بمجرد ما ينقضى شهر رمضان تأتينا أيام شوال.. عن أبى أيوب الأنصارى أن النبى «» قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) «رواه مسلم». يأتى صيام الأيّام الستة من شوال جَبرًا لنَقص وتعويض الفرائض، عن أنس بن حكيم الضبى، قال النبى «»: (إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ النَّاسُ بِه يومَ القيامةِ من أعمالِهمُ الصَّلاة قالَ يقولُ ربُّنا جلَّ وعزَّ لملائِكتِه وَهوَ أعلمُ انظروا فى صلاةِ عبدى أتمَّها أم نقصَها فإن كانت تامَّةً كتبت لَه تامَّةً وإن كانَ انتقصَ منها شيئًا قالَ انظُروا هل لعبدى من تطوُّعٍ فإن كانَ لَه تطوُّعٌ قالَ أتمُّوا لعبدى فريضتَه من تطوُّعِه ثمَّ تؤخذُ الأعمالُ علَى ذاكُم) «صحيح - رواه الألبانى».. كما أنه دلالة على قبول الصيام فى شهر رمضان، فتوفيق المسلم إلى أداء الطاعة بعد طاعة علامة على قبولها من الله سبحانه وتعالى، ويُعدّ صيام المسلم بعد انتهاء شهر رمضان من باب شُكر العبد لربّه على إعانته على صيام رمضان، ورغبته الاستمرار فى التقرُّب إليه، قال الله تعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ «البقرة: 185».. وصيام الستة من شوال فرصة للتقرُّب إلى الله، حيث يُعَدّ صيام التطوُّع دليلاً على حُبّ العبد أداءَ الطاعات، ودليلاً على رغبته فى مواصلة أدائها، إذ يُعَدّ صيام هذه الأيّام الستّة ارتقاء للعبد بمنزلته عند الله، وقد جاء فى الحديث القدسىّ الذى يرويه النبىّ محمّد «» عن الله جل جلاله، إذ قال: (وما تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبدى بِشىءٍ أحبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ، وما زالَ عَبدى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذى يسمعُ بهِ، وبَصَرَهُ الذى يُبْصِرُ بهِ، ويَدَهُ التى يَبْطِشُ بِها، ورِجْلَهُ التى يَمْشِى بِها، وإنْ سألَنِى لأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ). اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وأصلح أحوالنا، وقوى إيماننا، وأسعد حياتنا، وحقق آمالنا.. اللهم أعوذ بك من كل ذنبٍ يحبس رزقًا أو يُبطل صومًا.. اللهم اجعلنا من أهل النفوس الطاهرة والقلوب الشاكرة، والوجوه المستبشرة الباسمة، وارزقنا طيب المقام، وحسن الختام والجنة دار السّلام.. اللهم اقسم لنا من حظوظ الدنيا وخيرات الآخرة، واكتبنا من السعداء، والعتقاء، وممن حرمت وجوههم على النار.. آمين يا رب العالمين. اللهم بلغنا برحمتك رضاك، واجعلنا من عتقائك من النار.. ولنتدبر، ولندعُ الله أن يهدى أبناءنا ويحفظهم بحفظه الذى يحفظ به عباده الصالحين ولا يصيبنا فيهم بمكروه، وأن يعينهم على المعروف وينهاهم عن المنكر.. ولنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد «» حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.