ونحن نحتفل بأعياد ثورة 30 يونيو، ومواكبتها لبداية عام 1447 الهجرى الجديد.. كل عام وجميع المصريين والعرب والمسلمين بخير، أعاده الله علينا وعلى الإنسانية جمعاء باليمن والبركات، والأمن والأمان، والسلام ونصرة المظلومين واستعادة أصحاب الحقوق لحقوقهم إعلاًء لعدل الله على أرضه بين خلقه. ولنتدبر قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ «هود:85».. وقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ «الشعراء:183».. ففى تفسير الطبرى: بشأن قوله تعالى: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ «هود:85»، يقول: ولا تنقصوا الناس حقوقهم التى يجب عليكم أن توفوهم كيلًا أو وزنًا أو غير ذلك.. حدثنى الحارث قال: حدثنا عبدالعزيز قال: حدثنا على بن صالح بن حى قال: بلغنى فى قوله تعالى: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾، قال: لا تنقصوهم.. حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾، يقول: لا تظلموا الناس أشياءهم. إن قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ «الشعراء:183»، قال القرطبى فى تفسيره: البخس النقص وهو يكون فى السلعة بالتعيب والتزهيد فيها أو المخادعة عن القيمة والاحتيال فى التزيد فى الكيل والنقصان منه، وكل ذلك من أكل المال بالباطل.. وقال الشوكانى: وفيه النهى عن البخس على العموم. واتساقًا مع ما تقدم.. فلنجتهد فى حفظ حقوق أصحاب الفضل دون بخس لحقوقهم.. ولندعُ الله: اللهم تقبل منا صالح الأعمال، واغفر لنا ذنوبنا، وأصلح أحوالنا، وقوى إيماننا، وأسعد حياتنا، وحقق آمالنا.. اللهم بلغنا برحمتك رضاك، واجعلنا من عتقائك من النار.. وأن يهدى أبناءنا ويحفظهم بحفظه الذى يحفظ به عباده الصالحين ولا يصيبنا فيهم بمكروه، وأن يعينهم على المعروف وينهاهم عن المنكر. ولنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.