تكشفت حسابات إسرائيل الخاطئة.. فهى بدون تدخل مباشر من واشنطون وبعض الدول الأوروبية لا تستطيع الصمود اقتصاديًا ولا عسكريًا لأكثر من عدة أيام وقد بنت إسرائيل حساباتها على أنها سوف تورط أمريكا فى هذه الحرب بحجة القضاء على الإمكانيات النووية الإيرانية، لكن عناصر أخرى غير متوقعة دخلت بقوة إلى ميدان المواجهة مرسلة إشارات تحذير قوية إلى أمريكا من باكستانوالصين وروسيا بألا تمد يدها فى هذه المنطقة. هذه التوازنات لم تكن متوقعة ولا مقروءة بالنسبة لمتخذى القرار الإسرائيلى التى جعلته يبدأ حربًا لا يستطيع أن ينهيها ولا يستطيع أن يكسبها ولا يستطيع أن يمارس هوايته فى توجيه ضربة سريعة مفاجئة تشل الخصم بل إن وقائع ومسار الأحداث يكشفان أن تل أبيب والمدن الرئيسية فى إسرائيل قد صارت المعيشة فيها جحيما لا يطاق. ثم إن الاقتصاد الإسرائيلى الهش لا يستطيع تحمل الإغلاق الكامل لكل وحدات الإنتاج وقطع طرق الاستيراد نتيجة لإغلاق المطارات وتعرض الموانئ للضرب المتكرر، الأخطر من ذلك أن صواريخ القبة الحديدية ومقلاع داود توشك على النفاد، وأن قدرات أمريكا على تعويض هذه الصواريخ هى قدرات محدودة لأن هذه الصواريخ يدخل فى تصنيعها المعادن النادرة التى تستوردها أمريكا من الصين وقد منعت الصين تصدير هذه المعادن إلى أمريكا فلم يعد لأمريكا إلا أن تكشف أمنها القومى وتدفع بما لديها من صواريخ إلى إسرائيل معرضة شعبها للخطر، وهذا أمر يتعذر على أى مسئول أمريكى أن يقرره. كل الاحتمالات واردة فى هذه الحرب التى أشعلتها إسرائيل بغرورها وقصر نظرها، ولكن كل الاحتمالات ليست فى صالح إسرائيل التى تتعرض للدك يوميا والتى يعيش شعبها فى الخنادق. مصر تدرك خطورة الوضع فى المنطقة ومركزية الدور المصرى، فإنها اتخذت كل الإجراءات العسكرية والسياسية الكفيلة بحماية الشعب المصرى من أى تطور مفاجئ للأحداث، وقد مارست حتى الآن ضبط النفس إلى أقصى درجة تقديرا منها للمسئولية التاريخية الملقاة على عاتقها وذلك وضع يستوجب منا أقصى درجات الاصطفاف الوطنى تحسبا وتأهبا لأى تطور فى الأحداث التى تأكد للجميع أن القوة والتلاحم الوطنى ضروريان للحفاظ على سيادة الوطن. سلمت مصر وسلم شعبها.. والموت لكل من يشعل النار ويسعى إلى خراب الحضارة.