مع اتساع المواجهة بين إسرائيل وإيران خلال الساعات الأخيرة لتشمل أهدافا استراتيجية نووية وعسكرية واقتصادية وبنية تحتية ولاسيما مصافي النفط في كلتا الدولتين، ومع تهديد أمريكي مستمر بإمكانية التدخل بجانب إسرائيل في الحرب التي تدور رحاها؛ يبقى السؤال ما أوراق القوة التي تمتلكها إيران في الحرب إذا ما اتسع نطاقها؟ اقرأ أيضا: «اتفاق نووي مؤقت» بين إيرانوالولاياتالمتحدة.. من هم الرابحون والخاسرون؟ إصابة العمق الإسرائيلي استطاعت إيران ضرب العمق الإسرائيلي بإصابة أهدافا عسكرية مثل قاعدتي "نيفاتيم" و"حتساريم" الجويتين، بحسب ما أعلن الحرس الثوري الإيراني، كما دمرت الصواريخ الإيرانية مركز "وايزمان" للأبحاث العسكرية والعلمية، إضافة إلى مركز تكونولوجي للهجمات السيبرانية في بئر السبع صباح الجمعة، وغيرها من ضرب أهدافا اقتصادية وبنية تحتية لإسرائيل كما حدث في استهداف ميناء حيفا ومحطة الكهرباء ومحطات للطاقة، إضافة إلى تدمير مستشفى عسكري بجوار مقر للاستخبارات الإسرائيلية، بل إن دُرة تاج الهجمات الإيرانية تجسدت في تدمير مقر الموساد وأمان "الوحدة 8200" المسؤولة عن تنفيذ الاغتيالات داخل دول محور المقاومة منذ طوفان الأقصى حتى الآن. ولا تزال الصواريخ الإيرانية تستطيع الوصول لأهدافها في إسرائيل في وقت تعاني فيه إسرائيل من نقص واضح في الصواريخ الاعتراضية لمنظوماتها الدفاعية، ولاسيما التكلفة المرتفعة للغاية لهذه الصواريخ مقارنة بتكلفة الصواريخ الإيرانية. تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية مقابل تفكك الجبهة الإسرائيلية ضربت الجبهة الداخلية لإيران مثالا يحتذى في التماسك ودعم القوات المسلحة الإيرانية في ردع العدوان، والتفت مختلف التيارات السياسية من المحافظين والإصلاحيين حتى المعارضة الإيرانية بالخارج تدعم النظام الإيراني، في وقت تعاني فيه الجبهة الداخلية الإسرائيلية من التفكك والتمزق، وزيادة الهجوم على حكومة نتنياهو التي فشلت في تحقيق الأمن للمواطنين وتسرعت في قرار الحرب على إيران، كما زادت الهجرة العكسية من إسرائيل صوب قبرص واليونان وبلغت تكلفة الرحلات البحرية باليخوت مئات آلاف الدولارات، وذلك هربا من الصواريخ الإيرانية، وكارثة المبيت في الملاجئ التي باتت لا توفر الحماية لهم بل تتهدم بفعل قوة الانفجار الصاروخي الإيراني. إغلاق مضيق هرمز وباب المندب إذا ما استمرت الحرب وتدخلت الولاياتالمتحدة في الصراع بشكل مباشر بجانب إسرائيل لضرب منشأة فوردو النووية؛ ستلجأ إيران إلى الخيار الأسوأ وهو إغلاق مضيق هرمز الذي تمر منه 20% من إمدادات النفط العالمية صوب الأسواق الأوروبية، كما سيتدخل الحوثيون في اليمن لإغلاق مضيق باب المندب، وهنا تنزلق المنطقة نحو حرب الممرات البحرية واستهداف ناقلات النفط كما حدث في الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) وهنا سيرتفع سعر البترول العالمي ويحدث تضخم اقتصادي كبير عالميا تكون الولاياتالمتحدة هي المتسببة فيه، ولا تستطيع دول الخليج (حلفاء واشنطن) تمرير نفطها عبر الخليج العربي بسبب تلغيم الخليج العربي، وبالتالي تعجز واشنطن عن توفير الأمن للحلفاء في المنطقة كما تعهدت مرارا. دخول أذرع إيران في المعركة لدى إيران أذرع عديدة في المنطقة أبرزهم حزب الله اللبناني والمقاومة العراقية (الحشد الشعبي) والحوثيون في اليمن وحماس والجهاد الإسلامي في غزة فضلا عن فصائل مسلحة في سورية لا تزال نشطة حتى الآن؛ ويمكن لإيران إذا ما توسعت الحرب أن تحرك أذرعها في المنطقة لاستهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، واستهداف القواعد الأمريكية التي تحوي قرابة 50 ألف جندي أمريكي، وهنا تكون المنطقة قد انزلقت نحو سيناريو الحرب الشاملة. الاندفاع نحو القنبلة النووية تحتفظ إيران بكميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% وهي كميات تكفي - بحسب مراقبين دوليين - لصنع 10 قنابل نووية صغيرة، وإذا ما غابت أفق الدبلوماسية والحل للازمة، واتخذت واشنطن قرارها بضرب إيران، قد تندفع إيران نحو إنتاج قنبلة نووية، الأمر الذي يؤيده البرلمان الإيراني للانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهنا يكون ترامب هو الرئيس الذي حصلت طهران على السلاح النووي في عهده، وهذا أسوأ حدث سيسجله التاريخ لترامب. خيارات كثيرة أمام إيران تستطيع بها الضغط على القوى الأوروبية والولاياتالمتحدة بما فيها استهداف القوات والسفارات والمصالح والمنشآت المهمة في مختلف دول العالم. أما لو تسبب التدخل الأمريكي في إسقاط النظام الإيراني؛ فإن البديل هو الفوضى حيث تتحو قوات الحرس الثوري الإيراني إلى ميليشيا مسلحة تنفذ هجمات متفرقة ضد المصالح الغربية والتواجد الغربي في المنطقة. واندلعت المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران فجر الجمعة 13 يونيو، مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربة استباقية وواسعة النطاق استهدفت العاصمة الإيرانيةطهران، فيما أطلقت عليه تل أبيب اسم "عملية قوة الأسد". الضربة الإسرائيلية لإيران، شملت عشرات الطائرات المقاتلة التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية، مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى فرض حالة طوارئ عامة في الداخل الإسرائيلي. وفي المقابل، ردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية المكثفة، شنتها على مراحل متتالية، كان أعنفها الهجوم الليلي الواسع مساء السبت 15 يونيو، بحسب الشرطة الإسرائيلية – وذلك بعد انتشال جثث من تحت أنقاض مبنى في وسط البلاد وأسفر ذلك عن مقتل 13 إسرائيلي، كما تم تسجيل إصابة 7 آخرين في موجة القصف الثالثة. اقرأ أيضًا| فيديو| 2000 صاروخ فقط في جُعبة طهران.. هل تكفي ترسانة إيران لحرب طويلة؟ المواجهة تجهض المسار الدبلوماسي يأتي هذا التصعيد في توقيت بالغ الحساسية، إذ كان من المقرر انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيرانوالولاياتالمتحدة في العاصمة العُمانية مسقط، برعاية سلطنة عمان، والتي سعت إلى لعب دور الوسيط. إلا أن هذه الجولة تم تعليقها بعد أن وصف الجانب الإيراني استمرار الهجمات الإسرائيلية بأنه "إعلان حرب"، معتبراً التفاوض في هذا السياق "عديم المعنى". اقرأ أيضًا: ضربات محسوبة أم حظ سعيد.. لماذا لم تتحول الغارات على إيران إلى «تشيرنوبل ثانية» تحول استراتيجي في قواعد الاشتباك تُعدّ الضربة الإسرائيلية لإيران تحولًا كبيرًا في طبيعة الاشتباك، حيث لم تكتفِ باستهداف الوكلاء الإقليميين لإيران، بل انتقلت مباشرة إلى ضرب العمق الإيراني، بما في ذلك القيادات العليا ومراكز تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما ردّت عليه طهران بصواريخ باليستية استهدفت العمق الإسرائيلي، مما يفتح الباب أمام صدام مفتوح قد يمتد إلى أطراف إقليمية أخرى. اقرأ أيضًا: فوردو.. عندما تصبح الجغرافيا أقوى من التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، إن إيران "تستهدف المدنيين ونحن نتجنب ذلك". وذكر نتنياهو، خلال تفقد أضرار الصواريخ الإيرانية، أن "إيران تستهدف المدنيين ونحن نتجنب ذلك في قصفنا"، مضيفا "نحن نستهدف فقط المنشآت النووية والعسكرية". وتابع: "لن نسمح للنظام الإيراني بالحصول على سلاح نووي.. هدفنا تدمير البرنامج النووي الإيراني ولدينا القدرات اللازمة". وأكمل: "إيران لديها 28 ألف صاروخ وتحاول تطوير قنابل نووية".