مستشفى 15 مايو التخصصي ينظم ورشة تدريبية فى جراحة الأوعية الدموية    الفراخ البيضاء اليوم "ببلاش".. خزّن واملى الفريزر    اليوم.. رئيس كوريا الجنوبية يلتقي السيسي ويلقي كلمة بجامعة القاهرة    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    تحذير عاجل من الأرصاد| شبورة كثيفة.. تعليمات القيادة الآمنة    اليوم.. عرض فيلم "ليس للموت وجود" ضمن مهرجان القاهرة السينمائي    رشا عدلي: أشعر بالفخر لكتابة رواية شغف.. ونجاحها إنصاف لزينب البكري    شاهد، أعمال تركيب القضبان والفلنكات بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع    ترامب يرغب في تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت رئيسا للاحتياطي الاتحادي رغم رفضه للمنصب    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    زوار يعبثون والشارع يغضب.. المتحف الكبير يواجه فوضى «الترندات»    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد كامل البحيرى ل«روزاليوسف» تدويل القضية الفلسطينية ليس الحل.. ويجب اتحاد الفصائل الفلسطينية لحل الأزمة

مع مرور نحو الشهر على حرب غزة.. دون توقف حتى لهدنة إنسانية.. دعوات عالمية حتى من حلفاء إسرائيل لوقف التصعيد.. دعوات من أطراف أخرى لإمكانية التدخل فى الصراع من حزب الله، جماعة الحوثيين، سوريا والعراق.. تحذيرات عالمية تنذر بانفجار الوضع فى الشرق والدخول فى حرب لا يعرف عقباها.. خروج الشعوب العربية والغربية تندد بالدعم الغربى لإسرائيل للمرة الأولى تتحد شعوب العالم أمام الاحتلال الإسرائيلى ينزاح ستار «حق الدفاع عن النفس» وتظهر مناشدات بوقف المذابح فى غزة.
تعنت إسرائيلى واضح أمام جميع القوى الدولية والمنظمات العالمية لرفض وقف النار أو حتى دخول مساعدات لضحايا الصراع، كل هذه التداعيات جعلتنا أمام مشهد ملتبس نحمل الكثير من الأسئلة، لماذا لا تستجيب إسرائيل لدعوات العالم كله حتى الأمم المتحدة حتى لهدنة إنسانية؟ لماذا تصر دولة الاحتلال على حل التهجير فقط دون تراجع؟ ماذا سيحدث لحركة حماس؟ وماذا سيحدث لقطاع غزة بعد حماس؟وماذا عن أبناء القطاع أين سيكون مصيرهم؟ ولماذا لم تعمل حماس للحفاظ على أرواح الشعب الفلسطينى وهى تخطط لعملية «طوفان الأقصى» لما يقرب العامين؟ أسئلة عديدة بحثنا عن إجابتها مع أحمد كامل البحيرى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والمعروف عنه «الصندوق الأسود للتنظيمات الإرهابية» ليلقى الضوء على استراتيجية وفكر الجماعات غير النظامية لتوضيح المشهد القائم وربما توقع ما يمكن أن يحمله المستقبل لأبناء الأرض الجريحة.

فى البداية حدثنا عن استراتيجية جماعة حماس فى خطتها للقيام بعملية طوفان الأقصى من حيث التوقيت والأهداف؟
الإجابات عن هذا السؤال ستكون من خلال تحليل السياق التنظيمى لحماس كذلك السياق السياسى المرتبط بالقضية الفلسطينية.
وأنا أعتقد أن اختيار القيام بعملية طوفان الأقصى كان الهدف الرئيسى منها هو وقف استكمال ما يسمى بالاتفاق الإبراهيمى، خاصة أن السعودية كانت على أعتاب إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل فى ظل حال من الموات للقضية الفلسطينية بشكل عام. ويمكن أن نقول إنه لم يكن هناك تحركات لحل القضية الفلسطينية بصورة واقعية منذ وفاة ياسر عرفات، ومنذ وفاة أبوعمار لم يحدث أى انتفاضات فلسطينية شعبية، لكن حدثت حروب فى 2008 و2012 و2014 و2021 والحرب الأخيرة طبعًا، هذا بجانب بعض المناوشات بين جماعة الجهاد الإسلامى وقوات الاحتلال.
ولكن منذ وصول حماس للسلطة فى القطاع عام 2007 لم يحدث أى تقدم فى القضية، لذلك جاء طوفان الأقصى لإعادة إبراز القضية مرة أخرى أمام الساحة الدولية.
أما التوقيت فأعتقد أن له مدلولاً واضحًا وقويًا ومرتبطًا بحرب أكتوبر تحديدًا، حيث جاءت الحرب فى يوم السبت أيضًا، مع ذكرى مرور 50 عامًا على انتصار أكتوبر، وهذا فى حد ذاته مدلول على تأثير حرب أكتوبر وانتصاراتها على أبناء فلسطين.
ما هو عنصر المفاجأة فى عملية طوفان الأقصى؟
الهجوم العسكرى واضح أنه مدروس بطريقة دقيقة، معرفة أماكن تمركز الضباط، أوقات الراحة، الأسلحة المستخدمة سواء الطيران أو المظلات كلها تؤكد أن حماس كانت تعد لهذه العملية منذ وقت طويل ودارسة لكل خطوة بدقة، مع تطور واضح فى أجهزتها الاستخباراتية.
إذن أنت ترى أن هناك تغيرًا فى التفكير الاستراتيجى والتكتيكى لجماعة حماس؟
هى تعتبر أول معركة منظمة وقوية تقوم بها حماس منذ وصولها للسلطة فى القطاع تكون بهذا النمط التكتيكى من جمع معلومات، وتنوع فى التسليح، مما أدى إلى نجاح العملية بصورة كبيرة فى الساعات الأولى لها.
ففى السابق كانت جماعة فتح، أو كما كان يطلق عليها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تقوم ببعض العمليات العسكرية وكانت تمتلك جهاز استخبارات خاصًا بها، ويمكن أن نتذكر بعض العمليات التى قامت بها الجبهة عام 1968 حينما قامت باختطاف طائرة العال على أيدى ثلاثة من أعضاء الجبهة، مما أدى إلى موجة من عمليات الاختطاف التى قامت بها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أما حماس منذ نشأتها فكانت تقوم ببعض المواجهات المباشرة لقوات الاحتلال أو بعض العمليات النوعية الأخرى التى كان أقصى استخدام لها هو صاروخ الهاون الذى يطلق قذائف لمدى قصير يصل ما بين 5.5 إلى 7.5 كيلو متر فقط.
كيف قرأت خطاب حسن نصرالله الأخير خاصة أن البعض رآه محبطًا للأوساط الفلسطينية بصورة أو بأخرى؟
رغم أن الخطاب كان محبطًا لكثير من الأوساط الداعمة لحرب غزة وللفلسطينيين، فإنه من وجهة نظرى كان خطابًا عاقلاً إلى حد كبير، لبنان لن تستطيع الدخول فى حالة حرب فى هذا الوقت مع معاناتها من فراغ سياسى وأمنى، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية القوية التى تشهدها البلاد، كذلك فإن سعى حزب الله للخوض فى هذه الحرب سيجعل الشارع اللبنانى يشتعل ضده بصورة كبيرة.

لكن هناك بعض النقاط التى يجب أن نأخذها فى الاعتبار مع تحليل كلمة السيد حسن نصرالله، زعيم الحزب، خاصة بعد إعلانه بوجود خطاب آخر بمناسبة يوم الشهيد ومن المتوقع أن يكون هناك إعلان لشىء أو خطوة للحزب متعلقة بالحرب، لذلك يمكن أن نعتبر أن الخطاب الأول هو نوع من التصعيد السياسى وترك مساحة لتطورات المشهد على الأرض وبناء عليه تطور المستوى التصعيدى سياسيًا أو عسكريًا خاصة أن حسن نصر الله ذكر فى خطابه نقطتين فى غاية الأهمية، الأولى متعلقة قيام إسرائيلى بعمل ضربة عسكرية فى العمق اللبنانى، وأخرى مرتبطة بتطور الأحداث فى قطاع غزة دون توضيح معنى كلمة «تطور الأحداث» لذلك أعتقد أن المقصود هو عملية اجتياح برى كامل للقطاع أو تمكن إسرائيل من تدمير قدرات حماس العسكرية أو إضعافها أو القبض أو قتل رموز من قيادات حماس المؤثرة.
هل تتوقع اتساع دائرة الحرب وتدخل حزب الله فى حرب غزة؟
- وفق معطيات الموقف الحالى أرى أن العالم الغربى سواء أمريكا أو فرنسا لا يسعى لاتساع دائرة الحرب، وذلك رأيناه من خلال اختلاف الخطاب السياسى للقادة الغربيين من ضرورة العمل على فرض هدنة إنسانية، أيضًا التحركات الشعبية سواء فى الدول الغربية أو فى إسرائيل ذاتها، فى الوقت نفسه نرى أن حزب الله لا يريد التصعيد، لأن هذا سيكون له نتائج كارثية على المنطقة كلها، فدخول حزب الله لا يعنى فرع الحزب فى لبنان فقط، بل اتساع الصراع لدخول الفصائل المسلحة الأخرى فى سوريا والعراق أيضًا، وقد شاهدنا بعض المناوشات السابقة مع بداية الصراع القائم.
لكن من جهة أخرى أرى أن إسرائيل نتنياهو وحكومته المتطرفة تسعى بكل قوتها لاتساع دائرة الصراع وتعمل على استفزاز حزب الله للدخول فى الحرب، ونتنياهو يعى جيدًا أن لحظة وقوف الحرب فى غزة حتى ولو كانت بصورة مؤقتة أو كهدنة أنه سيواجه اتهامات ستؤدى إلى دخوله السجن بصورة أكيدة، كذلك استمرار الحرب يعنى أن الصراع سيكون مباشرًا مع أمريكا، لأنه سيعتبر تهديدًا للمصالح الأمريكية فى المنطقة، والنقطة الأهم أن استمرار الحرب يعنى استمرار الدعم الأمريكى والدولى له، لذلك فمن مصلحة رئيس وزراء إسرائيل اتساع رقعة الحرب ودخول أطراف أخرى فى الصراع الدائر دون توقف.

هل تتوقع أن حزب الله كان يعلم بعملية طوفان الأقصى؟
أتشكك أنه كان يعلم تحديدًا بموعد العملية، وهذا متوقع طبعًا حفاظًا على السرية، لكن بالتأكيد كانت هناك ترتيبات وتوافقات بين الأطراف الداعمة لحماس، والدليل على ذلك أن قبل ميعاد العملية بنحو 12 يومًا حدث اجتماع رباعى فى لبنان جمع صالح المغاورى، نائب رئيس حركة حماس فى قطاع غزة، وزياد النخالة، الأمين العام لتنظيم الجهاد، وحسن نصرالله وحسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيرانى، هذا الاجتماع كان مفاجئًا ولم ينتج أى تصريحات سوى صورة جمعت فيها الأطراف الأربعة، وهنا كانت علامة استفهام كبرى حول ماهية هذا الاجتماع، وأول شىء توقع أن هناك مصالحة بين حماس «كجماعة إخوانية» وحزب الله، على إثر الخلاف الماضى فى سوريا حيث كانت العلاقات بين الطرفين متوترة وشبه منقطعة، وفسر الاجتماع أن هذه الخطوة جاءت بطلب من جماعة حماس لتحسين علاقاتها بالنظام السورى والإيرانى بعد أكثر من 10 أعوام من القطيعة.

ولكن بعد 7 أكتوبر اتضحت الصورة، أن هذا الاجتماع جاء لضمان دعم جميع الأطراف والفصائل المدعومة من إيران حول عملية طوفان الأقصى ومناقشة ترتيبات العملية.. لكن بالتأكيد لم تفصح حماس عن ميعادها أو الخطة التكتيكية للعملية، لضمان السرية لأقصى درجة.

وماذا عن الحوثيين هل جاء طوفان الأقصى بالتوافق معهم أيضًا؟

- جماعة الحوثيين ليست بنفس التأثير والقوة والفاعلية مثل حزب الله على مستوى الإقليم، فجماعة الحوثيين مجرد أداة تنفيذ فقط، لكن على المستوى الإقليمى فإن حزب الله يعتبر قوة فعالة وله حسابات فى الداخل اللبنانى وفى سوريا أيضًا سواء سياسيًا أو اقتصاديًا أو عسكريًا من إمكانية سحب قواته من سوريا أم لا، لذلك فإن الحصول على موافقته ذات أهمية كبيرة للقيام بمثل هذه العملية العسكرية.

هل تتوقع زيادة تدخل الحوثيين فى الصراع الدائر؟
- بالطبع جماعة الحوثيين تستطيع الانخراط فى الحرب بصورة أقوى، لكن يجب أن نعلم جيدًا أنها مجرد رد فعل وليست قوة فعالة مثل حزب الله فى المعركة، والحوثيون يمتلكون مخزونًا من الأسلحة تجعلهم على مقدرة بالقيام بعمليات عسكرية قوية فى الداخل الإسرائيلى، فهى تمتلك طائرات بدون طيار معروفة باسم صاعق 4 يصل مداها إلى 2400 كم، يمكن أن تنطلق من شمال اليمن إلى ساحل البحر المتوسط، هذه الطائرات التى تم إسقاطها فى طابا ونويبع، كذلك يمتلكون صواريخ ذكية لها مدى يصل إلى عمق الأراضى المحتلة، كما أن لديهم قاعدة صواريخ يمكن أن تؤثر على القواعد العسكرية الأمريكية فى الخليج وبحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر ومضيق باب المندب يمكنها أن تصل إلى القواعد العسكرية فى إريتريا وجيبوتى أيضًا.
لذلك فى حال اتساع دائرة الحرب ودخول أمريكا بشكل قوى سيضرب الحوثيون القوات والقواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة.. وهذا ما يثير قلق المجتمع الدولى كله خاصة أمريكا من إمكانية ضرب قواعدها فى الشرق المتوسط أو ضرب ناقلات النفط أو الناقلات التجارية التى تعبر قناة السويس مما يؤدى إلى زعزعة المنطقة خاصة فى مصر.
وأنا أعتقد أن تحركات الدولة المصرية لتجنب هذا السيناريو خاصة بعد زيارة نجيب ميقاتى رئيس وزراء لبنان للقاهرة هو محاولة للتوصل إلى حل فعال لعدم اتساع دائرة النزاع والحرب.
منذ الزيارة «النادرة» لوزير الخارجية الصينى وانغ يى إلى واشنطن الأيام الماضية رأينا أن خطاب التصعيد الإيرانى قد تغير بصورة كبيرة، هل ترى أن هذه الزيارة كان لها انعكاساتها على طهران بصفتها أقوى حلفاء بكين؟
- الصين وروسيا لهما تأثير قوى وفعال على إيران فهى حليفة للقوتين فى منطقة الشرق، ونرى أن الصين ليس من مصلحتها اتساع دائرة الحرب فى المنطقة لأن هذا بالتأكيد سيؤدى إلى انعكاسات اقتصادية قوية على الصين، خاصة أن اقتصاد بكين مازال فى دور التعافى من آثار وباء كوفيد- 19، وبالتأكيد أن هذه الزيارة حملت الكثير من التفاهمات التى ستلعب دورًا مهمًا فى الحرب فى الشرق الأوسط، على الرغم من العقوبات الجديدة التى فرضتها الخزانة الأمريكية على كيانات فى إيران وهونج كونج، والصين، وفنزويلا إلا أننى أعتقد أن التفاهمات التى تمت بين بكين وواشنطن أعمق وأبعد من هذه العقوبات بكثير، كذلك إيران نفسها لا تسعى لمواجهة مباشرة الآن مع أمريكا وترى أن من مصلحتها وقف النزاع عند غزة ولا يتطور الأمر لدخول أذرع أخرى فى الصراع، فنحن حتى هذه اللحظة نعتبر تحت مظلة الردع المتوازن لكن هل سيتطور الأمر أم لا فإن الأحداث تختلف بين لحظة وأخرى.
أما من جهة روسيا، فإن موسكو قد ترغب فى اتساع النزاع فى الشرق الأوسط، لأن هذا سيؤدى إلى تقليل الضغوط عليها فى حربها ضد أوكرانيا.
كيف ترى المشهد فى الضفة الغربية مع تعدد الاعتدءات من المستوطنين على أهالى رام الله وتصريحات بن جافير بتسليح الإسرائيليين لمواجهة أى فلسطينى.. هل هذا يشير إلى إمكانية فتح جبهة جديدة فى الصراع؟
مثلما تسعى إسرائيل إلى تفجير الوضع فى الشمال ودخول حزب الله فى المعركة، فأيضًا من مصلحتها تفجير الأوضاع فى الضفة الغربية على الرغم من أن جيش الاحتلال قام بسحب قواته فى المنطقة الغربية لتكون فى قطاع غزة إلا أن نتنياهو يتعامل بمشروع «المعادلة الصفرية» بمعنى أنه يراهن لأبعد الحدود لإحراز أى تقدم، فهو متأكد أن مع اللحظات الأولى لوقف المعركة سيواجه سيلاً من الاتهامات قد تجعله نزيل السجون طلية عمره، فمازالت قضايا الفساد الثلاث المتهم بها نتنياهو سابقًا موجودة، كما سيحاسب على هجوم 7 أكتوبر وتحمله مسئولية إخفاق أجهزته الأمنية، وبالتالى فإن الأمر لن يقتصر على خروج نتنياهو من الحكومة فحسب، ولكن الأمر سيعنى نهاية مشروع اليمين المتطرف لحكومته كلها والتى كان قد بدأ يبرز منذ 1969 حتى هذه اللحظة.
وما هو أمل نتنياهو للفوز فى المعركة وعدم محاسبته أمام شعبه؟
بعد تخبطه أمام القوى العالمية لوضع خطة أو هدف لحكومة الاحتلال فى حربها الشنعاء على غزة، أصبح أمام نتنياهو أمل وحيد للنجاة من المحاكمة أمام شعب، وهى إلقاء القبض على يحيى السنوار، زعيم حماس فى غزة، أو محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، أو إعلان مقتلهما أمام شعبه والكنيست.
كذلك فى حال نجاح القوات الإسرائيلية تحرير الأسرى لدى حماس، وكلا الحلين صعب تحقيقه، خاصة بعد إعلان حركة حماس عن مقتل نحو %60 من المحتجزين لديها بسبب القصف الإسرائيلى على غزة.. وفى النهاية كل هذه الاحتمالات صعب تحقيقها على أرض الواقع ومع قوة حماس الحالية.. لذلك سيعمل نتنياهو على تطويل أمد الحرب رغم جميع الضغوطات الغربية والأممية عليه فأى خطوة لوقف إطلاق النار تعنى سجن نتنياهو بصورة أكيدة.
هل يمكن تحقيق هدف إسرائيل فى القضاء على حماس؟
- لا يمكن القضاء على حماس، فحماس فكرة وليست حركة، وهى مستمرة ولن تنتهى وفكرة القضاء على أى فصيل للمقاومة للجبهة الشعبية أو الجبهة الديمقراطية فهو كلام عبثى وهو مجرد كلام للاستهلاك الإعلامى لتهدئة الرأى العام داخل إسرائيل فقط، لكنه لن يتم تحقيقه على أرض الواقع.
ويجب إدراك أن هذه هى
أول حرب لحماس بصورة نظامية ولن تكون آخر حروبها ضد الاحتلال.

مع ما يعيشه الشعب الفلسطينى بسبب طوفان الأقصى وتخطى عدد الشهداء 10 آلاف شهيد.. لماذا لم تعمل حماس على توفير حماية كافية لسكان القطاع قبل هذه الحرب؟
- هناك اختلاف كبير بين تفكير القوات العسكرية النظامية، وبين الجماعات والفصائل المسلحة، الأولى تعمل من خلال حكومات منظمة وفى حالة القيام بحرب يجب أن يكون هناك مخزون استراتيجى من اللوجستيات، سواء من المواد الغذائية والعلاجية وموارد الطاقة وتوفير مخابئ للمدنيين.. إلخ، أما فى حالة الجماعات المسلحة فإن هذا الفكر ليس فى حسبانهم فلا يوجد أى جماعة مسلحة سواء القاعدة أو طالبان وغيرهما عملت على هذه الحسابات، فقط تفكيرهم ينصب على الصمود الكافى ونجاح العملية العسكرية وأهدافها.. لا يوجد حركة مقاومة تدخل معركة وتقوم بحساب عدد ضحايا المدنيين، ومن منطقهم أن 2 مليون و300 شخص فى القطاع موجودون من أجل الدفاع عن قضية وكل الضحايا هم شهداء من أجل الدفاع عن وطنهم.
أما فى حالة طرحنا فكرة وجود مخابئ للمدنيين فهل تعتقدين أن إسرائيل لن تقدم على ضرب المخابئ؟ الإجابة أكيد معروفة فحتى قوافل الصليب الأحمر والمستشفيات ودور العبادة تعرضت للقصف الوحشى وبالتأكيد المخابئ لن تحمى أى مدنى فى القطاع.
لذلك يجب أن ندرك الفرق بين إدارة الدول والجيوش النظامية للحروب وبين فصائل تدير قطاعات جغرافية بعقلية الفصائل المسلحة.
هل توقعت حماس رد الفعل الإسرائيلى لما بعد 7 أكتوبر؟
- أعتقد أن حماس كانت تتوقع رد فعل إسرائيل بهذا الشكل وهذه البشاعة، فضخامة رد الفعل من ضخامة الحدث، لكنها لم تكن تتوقع رد فعل المجتمع الغربى وأمريكا، خاصة من إدارة بايدن، فإن علاقة إسرائيل وأمريكا منذ مجىء بايدن إلى البيت الأبيض لم تكن بهذه القوة، بل على العكس كان من الواضح جيدًا أن الرئيس الأمريكى ليس معجبًا بإدراة نتنياهو وهو رئيس الوزراء الإسرائيلى الوحيد الذى لم يتم دعوته للبيت الأبيض لأول مرة فى تاريخ بلاده، كذلك فإن واشنطن على أعتاب انتخابات رئاسية وكما هو واضح على مدار السنوات الأربعة الماضية فإن بايدن لم يكن يريد التدخل فى مشاكل الشرق الأوسط.
إلا أن ما حدث كان مفاجأة للمجتمع الدولى ككل ولحماس أيضًا، أن يكون رئيس ديمقراطى وليس جمهوريًا يقدم كل هذا الدعم غير المشروط لإسرائيل رغم معارضة حزبه والكونجرس حتى فى المعونة المطلوبة لتل أبيب، كذلك إرسال قوات عسكرية إلى تل أبيب كل هذه النتائج لم تكن متوقعة، هذا الدعم اللا محدود المقدم من واشنطن لم تشهده إسرائيل سوى فى حربها مع مصر فى 1973، على المستوى العسكرى فقط، لكن على المستوى السياسى كانت أمريكا تعى جيدًا أن مصر لها حق الحرب وعملت على تخفيف حدة المعارك وساهمت فى الهدنة ووقف إطلاق النار، لكن الآن مع حرب غزة لم تشهد إسرائيل فى تاريخها دعمًا عسكريًا وسياسيًا من واشنطن بهذا الشكل فبايدن أثبت أنه أكثر رؤساء أمريكا دعمًا لإسرائيل على مر تاريخها.
استمرار الحرب لمدة شهر متواصلة هل تراه انتصارًا لحماس.. أم هو انتصار لإسرائيل بفرض سيطرتها على القطاع حاليًا؟
- مع استمرار القصف الإسرائيلى وعدم النجاح فى تحقيق هدف واحد من «أهدافها المعلن عنها» عنها سواء القضاء على حماس أو إضعاف المقاومة أو استهداف القيادات فى الجماعة، فبالتأكيد هذا يعتبر انتصارًا لحماس.
وماذا عن سيناريو التهجير.. هل ترى استمرار الضغط الدولى على مصر لتهجير أهالى غزة إلى سيناء مازال قائمًا؟

- السياسة المصرية كانت واضحة وردها واحد أن تهجير أهالى غزة حتى ولو بصورة مؤقتة مثلما يدعون، هو تصفية للقضية الفلسطينية، ولن تقبل مصر بهذا الأمر.
وأرى أن السياسة المصرية واضحة فى أهدافها من عملية التهجير أولًا هى تصفية قضية على حسابها، وثانيًا هى تهديد للأمن القومى المصرى، فالموضوع للإدارة المصرية له أولويات وهى تمتلك يقينًا بوضعية فلسطين وحق الشعب فى أرضه والتحرك المستمر من أجل دعم هذا الحق وهذا الشعب.. لهذا فرد مصر قاطع وواضح وصريح سواء سياسيًا أو شعبيًا «لا للتهجير.. ولا لتصفية القضية الفلسطينية».
وكيف ترى استمرار الضغط العالمى رغم إعلان مصر المؤكد رفضها للتهجير؟
أرى أن إسرائيل وأمريكا وبالطبع حلفاءهما يسعون إلى رفع سقف مطالبهم لأعلى درجة لمحاولة الضغط على مصر لتقبل بحلول بديلة.
كيف؟
- مثل عملية تدويل الاشراف على قطاع غزة على سبيل المثال، ومصر بالفعل رفضت هذا المقترح، كذلك عمل منطقة عازلة ووضع قوات دولية بإشراف وتواجد قوات عربية وغربية وكان رد مصر أيضًا حازمًا فى هذه النقطة أنه لم يتم الاتفاق على هذا الحل ولم يتم طرحه أمام القيادة المصرية.. وهكذا ستستمر المفاوضات مع مصر والغرب لحل أزمة القطاع، لكن على مدار العشرة أعوام الماضية أثبتت الإدارة المصرية أنها تدير ملف قطاع غزة والقضية الفلسطينية بجميع أوجهه بصورة دبلوماسية قوية وتعى جيدًا جميع التحركات الغربية وتتعامل معها.
إذن نحن الآن أمام رفض الغرب وإسرائيل بصورة واضحة عن استمرار حماس فى حكم القطاع والبحث عن بدائل.. هل ترى أن خروج حماس من المشهد هو الحل للأزمة الفلسطينية؟
- حل الأزمة الفلسطينية لن يكون من خلال تدويل القضية أو فرض طرف ثالث لحكم القطاع، بل الحل الأوقع هو توحيد الصف الفلسطينى وفصائله، وهناك بالفعل شخصيات تستطيع فعل ذلك متواجدة داخل السجون الإسرائيلية على رأسهم مروان البرغوثى، الذى يحظى بشعبية قوية من جميع الفصائل الفلسطينية سواء فتح أو حماس أو الجهاد، وهو من الشخصيات المعدودة التى تستطيع إدارة الدفة على نهج أبو عمار وقيام دولة موحدة وليست منفصلة.. هذا هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية.

هل ترى أن إسرائيل من أوقعت حماس فى الفخ فى 7 أكتوبر أم العكس مع معطيات المشهد الراهن؟
- حماس استطاعت أن تلقن درسًا لإسرائيل ونتنياهو لن ينساه، فعلى الرغم من طموحات رئيس الوزراء الإسرائيلى للسيطرة على القطاع وبناء مشروعه قناة بن جوريون التى ادعى أنها ستكون منافسة لقناة السويس كذلك بناء ما أطلق عليه «الشرق الأوسط الجديد» خلال خطابه فى الأمم المتحدة، إلا أن 7 أكتوبر أثبت للعالم أن إسرائيل مجرد فقاعة هواء بكل ما تحمله من أجهزة استخباراتية متقدمة إلا أن هذه الهالة مع أول اختبار حقيقى انكشف فشلها أمام العالم كله.. و7 أكتوبر هو آخر سطر فى تاريخ نتنياهو السياسى الذى سينتهى بالمحاكمة والسجن ونهاية مشروعه المتطرف.. لذلك فبالتأكيد أن حماس هى من أوقعت إسرائيل فى أكبر فخ لها منذ 1973.
هل ستتغير أجندة الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر؟
- ليس بقدر كبير، ولكن لن تكون الأجندات السياسية مثل ما سبق حرب غزة، وأرى أن هذه الحرب لها خمس فوائد أهمها، حدود التطبيع مع إسرائيل أصبحت مرفوضة شعبيًا وسياسيًا فهناك فرق من اتفاقية سلام والتى أبرمتها مصر مع دولة الاحتلال والتى لم تتعد حدودها مقر الرئاسة، وأجهزة الأمن الوطنى، لحماية الحدود والأمن القومى المصرى، ووزراة الخارجية، فقط فلا يوجد تعاون ثقافى أو شعبى أو أيًا ما كان.. لم ولن يحدث.
ثانية: إنها شهادة وفاة لما أطلق عليه «صفقة القرن» التى لن يستطيع أحد طرحها مره أخرى دوليًا.
ثالثاً: أثبت للجميع أن دول الجوار وعلى رأسها مصر لا يمكن تجاوزها وأن حل القضية الفلسطينية لن يخرج إلا من خلال الحدود المصرية التى تعتبر المساهم الأول والأكبر للقضية على مدار 75 عامًا.
رابعًا: أن 7 أكتوبر استطاعت أن تجمع كل شعوب العرب مرة أخرى حول قضية الشرق الأوسط المحورية، ونحن نرى تكاتف الشعوب العربية الآن لمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية وتأثيرها على الاقتصاد العالمى لمساندة الفلسطينيين.
خامسًا: أن القضية الفلسطينية مازالت حاضرة وبقوة فى جميع الشعوب العربية، ومهما عملت إسرائيل وحلفاؤها ودفعت الملايين لدفن القضية الفلسطينية عالميًا على مدار أعوام الماضية سواء إعلاميًا أو سياسيًا كل هذا ضاع مع أول لحظات هجوم 7 أكتوبر.
1
3
4


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.