■ كتب: محمد علي سليمان منذ عشر سنوات كان الاهتمام الدائم بأعمال التنمية يكاد يكون مقتصرًا على القاهرة والجيزة والإسكندرية، لكن الأمور اختلفت بعد 30 يونيو، فالتنمية وصلت إلى كل مكان، ولم تعد أى محافظة في طى النسيان. فى أسوان أكد اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، أن ثورة 30 يونيو بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى كانت نقطة انطلاق لمسيرة تنموية غير مسبوقة، أعادت للوطن هويته وللمواطن كرامته، وجعلت من أسوان نموذجًا حيًا للتنمية الشاملة فى مختلف القطاعات. وأوضح أن أسوان تمتلك مقومات اقتصادية فريدة، من ثروات تعدينية ومحجرية، ومصادر متعددة للطاقة، وبنية تحتية متطورة تشمل طرقًا وموانئ ومطارات، وتعمل المحافظة على جذب الاستثمارات من خلال إقامة منطقة لوجستية كبرى بكركر على مساحة 600 فدان، تضم مجمعًا للصناعات الغذائية وموقفًا دوليًا للشاحنات وقرية بضائع وخدمات تجارية وسياحية، بالتوازى مع إنشاء المنطقة الحرة بمدينة أسوان الجديدة. كما تم تشغيل المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية الحرفية بالجنينة والشباك، وبدء العمل فى منطقة صناعية متكاملة بمدينة أسوان الجديدة على مساحة 200 فدان، لتكون قاعدة صناعية متصلة بالأسواق الإفريقية، مدعومة بشبكة نقل وموانئ ومصادر طاقة متنوعة. ◄ اقرأ أيضًا | قادم بقوة.. إشادت دولية بنجاح الاقتصاد المصري وتوقعات إيجابية للنمو والتضخم وأطلقت المحافظة خطة لإحلال وتجديد شبكات المياه والصرف الصحي، تشمل 10 مشروعات عاجلة بقيمة 500 مليون جنيه، ومشروعات مستقبلية تمتد لعام ونصف بتكلفة 1.3 مليار جنيه. كما تم تنفيذ حلول عاجلة لمشكلات مزمنة، مثل ضعف المياه فى شوارع عباس فريد والشونة، واستكمال مشروع إحلال خطوط المياه من محكمة أسوان حتى السيل. كما تم تنفيذ 14 مشروعًا تابعًا لصندوق تحيا مصر بتكلفة 688.5 مليون جنيه، منها مشروع حى اللوتس السكنى الذى ظل متعثرًا لأكثر من 14 عامًا، إلى جانب مشروعات الإسكان فى كوم أمبو ودراو وإدفو، بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وشهد قطاع الطرق طفرة كبيرة، أبرزها: كوبرى كلابشة الحر، محور دراو وخزان أسوان الحر (بتكلفة 4 مليارات جنيه)، ازدواج الطريق الصحراوى الغربى (125 كم - 800 مليون جنيه)، ازدواج طريق أسوان/أبو سمبل (215 كم - 1.6 مليار جنيه)، وكذلك طريق وادى العلاقى (170 كم - 1.043 مليار جنيه)، الطريق الإقليمى الدائرى الشرقى - العلاقى/كوبرى أسوان الملجم (23 كم - 600 مليون جنيه) وأيضاً تطوير طريق إدفو/ مرسى علم (60 كم - 130 مليون جنيه) ،إنشاء 3 كبارى للمشاة وتطوير الطريق الزراعى الشرقى أسوان/كوم أمبو، كما تم تنفيذ مشروع الطريق البديل للسادات، وتطوير الحركة المرورية فى مدينة كوم أمبو، وإنشاء مجمعات مواقف وسويقات جديدة. أما فى البحر الأحمر فكان بداية التحول مع تطوير ميناء الغردقة البحرى، الذى جرى تحديثه بتكلفة 150 مليون جنيه، ليواكب المعايير الدولية ويستقبل السفن السياحية العملاقة. هذه الخطوة لم تكن فقط تطويرًا لمنشأة، بل كانت رسالة واضحة بأن السياحة الشاطئية فى البحر الأحمر ستدخل مرحلة جديدة من المنافسة العالمية. كما تم افتتاح مطار الغردقة الدولى الجديد بتكلفة تخطّت 2.4 مليار جنيه، فى مشروع وصف حينها بأنه نقلة نوعية فى البنية التحتية للمطارات المصرية بطاقة استيعابية تصل إلى 7.5 مليون راكب سنويًا، ومساحة تقترب من 700 ألف متر مربع، وتم تدشين محطة «اليسر» لتحلية مياه البحر بالغردقة، والتى تُعدّ الأكبر فى الشرق الأوسط. بطاقة إنتاجية 80 ألف متر مكعب يوميًا وتكلفة تجاوزت مليار جنيه. أما شمال سيناء فقد شهدت تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية، وذلك ضمن استراتيجية تنمية سيناء، فى إطار سعى الدولة نحو تحقيق الاستقرار المجتمعى والتنمية المستدامة فى سيناء، كركيزة أساسية لحمايتها من مختلف التهديدات، حيث لم تعد تنمية سيناء خيارًا بل أصبحت ضرورة وطنية وأمنية. وأولت القيادة السياسية اهتماما بالغا بعملية التنمية الشاملة فى سيناء وكانت نقطة انطلاق خطة التنمية عبر صدور القرار الجمهورى رقم 107 فى 25 فبراير 2018، وتم خلاله رصد موازنة تاريخية تقدر ب 600 مليار جنيه لتنفيذ 944 مشروعًا تنمويًا فى سيناء تم إنجاز القدر الأكبر منها على أرض الواقع وخاصة فيما يتعلق بمشروعات البنية التحتية والمشروعات الاقتصادية والخدمية. ومن أبرز المشروعات مشروع أنفاق «تحيا مصر»، التى تربط شرق قناة السويس بغربها، وقد غيرت وجه الحياة فى سيناء، وقللت من زمن العبور الذى كان يستغرق ساعات إلى دقائق معدودة. وتمثل هذه الأنفاق شرايين لربط سيناء بمدن القناة وربطها بمصر كلها، لتسريع عملية النمو الاقتصادى، وجذب الاستثمارات، وتهيئة بيئة مواتية للتنمية الاقتصادية والبشرية داخل سيناء. كما شهد القطاع الصحى تطورًا كبيرًا بوجود مستشفى العريش العام إلى جانب 5 مستشفيات مركزية ونموذجية بمدن المحافظة، و97 وحدة صحية بالقرى والتجمعات، بخلاف المستشفى العسكرى، وتم إنشاء وحدة العلاج الكيماوى، بمستشفى العريش، وتخدم 700 مريض، فضلا عن استحداث قسم القسطرة القلبية والرنين، وقسم الاستقبال والطوارئ، وجراحات اليوم الواحد، كما تم إنشاء مبنى الغسيل الكلوى بمستشفى العريش. كما تم تأسيس العديد من التجمعات التنموية والزراعية بوسط سيناء وتوصيل المرافق الخدمية وتجهيز الأراضى الزراعية، وتوزيع معظمها على المنتفعين، وتوفير منزل ريفى وخمسة أفدنة لكل منتفع، حيث تم إنشاء 10 تجمعات تنموية منها 6 تجمعات بمركز نخل، و4 تجمعات بمركز الحسنة، ويجرى حاليا تنفيذ التجمعات الحضرية، بإقامة 21 تجمعا يضم 17.4 ألف منزل بدوى، بمدن: رفح، والشيخ زويد، والعريش. أما جنوبسيناء فهى تشهد تحولات نوعية فى مختلف المجالات التنموية، حيث قامت الدولة بإنشاء عدد كبير من التجمعات البدوية لتوفير بيئة آمنة بعيدة عن مخرات السيول وفيها كل مقومات الحياة، حيث تم إنشاء منازل بدوية على مساحة 180 مترا يحتوى على 3 غرف وصالة وحوش كبير وحمام ومطبخ. كما اهتمت الدولة بالسياحة الدينية بسانت كاترين ووضعت فيها استثمارات كبيرة، حيث إن المرحلة الأولى تجاوزت 12 مليار جنيه منها مشروع التجلى الأعظم والأوحد لتقديم هدية الإنسانية مزارا سياحيا دينيا للعالم وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى. وفى قطاع الصحة تم تقديم أكثر من مليون خدمة طبية وعلاجية لمنتفعى التأمين الصحى الشامل بجنوبسيناء منذ بداية إطلاق المنظومة بالمحافظة فى يوليو 2022 وحتى الآن، وفى قطاع مياه الشرب والصرف الصحى تم إنشاء 10 محطات تحلية بكل مدن المحافظة لحل مشكلة المياه بعد زيادة التنمية السكانية. وفى قطاع السياحة تم إنشاء وافتتاح متحف شرم الشيخ للآثار على مساحة 192000 م2 ، وقد بدأت أعمال المشروع عام 2003 وتوقفت عام 2011 وتم استئناف الأعمال به مرة أخرى فى عام 2018، حيث بلغت تكلفة المشروع 812 مليون جنيه.