لأول مرة هذا الشهر، مدعيًا أنه الموقع الرسمى للمتحدث باسم الموساد باللغة الفارسية! الحساب المذكور، الذى أُنشئ قبل نحو شهر، ويتابعه أكثر من 10٫000 شخص، نشر نصًا غير مسبوق، يعرض فيه على المواطنين الإيرانيين علاجًا طبيًا عن بُعد، أى تقديم العلاجات الطبية باستخدام الأدوات التكنولوجية. جاء فى المنشور باللغة الفارسية: «أيها الإيرانيون الأعزاء، لقد تم تطبيق وقف إطلاق النار»، «والآن يتضح حجم الضرر. يركز النظام حاليًا على كبار مسؤوليه فقط، وليس على رعاية المواطنين. نحن إلى جانبكم. وقد شكّلنا فريقًا من الأطباء الخبراء، يضم أطباء قلب، وأخصائيين فى السكري، وأخصائيين فى الرئة، وأخصائيين فى الأمراض المعدية، وأطباء أورام، بالإضافة إلى دعم النساء الحوامل والدعم النفسي». أطباء متخصصون فى مختلف التخصصات متاحون لخدمتكم فى أى حاجة أو حالة، بما فى ذلك الجروح والإصابات، والإسعافات الأولية، والألم، والمرض، وأى استشارة طبية أخرى عن بُعد. جميع الأطباء يتحدثون الفارسية، ويمكن التواصل معهم بالفارسية أو الإنجليزية، مع أرقام هواتف وفيديو لمراسل سابق فى «صوت إسرائيل».. هذا السلوك يتطابق مع ما فعله نظام الاحتلال الإسرائيلى مع السوريين إبان الحرب الأهلية حين أنشأ مستشفيات ميدانية على الحدود لجذب السوريين نحو الأطراف واللجوء للمحتل الإسرائيلى باعتباره المنقذ . وهدفه غير خاف بالطبع إذ يأتى هذا المنشور ضمن حملة لتفتيت الجبهة الداخلية وزعزعة الأرض تحت أقدام النظام الإيرانى وتأليب الجماهير عليه تنفيذا للرغبة فى إسقاط نظام الملالي.