إن قضاء حوائج الناس من وسائل وَحدة المجتمع، روى الشيخان عن أبى موسى رضى الله عنه عن النبى قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وشبك بين أصابعه)؛ «البخارى، ومسلم». روى الطبرانى عن ابن عمر رضى الله عنهما، قال: قال رسول الله : (إن لله عبادًا اختصَّهم بالنعم لمنافع العباد، يُقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منَعوها نزعها منهم، فحوَّلها إلى غيرهم) «حديث حسن - صحيح الجامع للألبانى».. قال الله جل جلاله: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ «القصص:77».. الله تعالى يحب الذين يقضون حوائج الناس، روى ابن أبى الدنيا والطبرانى عن ابن عمر رضى الله عنهما، قال: قال رسول الله : (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس)؛ (صحيح الجامع للألبانى - حديث حسن».. فالمؤمنون الذين يقضون الحوائج مفاتيح الخير، روى ابن ماجه عن أنس بن مالك رضى الله عنه، قال: قال رسول الله : (إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطُوبَى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه)؛ «صحيح ابن ماجه للألبانى - حديث حسن».. روى الطبرانى عن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما، قال: قال رسول الله : (المؤمن يَألف ويُؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخيرُ الناس أنفعهم للناس)؛ «صحيح الجامع للألبانى - حديث حسن». الله فى عون الذين يقضون حوائج الناس، روى مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه، قال: قال رسول الله : (مَن نفَّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر، يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله فى الدنيا والآخرة، والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه)؛ «مسلم».. روى الشيخان عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله قال: (المسلم أخو المسلم، لا يَظلمه ولا يُسلمه، ومَن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته)؛ «البخارى، ومسلم». اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وأصلح أحوالنا، وقوى إيماننا، وأسعد حياتنا، وحقق آمالنا.. اللهم أعوذ بك من كل ذنبٍ يحبس رزق أو يُبطل صوم.. اللهم اجعلنا من أهل النفوس الطاهرة والقلوب الشاكرة، والوجوه المستبشرة الباسمة، وارزقنا طيب المقام، وحسن الختام والجنة دار السّلام.. اللهم اقسم لنا من حظوظ الدنيا وخيرات الآخرة، واكتبنا من السعداء، والعتقاء، وممن حرمت وجوههم على النار.. آمين يارب العالمين. اللهم بلغنا برحمتك رضاك، واجعلنا من عتقائك من النار.. ولنتدبر، ولندعُ الله أن يهدى أبنائنا ويحفظهم بحفظه الذى يحفظ به عباده الصالحين ولا يصيبنا فيهم بمكروه، وأن يعينهم على المعروف وينهاهم عن المنكر.. ولنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.