كن فى عون أخيك.. فإن قضاء حوائج الناس من الأعمال الصالحة التى نتقرب بها إلى الله، لنرفع رصيدنا من الحسنات، وننال مرضاته فى الدنيا والآخرة، إعلاء لنشر المحبة، وتأليف القلوب.. قال الله جل جلاله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ «الحج:77». حثَّنا الله تعالى على السعى فى قضاء حوائج الناس تقربًا إلى الله، قال تعالى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ «المزمل:20».. وقال سبحانه وتعالى: ﴿مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا﴾ «النساء: 85»، قال الإمام ابن كثير رحمه الله: مَن سعى فى أمر فترتب عليه خير، كان له نصيب من ذلك. عن أبى هريرة رضى الله عنه، قال: قال رسول الله : (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرِضتُ فلم تعدنى - (تَزُرْنى) - قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدى فلانًا مرِض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمنى، قال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدى فلان، فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى، يا ابن آدم استسقيتك، فلم تسقنى، قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدى فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندى) «رواه مسلم».. روى الشيخان عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه، قال: كان رسول الله إذا جاءه السائل أو طُلبت إليه حاجة، قال: (اشفعوا تؤجروا، ويقضى الله على لسان نبيه ما شاء) «البخارى، ومسلم»، المقصود هنا بالشفاعة: «التوسط للغير بجلب منفعة مشروعة له، أو دفع مضرة عنه».. وقال الطيبى رحمه الله: قال النبى : (إذا عرض المحتاج حاجته علىّ، فاشفعوا له إلىّ،فإنكم إن شفعتم حصَل لكم الأجر،سواء قبِلت شفاعتكم أم لا، ويجرى الله على لسان نبيه ما شاء من موجبات قضاء الحاجة أو عدمها، فإن قضيتها أو لم أقضِها، فهو بتقدير الله تعالى وقضائه) «فتح البارى، لابن حجر العسقلانى». اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وأصلح أحوالنا، وقوى إيماننا، وأسعد حياتنا، وحقق آمالنا.. اللهم أعوذ بك من كل ذنبٍ يحبس رزقًا أو يُبطل صومًا.. اللهم اجعلنا من أهل النفوس الطاهرة والقلوب الشاكرة، والوجوه المستبشرة الباسمة، وارزقنا طيب المقام، وحسن الختام والجنة دار السّلام.. اللهم اقسم لنا من حظوظ الدنيا وخيرات الآخرة، واكتبنا من السعداء، والعتقاء، وممن حرمت وجوههم على النار.. آمين يارب العالمين. اللهم بلغنا برحمتك رضاك، واجعلنا من عتقائك من النار.. ولنتدبر، ولندعُ الله أن يهدى أبناءنا ويحفظهم بحفظه الذى يحفظ به عباده الصالحين ولا يصيبنا فيهم بمكروه، وأن يعينهم على المعروف وينهاهم عن المنكر.. ولنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.