رغم مرور سنوات طويلة على منع التدخين في الطائرات، فإن مشهد منافض السجائر داخل حمامات الطيران لا يزال يثير استغراب المسافرين، كيف يستمر وجود هذه الطفايات إلى جانب لافتات "ممنوع التدخين" المضيئة؟ يبدو أن وراء هذا التناقض الظاهري منطقا احترازيا يفرضه واقع لا يخلو من مخالفين يعرضون أنفسهم والآخرين للخطر،بحسب ما جاء من سكاي نيوز عربية. اقرأ أيضا| تحذيرات من تنظيف الأسنان في حمام الطائرة منذ أكثر من عشرين عاما، أصبح التدخين محظورا تماما على متن الرحلات الجوية في الولاياتالمتحدة، ومع ذلك لا تزال منافض السجائر موجودة داخل حمامات الطائرات الحديثة، هذه المفارقة تلفت انتباه كثير من المسافرين، وتثير تساؤلات حول جدوى الإبقاء على هذه الطفايات رغم وضوح التعليمات بمنع التدخين. تفسير هذه الظاهرة لا يعود لتجاهل القوانين، بل لإجراء وقائي تتبعه إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA)، التي لا تزال تلزم شركات الطيران بتثبيت منافض سجائر في الحمامات والسبب؟ بعض الركاب، سواء عن قصد أو جهل، يصرون على التدخين على ارتفاع يزيد عن 35 ألف قدم، رغم الحظر الصارم. وجود منفضة السجائر يعد إجراءً احترازيا لتقليل الخطر، إذ يمنح المخالفين مكانا آمناً لإطفاء السيجارة، بدلا من إلقائها في سلة نفايات تحتوي على مواد قابلة للاشتعال مثل الورق والمناديل، ووفقا للادارة، فإن هذا النوع من التوقعات الوقائية يمكن أن يمنع كوارث محتملة. ورغم شدة العقوبات، لا تزال مخالفات التدخين تسجل بين الحين والآخر. ففي عام 2021، واجه أحد الركاب على متن رحلة لشركة Allegiant Air غرامة بقيمة 16,700 دولار بسبب تدخينه داخل الحمام، وفي حادثة أخرى في مطار فورت لودرديل بولاية فلوريدا، أشعلت راكبة سيجارة على مدرج الطائرة، مما تسبب في أزمة لإحدى الراكبات المصابات بالربو. ولا تقتصر المخالفات على السجائر التقليدية، ففي مارس 2024، جرى توثيق راكب في درجة رجال الأعمال على متن طائرة تابعة لشركة Garuda Indonesia وهو يدخن سيجارة إلكترونية خلسة، واضعا الجهاز تحت وسادة على حجره. ورغم أن إدارة الطيران الفيدرالية لا تملك صلاحيات جنائية مباشرة، فإنها تحيل الحالات الخطيرة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، كما يمكنها فرض جرامات مالية قد تصل إلى 37,000 دولار لكل انتهاك. رغم التقدم في السياسات الجوية وتشديد العقوبات، لا تزال بعض السلوكيات المتهورة تفرض واقعا على شركات الطيران والسلطات المعنية، وجود منافض السجائر في الطائرات لم يعد رفاهية قديمة، بل إجراء أمني ضروري يتماشى مع مبدأ "الاستعداد للأسوأ"، لضمان سلامة الجميع على متن الطائرة، حتى في مواجهة أقل الاحتمالات.