في ضوء التوجيهات الرئاسية الأخيرة بضرورة متابعة صيانة وإصلاح الطرق بدقة، وعلى رأسها الطريق الدائري الإقليمي بعد حادث المنوفية، وضرورة سرعة الانتهاء منها، تظل "الطرق الذكية" محور اهتمام الحكومة وعلى رأسها وزارة النقل. والطرق الذكية هي التي تعتمد على أحدث الوسائل التكنولوجية سواء في إنشاء وتنفيذ الطرق وكذلك استخدام التكنولوجيا في توجيه المارين بها عقب انتهاء التنفيذ، كالتأكد من وجود الإرشادات في مناطق الإصلاح وتعديل مسارات الطريق بشكل واضح، لذلك تعمل وزارة النقل على رفع كفاءة شبكة الطرق، ليس فقط من خلال الإنشاء والتوسعة، بل أيضاً بإدخال مفاهيم وتقنيات "الطرق الذكية" التي تعتمد على أنظمة التحكم والتنبؤ بالحوادث. تطبيق الطرق الذكية في مصر.. خطوة على الطريق في هذا السياق، كشف الدكتور حسن مهدي، أستاذ هندسة الطرق والنقل بجامعة عين شمس، أن مصر بدأت بالفعل في تطبيق أنظمة النقل الذكية (ITS) على عدد من المحاور الرئيسية ضمن الشبكة القومية. وأوضح "مهدي" ل"بوابة أخبار اليوم"، أن هذه الأنظمة تعتمد على رادارات وأجهزة استشعار وتقنيات رقمية لرصد الحركة المرورية في الوقت الفعلي وتحليلها. وأشار إلى أن هذه التقنيات تم تطبيقها على محاور استراتيجية مثل طريق شبرا–بنها الحر، وطريق القاهرة–الإسكندرية الصحراوي، والطريق الدائري، حيث تساهم هذه الأنظمة في التنبؤ بالاختناقات المرورية، ومراقبة السرعات، وتحليل الكثافات. وأضاف "مهدي" أن تلك الأنظمة تمكن مراكز المراقبة من إرسال معلومات لحظية للسائقين عن حالة الطريق، وهو ما يسهم في تقليل الحوادث ورفع درجة السلامة، مشيراً إلى أن الدولة تتبنى حالياً هذه المنظومة تدريجياً في ظل تطور البنية التحتية الرقمية. نحو شبكة طرق آمنة ومتصلة.. نتائج ملموسة على الأرض من جانبه، قال الدكتور عبد الله خضرة، أستاذ الطرق بجامعة بني سويف، إن الدولة وضعت خطة شاملة لرفع مستوى السلامة والأمان، تتضمن فصل مسارات النقل الثقيل عن السيارات الملاكي، وإنشاء كباري وأنفاق بدلاً من التقاطعات السطحية، وتوسعة الطرق الحيوية. وأوضح "خضرة" ل" بوابة أخبار اليوم"، أن الدولة نفذت مشروعات ضخمة مثل تطوير طريق مرسى مطروح–سيوة، الذي تحول من طريق كان يُعرف ب"طريق الموت" إلى محور آمن، من خلال تنفيذ ازدواج للطريق بحارة خرسانية للقادم من سيوة تتحمل الأحمال الثقيلة، مع تأهيل الاتجاه العكسي بالرصف الأسفلتي. كما أكد أن الدولة تنفذ مشروعاتها وفقاً لأعلى المواصفات العالمية، وأن مصر قفزت في تصنيف جودة الطرق من المركز 118 إلى المركز 18 عالمياً، موضحاً أن المشروعات الجارية تُنفذ رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، وأن هناك التزاماً واضحاً من القيادة السياسية بتسريع الجداول الزمنية، لا سيما في تطوير الطريق الدائري الإقليمي. تجارب دولية ملهمة في "التحكم الذكي" وتابع: "دول مثل ألمانيا، اليابان، وهولندا نجحت في ربط شبكات الطرق بأنظمة ذكية قادرة على التنبؤ بالحوادث والتحكم الفوري في الحركة المرورية، لذلك نحن نحاكي هذه الدول، ونعتمد على دمج كاميرات المراقبة، والرادارات، وأجهزة قياس الطقس، وبيانات GPS، في مراكز تحكم قادرة على اتخاذ قرارات لحظية مثل تغيير السرعة المسموح بها أو إغلاق حارات مرورية قبل وقوع الحوادث". وأوضح أن هذه الأنظمة بعد استخدامها، خفضت نسبة الحوادث بشكل ملحوظ، وساهمت في تحسين زمن الرحلة وتقليل استهلاك الوقود، إلى جانب تقديم خدمات تفاعلية للسائقين عن حالة الطريق. ولتعزيز عمل هذه المنظومة، شدد أستاذ الطرق على ضرورة في تطبيق أنظمة النقل الذكية (ITS) على الطرق الجديدة والمطورة، مع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في مراكز التحكم المروري، وكذلك إنشاء شبكة مركزية تربط المحاور الحيوية بمراكز إدارة حركة المرور لحظيًا. كما أكد على ضرورة تدريب الكوادر الفنية على صيانة وتشغيل الأنظمة الذكية، مع أطلاق حملات توعية مرورية للسائقين حول كيفية التعامل مع الإشارات الذكية والتنبيهات الإلكترونية حتى نصل إلى طرق ذكية وآمنة وسريعة في مصر وبأقل نسبة حوادث.