لم يتوقف الإعلام الغربى منذ الساعات الأولى لحرب أكتوبرعن نشر التقارير والأخبار عن المعركة وقالت صحيفة «ديلى صن» البريطانية إن الفردان شرق قناة السويس كانت أول المواقع التى استولت عليها قواتنا المسلحة عندما حقق المصريون أعظم انتصاراتهم واستعادوا أراضيهم منذ اليوم الأول وكست وجوهنا الزهو والانتصار فوق خط بارليف الذى أنهار أمامنا وذهب إلى غير رجعة. وتحدثت صحف ومجلات «التايمز والديلى ميل والدفاع والفيجارو ولومانتيه» عن أن هذه الحرب جرحت كبرياء إسرائيل وتفوقت البحرية المصرية على الإسرائيلية خاصة فى مجال الصواريخ.. وإن مصر وخلفها 7آلاف عام من الحضارة تشتبك فى حرب طويلة المدى مع العدو الذى تحارب معه اليوم لكى تعيش غداً وبالمستقبل فقد أطاحت حرب أكتوبر73بنظرية الحدود الآمنة كما يفهمها حكام «تل أبيب» وأثبتت أن أمن إسرائيل لايمكن أن يكفل بالدبابات والصواريخ ولكن بتسوية سلمية عادلة فقد بالغت فى الوهم بأن الدول العربية ستبقى مستسلمة إلى الأبد حيال احتلال أراضيها. وضاعت تصريحات الجنرال إسحاق رابين بأن لدى بلاده خططاً عسكرية لمواجهة جميع الاحتمالات بما فى ذلك احتلال القطب الشمالى! .. ويبدو أن احتمال الهجوم المصرى الكاسح لم يكن وارداً فى احتمالات الإسرائيليين ولهذا دفعوا ثمناً غالياً!..فالعرب يخوضون كفاحاً عادلاً ويقاتلون دفاعاً عن حقوقهم وإذا حارب المرء دفاعاً عن أرضه ضد معتد فإنه يخوض حرباً تحريرية والاستمرار فى احتلال أرض الغيرعدوان سافر..فقد فر جنود الاحتلال من خط بارليف وهم يلتقطون أنفاسهم وعلت القذارة أبدانهم وشحبت وجوهم وهربت فلولهم من الجحيم الذى فتحه عليهم الهجوم المصرى الكاسح بعد أن سادت إسرائيل قبل الحرب مشاعر خاطئة وشعور بالتفوق العسكرى الساحق لدرجة أن هذا الاعتقاد قاد إلى طمأنينة على طريقة سنقطعهم إرباً إذا تجرأوا على رفع إصبع فى وجهنا! . أوجدت حرب أكتوبر مفهوماً يبدو إن الاسرائيليين لم يعرفونه من قبل بعد أن عانوا من الصدمات النفسية وانتشروا بالمستشفيات ودور النقاهة للعلاج والتخلص من الآثار التى خلفتها الحرب الضارية ومعرفتهم لأول مرة الحصار والعزلة أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاذ الذخيرة ..فحتى يوم وقف إطلاق النارلم يكونوا قد استطاعوا إلحاق الضرر بالمصريين وحتى بدون التوصل إلى الوقف لم يكونوا سينجحون فى تدميرالمصريين كما أدعوا فالحرب الرابعة لم تحقق لهم شيئا يذكر . وللحديث بقية.