«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد كامل البحيرى ل«روزاليوسف» تدويل القضية الفلسطينية ليس الحل.. ويجب اتحاد الفصائل الفلسطينية لحل الأزمة

مع مرور نحو الشهر على حرب غزة.. دون توقف حتى لهدنة إنسانية.. دعوات عالمية حتى من حلفاء إسرائيل لوقف التصعيد.. دعوات من أطراف أخرى لإمكانية التدخل فى الصراع من حزب الله، جماعة الحوثيين، سوريا والعراق.. تحذيرات عالمية تنذر بانفجار الوضع فى الشرق والدخول فى حرب لا يعرف عقباها.. خروج الشعوب العربية والغربية تندد بالدعم الغربى لإسرائيل للمرة الأولى تتحد شعوب العالم أمام الاحتلال الإسرائيلى ينزاح ستار «حق الدفاع عن النفس» وتظهر مناشدات بوقف المذابح فى غزة.
تعنت إسرائيلى واضح أمام جميع القوى الدولية والمنظمات العالمية لرفض وقف النار أو حتى دخول مساعدات لضحايا الصراع، كل هذه التداعيات جعلتنا أمام مشهد ملتبس نحمل الكثير من الأسئلة، لماذا لا تستجيب إسرائيل لدعوات العالم كله حتى الأمم المتحدة حتى لهدنة إنسانية؟ لماذا تصر دولة الاحتلال على حل التهجير فقط دون تراجع؟ ماذا سيحدث لحركة حماس؟ وماذا سيحدث لقطاع غزة بعد حماس؟وماذا عن أبناء القطاع أين سيكون مصيرهم؟ ولماذا لم تعمل حماس للحفاظ على أرواح الشعب الفلسطينى وهى تخطط لعملية «طوفان الأقصى» لما يقرب العامين؟ أسئلة عديدة بحثنا عن إجابتها مع أحمد كامل البحيرى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والمعروف عنه «الصندوق الأسود للتنظيمات الإرهابية» ليلقى الضوء على استراتيجية وفكر الجماعات غير النظامية لتوضيح المشهد القائم وربما توقع ما يمكن أن يحمله المستقبل لأبناء الأرض الجريحة.

فى البداية حدثنا عن استراتيجية جماعة حماس فى خطتها للقيام بعملية طوفان الأقصى من حيث التوقيت والأهداف؟
الإجابات عن هذا السؤال ستكون من خلال تحليل السياق التنظيمى لحماس كذلك السياق السياسى المرتبط بالقضية الفلسطينية.
وأنا أعتقد أن اختيار القيام بعملية طوفان الأقصى كان الهدف الرئيسى منها هو وقف استكمال ما يسمى بالاتفاق الإبراهيمى، خاصة أن السعودية كانت على أعتاب إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل فى ظل حال من الموات للقضية الفلسطينية بشكل عام. ويمكن أن نقول إنه لم يكن هناك تحركات لحل القضية الفلسطينية بصورة واقعية منذ وفاة ياسر عرفات، ومنذ وفاة أبوعمار لم يحدث أى انتفاضات فلسطينية شعبية، لكن حدثت حروب فى 2008 و2012 و2014 و2021 والحرب الأخيرة طبعًا، هذا بجانب بعض المناوشات بين جماعة الجهاد الإسلامى وقوات الاحتلال.
ولكن منذ وصول حماس للسلطة فى القطاع عام 2007 لم يحدث أى تقدم فى القضية، لذلك جاء طوفان الأقصى لإعادة إبراز القضية مرة أخرى أمام الساحة الدولية.
أما التوقيت فأعتقد أن له مدلولاً واضحًا وقويًا ومرتبطًا بحرب أكتوبر تحديدًا، حيث جاءت الحرب فى يوم السبت أيضًا، مع ذكرى مرور 50 عامًا على انتصار أكتوبر، وهذا فى حد ذاته مدلول على تأثير حرب أكتوبر وانتصاراتها على أبناء فلسطين.
ما هو عنصر المفاجأة فى عملية طوفان الأقصى؟
الهجوم العسكرى واضح أنه مدروس بطريقة دقيقة، معرفة أماكن تمركز الضباط، أوقات الراحة، الأسلحة المستخدمة سواء الطيران أو المظلات كلها تؤكد أن حماس كانت تعد لهذه العملية منذ وقت طويل ودارسة لكل خطوة بدقة، مع تطور واضح فى أجهزتها الاستخباراتية.
إذن أنت ترى أن هناك تغيرًا فى التفكير الاستراتيجى والتكتيكى لجماعة حماس؟
هى تعتبر أول معركة منظمة وقوية تقوم بها حماس منذ وصولها للسلطة فى القطاع تكون بهذا النمط التكتيكى من جمع معلومات، وتنوع فى التسليح، مما أدى إلى نجاح العملية بصورة كبيرة فى الساعات الأولى لها.
ففى السابق كانت جماعة فتح، أو كما كان يطلق عليها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تقوم ببعض العمليات العسكرية وكانت تمتلك جهاز استخبارات خاصًا بها، ويمكن أن نتذكر بعض العمليات التى قامت بها الجبهة عام 1968 حينما قامت باختطاف طائرة العال على أيدى ثلاثة من أعضاء الجبهة، مما أدى إلى موجة من عمليات الاختطاف التى قامت بها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أما حماس منذ نشأتها فكانت تقوم ببعض المواجهات المباشرة لقوات الاحتلال أو بعض العمليات النوعية الأخرى التى كان أقصى استخدام لها هو صاروخ الهاون الذى يطلق قذائف لمدى قصير يصل ما بين 5.5 إلى 7.5 كيلو متر فقط.
كيف قرأت خطاب حسن نصرالله الأخير خاصة أن البعض رآه محبطًا للأوساط الفلسطينية بصورة أو بأخرى؟
رغم أن الخطاب كان محبطًا لكثير من الأوساط الداعمة لحرب غزة وللفلسطينيين، فإنه من وجهة نظرى كان خطابًا عاقلاً إلى حد كبير، لبنان لن تستطيع الدخول فى حالة حرب فى هذا الوقت مع معاناتها من فراغ سياسى وأمنى، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية القوية التى تشهدها البلاد، كذلك فإن سعى حزب الله للخوض فى هذه الحرب سيجعل الشارع اللبنانى يشتعل ضده بصورة كبيرة.

لكن هناك بعض النقاط التى يجب أن نأخذها فى الاعتبار مع تحليل كلمة السيد حسن نصرالله، زعيم الحزب، خاصة بعد إعلانه بوجود خطاب آخر بمناسبة يوم الشهيد ومن المتوقع أن يكون هناك إعلان لشىء أو خطوة للحزب متعلقة بالحرب، لذلك يمكن أن نعتبر أن الخطاب الأول هو نوع من التصعيد السياسى وترك مساحة لتطورات المشهد على الأرض وبناء عليه تطور المستوى التصعيدى سياسيًا أو عسكريًا خاصة أن حسن نصر الله ذكر فى خطابه نقطتين فى غاية الأهمية، الأولى متعلقة قيام إسرائيلى بعمل ضربة عسكرية فى العمق اللبنانى، وأخرى مرتبطة بتطور الأحداث فى قطاع غزة دون توضيح معنى كلمة «تطور الأحداث» لذلك أعتقد أن المقصود هو عملية اجتياح برى كامل للقطاع أو تمكن إسرائيل من تدمير قدرات حماس العسكرية أو إضعافها أو القبض أو قتل رموز من قيادات حماس المؤثرة.
هل تتوقع اتساع دائرة الحرب وتدخل حزب الله فى حرب غزة؟
- وفق معطيات الموقف الحالى أرى أن العالم الغربى سواء أمريكا أو فرنسا لا يسعى لاتساع دائرة الحرب، وذلك رأيناه من خلال اختلاف الخطاب السياسى للقادة الغربيين من ضرورة العمل على فرض هدنة إنسانية، أيضًا التحركات الشعبية سواء فى الدول الغربية أو فى إسرائيل ذاتها، فى الوقت نفسه نرى أن حزب الله لا يريد التصعيد، لأن هذا سيكون له نتائج كارثية على المنطقة كلها، فدخول حزب الله لا يعنى فرع الحزب فى لبنان فقط، بل اتساع الصراع لدخول الفصائل المسلحة الأخرى فى سوريا والعراق أيضًا، وقد شاهدنا بعض المناوشات السابقة مع بداية الصراع القائم.
لكن من جهة أخرى أرى أن إسرائيل نتنياهو وحكومته المتطرفة تسعى بكل قوتها لاتساع دائرة الصراع وتعمل على استفزاز حزب الله للدخول فى الحرب، ونتنياهو يعى جيدًا أن لحظة وقوف الحرب فى غزة حتى ولو كانت بصورة مؤقتة أو كهدنة أنه سيواجه اتهامات ستؤدى إلى دخوله السجن بصورة أكيدة، كذلك استمرار الحرب يعنى أن الصراع سيكون مباشرًا مع أمريكا، لأنه سيعتبر تهديدًا للمصالح الأمريكية فى المنطقة، والنقطة الأهم أن استمرار الحرب يعنى استمرار الدعم الأمريكى والدولى له، لذلك فمن مصلحة رئيس وزراء إسرائيل اتساع رقعة الحرب ودخول أطراف أخرى فى الصراع الدائر دون توقف.

هل تتوقع أن حزب الله كان يعلم بعملية طوفان الأقصى؟
أتشكك أنه كان يعلم تحديدًا بموعد العملية، وهذا متوقع طبعًا حفاظًا على السرية، لكن بالتأكيد كانت هناك ترتيبات وتوافقات بين الأطراف الداعمة لحماس، والدليل على ذلك أن قبل ميعاد العملية بنحو 12 يومًا حدث اجتماع رباعى فى لبنان جمع صالح المغاورى، نائب رئيس حركة حماس فى قطاع غزة، وزياد النخالة، الأمين العام لتنظيم الجهاد، وحسن نصرالله وحسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيرانى، هذا الاجتماع كان مفاجئًا ولم ينتج أى تصريحات سوى صورة جمعت فيها الأطراف الأربعة، وهنا كانت علامة استفهام كبرى حول ماهية هذا الاجتماع، وأول شىء توقع أن هناك مصالحة بين حماس «كجماعة إخوانية» وحزب الله، على إثر الخلاف الماضى فى سوريا حيث كانت العلاقات بين الطرفين متوترة وشبه منقطعة، وفسر الاجتماع أن هذه الخطوة جاءت بطلب من جماعة حماس لتحسين علاقاتها بالنظام السورى والإيرانى بعد أكثر من 10 أعوام من القطيعة.

ولكن بعد 7 أكتوبر اتضحت الصورة، أن هذا الاجتماع جاء لضمان دعم جميع الأطراف والفصائل المدعومة من إيران حول عملية طوفان الأقصى ومناقشة ترتيبات العملية.. لكن بالتأكيد لم تفصح حماس عن ميعادها أو الخطة التكتيكية للعملية، لضمان السرية لأقصى درجة.

وماذا عن الحوثيين هل جاء طوفان الأقصى بالتوافق معهم أيضًا؟

- جماعة الحوثيين ليست بنفس التأثير والقوة والفاعلية مثل حزب الله على مستوى الإقليم، فجماعة الحوثيين مجرد أداة تنفيذ فقط، لكن على المستوى الإقليمى فإن حزب الله يعتبر قوة فعالة وله حسابات فى الداخل اللبنانى وفى سوريا أيضًا سواء سياسيًا أو اقتصاديًا أو عسكريًا من إمكانية سحب قواته من سوريا أم لا، لذلك فإن الحصول على موافقته ذات أهمية كبيرة للقيام بمثل هذه العملية العسكرية.

هل تتوقع زيادة تدخل الحوثيين فى الصراع الدائر؟
- بالطبع جماعة الحوثيين تستطيع الانخراط فى الحرب بصورة أقوى، لكن يجب أن نعلم جيدًا أنها مجرد رد فعل وليست قوة فعالة مثل حزب الله فى المعركة، والحوثيون يمتلكون مخزونًا من الأسلحة تجعلهم على مقدرة بالقيام بعمليات عسكرية قوية فى الداخل الإسرائيلى، فهى تمتلك طائرات بدون طيار معروفة باسم صاعق 4 يصل مداها إلى 2400 كم، يمكن أن تنطلق من شمال اليمن إلى ساحل البحر المتوسط، هذه الطائرات التى تم إسقاطها فى طابا ونويبع، كذلك يمتلكون صواريخ ذكية لها مدى يصل إلى عمق الأراضى المحتلة، كما أن لديهم قاعدة صواريخ يمكن أن تؤثر على القواعد العسكرية الأمريكية فى الخليج وبحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر ومضيق باب المندب يمكنها أن تصل إلى القواعد العسكرية فى إريتريا وجيبوتى أيضًا.
لذلك فى حال اتساع دائرة الحرب ودخول أمريكا بشكل قوى سيضرب الحوثيون القوات والقواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة.. وهذا ما يثير قلق المجتمع الدولى كله خاصة أمريكا من إمكانية ضرب قواعدها فى الشرق المتوسط أو ضرب ناقلات النفط أو الناقلات التجارية التى تعبر قناة السويس مما يؤدى إلى زعزعة المنطقة خاصة فى مصر.
وأنا أعتقد أن تحركات الدولة المصرية لتجنب هذا السيناريو خاصة بعد زيارة نجيب ميقاتى رئيس وزراء لبنان للقاهرة هو محاولة للتوصل إلى حل فعال لعدم اتساع دائرة النزاع والحرب.
منذ الزيارة «النادرة» لوزير الخارجية الصينى وانغ يى إلى واشنطن الأيام الماضية رأينا أن خطاب التصعيد الإيرانى قد تغير بصورة كبيرة، هل ترى أن هذه الزيارة كان لها انعكاساتها على طهران بصفتها أقوى حلفاء بكين؟
- الصين وروسيا لهما تأثير قوى وفعال على إيران فهى حليفة للقوتين فى منطقة الشرق، ونرى أن الصين ليس من مصلحتها اتساع دائرة الحرب فى المنطقة لأن هذا بالتأكيد سيؤدى إلى انعكاسات اقتصادية قوية على الصين، خاصة أن اقتصاد بكين مازال فى دور التعافى من آثار وباء كوفيد- 19، وبالتأكيد أن هذه الزيارة حملت الكثير من التفاهمات التى ستلعب دورًا مهمًا فى الحرب فى الشرق الأوسط، على الرغم من العقوبات الجديدة التى فرضتها الخزانة الأمريكية على كيانات فى إيران وهونج كونج، والصين، وفنزويلا إلا أننى أعتقد أن التفاهمات التى تمت بين بكين وواشنطن أعمق وأبعد من هذه العقوبات بكثير، كذلك إيران نفسها لا تسعى لمواجهة مباشرة الآن مع أمريكا وترى أن من مصلحتها وقف النزاع عند غزة ولا يتطور الأمر لدخول أذرع أخرى فى الصراع، فنحن حتى هذه اللحظة نعتبر تحت مظلة الردع المتوازن لكن هل سيتطور الأمر أم لا فإن الأحداث تختلف بين لحظة وأخرى.
أما من جهة روسيا، فإن موسكو قد ترغب فى اتساع النزاع فى الشرق الأوسط، لأن هذا سيؤدى إلى تقليل الضغوط عليها فى حربها ضد أوكرانيا.
كيف ترى المشهد فى الضفة الغربية مع تعدد الاعتدءات من المستوطنين على أهالى رام الله وتصريحات بن جافير بتسليح الإسرائيليين لمواجهة أى فلسطينى.. هل هذا يشير إلى إمكانية فتح جبهة جديدة فى الصراع؟
مثلما تسعى إسرائيل إلى تفجير الوضع فى الشمال ودخول حزب الله فى المعركة، فأيضًا من مصلحتها تفجير الأوضاع فى الضفة الغربية على الرغم من أن جيش الاحتلال قام بسحب قواته فى المنطقة الغربية لتكون فى قطاع غزة إلا أن نتنياهو يتعامل بمشروع «المعادلة الصفرية» بمعنى أنه يراهن لأبعد الحدود لإحراز أى تقدم، فهو متأكد أن مع اللحظات الأولى لوقف المعركة سيواجه سيلاً من الاتهامات قد تجعله نزيل السجون طلية عمره، فمازالت قضايا الفساد الثلاث المتهم بها نتنياهو سابقًا موجودة، كما سيحاسب على هجوم 7 أكتوبر وتحمله مسئولية إخفاق أجهزته الأمنية، وبالتالى فإن الأمر لن يقتصر على خروج نتنياهو من الحكومة فحسب، ولكن الأمر سيعنى نهاية مشروع اليمين المتطرف لحكومته كلها والتى كان قد بدأ يبرز منذ 1969 حتى هذه اللحظة.
وما هو أمل نتنياهو للفوز فى المعركة وعدم محاسبته أمام شعبه؟
بعد تخبطه أمام القوى العالمية لوضع خطة أو هدف لحكومة الاحتلال فى حربها الشنعاء على غزة، أصبح أمام نتنياهو أمل وحيد للنجاة من المحاكمة أمام شعب، وهى إلقاء القبض على يحيى السنوار، زعيم حماس فى غزة، أو محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، أو إعلان مقتلهما أمام شعبه والكنيست.
كذلك فى حال نجاح القوات الإسرائيلية تحرير الأسرى لدى حماس، وكلا الحلين صعب تحقيقه، خاصة بعد إعلان حركة حماس عن مقتل نحو %60 من المحتجزين لديها بسبب القصف الإسرائيلى على غزة.. وفى النهاية كل هذه الاحتمالات صعب تحقيقها على أرض الواقع ومع قوة حماس الحالية.. لذلك سيعمل نتنياهو على تطويل أمد الحرب رغم جميع الضغوطات الغربية والأممية عليه فأى خطوة لوقف إطلاق النار تعنى سجن نتنياهو بصورة أكيدة.
هل يمكن تحقيق هدف إسرائيل فى القضاء على حماس؟
- لا يمكن القضاء على حماس، فحماس فكرة وليست حركة، وهى مستمرة ولن تنتهى وفكرة القضاء على أى فصيل للمقاومة للجبهة الشعبية أو الجبهة الديمقراطية فهو كلام عبثى وهو مجرد كلام للاستهلاك الإعلامى لتهدئة الرأى العام داخل إسرائيل فقط، لكنه لن يتم تحقيقه على أرض الواقع.
ويجب إدراك أن هذه هى
أول حرب لحماس بصورة نظامية ولن تكون آخر حروبها ضد الاحتلال.

مع ما يعيشه الشعب الفلسطينى بسبب طوفان الأقصى وتخطى عدد الشهداء 10 آلاف شهيد.. لماذا لم تعمل حماس على توفير حماية كافية لسكان القطاع قبل هذه الحرب؟
- هناك اختلاف كبير بين تفكير القوات العسكرية النظامية، وبين الجماعات والفصائل المسلحة، الأولى تعمل من خلال حكومات منظمة وفى حالة القيام بحرب يجب أن يكون هناك مخزون استراتيجى من اللوجستيات، سواء من المواد الغذائية والعلاجية وموارد الطاقة وتوفير مخابئ للمدنيين.. إلخ، أما فى حالة الجماعات المسلحة فإن هذا الفكر ليس فى حسبانهم فلا يوجد أى جماعة مسلحة سواء القاعدة أو طالبان وغيرهما عملت على هذه الحسابات، فقط تفكيرهم ينصب على الصمود الكافى ونجاح العملية العسكرية وأهدافها.. لا يوجد حركة مقاومة تدخل معركة وتقوم بحساب عدد ضحايا المدنيين، ومن منطقهم أن 2 مليون و300 شخص فى القطاع موجودون من أجل الدفاع عن قضية وكل الضحايا هم شهداء من أجل الدفاع عن وطنهم.
أما فى حالة طرحنا فكرة وجود مخابئ للمدنيين فهل تعتقدين أن إسرائيل لن تقدم على ضرب المخابئ؟ الإجابة أكيد معروفة فحتى قوافل الصليب الأحمر والمستشفيات ودور العبادة تعرضت للقصف الوحشى وبالتأكيد المخابئ لن تحمى أى مدنى فى القطاع.
لذلك يجب أن ندرك الفرق بين إدارة الدول والجيوش النظامية للحروب وبين فصائل تدير قطاعات جغرافية بعقلية الفصائل المسلحة.
هل توقعت حماس رد الفعل الإسرائيلى لما بعد 7 أكتوبر؟
- أعتقد أن حماس كانت تتوقع رد فعل إسرائيل بهذا الشكل وهذه البشاعة، فضخامة رد الفعل من ضخامة الحدث، لكنها لم تكن تتوقع رد فعل المجتمع الغربى وأمريكا، خاصة من إدارة بايدن، فإن علاقة إسرائيل وأمريكا منذ مجىء بايدن إلى البيت الأبيض لم تكن بهذه القوة، بل على العكس كان من الواضح جيدًا أن الرئيس الأمريكى ليس معجبًا بإدراة نتنياهو وهو رئيس الوزراء الإسرائيلى الوحيد الذى لم يتم دعوته للبيت الأبيض لأول مرة فى تاريخ بلاده، كذلك فإن واشنطن على أعتاب انتخابات رئاسية وكما هو واضح على مدار السنوات الأربعة الماضية فإن بايدن لم يكن يريد التدخل فى مشاكل الشرق الأوسط.
إلا أن ما حدث كان مفاجأة للمجتمع الدولى ككل ولحماس أيضًا، أن يكون رئيس ديمقراطى وليس جمهوريًا يقدم كل هذا الدعم غير المشروط لإسرائيل رغم معارضة حزبه والكونجرس حتى فى المعونة المطلوبة لتل أبيب، كذلك إرسال قوات عسكرية إلى تل أبيب كل هذه النتائج لم تكن متوقعة، هذا الدعم اللا محدود المقدم من واشنطن لم تشهده إسرائيل سوى فى حربها مع مصر فى 1973، على المستوى العسكرى فقط، لكن على المستوى السياسى كانت أمريكا تعى جيدًا أن مصر لها حق الحرب وعملت على تخفيف حدة المعارك وساهمت فى الهدنة ووقف إطلاق النار، لكن الآن مع حرب غزة لم تشهد إسرائيل فى تاريخها دعمًا عسكريًا وسياسيًا من واشنطن بهذا الشكل فبايدن أثبت أنه أكثر رؤساء أمريكا دعمًا لإسرائيل على مر تاريخها.
استمرار الحرب لمدة شهر متواصلة هل تراه انتصارًا لحماس.. أم هو انتصار لإسرائيل بفرض سيطرتها على القطاع حاليًا؟
- مع استمرار القصف الإسرائيلى وعدم النجاح فى تحقيق هدف واحد من «أهدافها المعلن عنها» عنها سواء القضاء على حماس أو إضعاف المقاومة أو استهداف القيادات فى الجماعة، فبالتأكيد هذا يعتبر انتصارًا لحماس.
وماذا عن سيناريو التهجير.. هل ترى استمرار الضغط الدولى على مصر لتهجير أهالى غزة إلى سيناء مازال قائمًا؟

- السياسة المصرية كانت واضحة وردها واحد أن تهجير أهالى غزة حتى ولو بصورة مؤقتة مثلما يدعون، هو تصفية للقضية الفلسطينية، ولن تقبل مصر بهذا الأمر.
وأرى أن السياسة المصرية واضحة فى أهدافها من عملية التهجير أولًا هى تصفية قضية على حسابها، وثانيًا هى تهديد للأمن القومى المصرى، فالموضوع للإدارة المصرية له أولويات وهى تمتلك يقينًا بوضعية فلسطين وحق الشعب فى أرضه والتحرك المستمر من أجل دعم هذا الحق وهذا الشعب.. لهذا فرد مصر قاطع وواضح وصريح سواء سياسيًا أو شعبيًا «لا للتهجير.. ولا لتصفية القضية الفلسطينية».
وكيف ترى استمرار الضغط العالمى رغم إعلان مصر المؤكد رفضها للتهجير؟
أرى أن إسرائيل وأمريكا وبالطبع حلفاءهما يسعون إلى رفع سقف مطالبهم لأعلى درجة لمحاولة الضغط على مصر لتقبل بحلول بديلة.
كيف؟
- مثل عملية تدويل الاشراف على قطاع غزة على سبيل المثال، ومصر بالفعل رفضت هذا المقترح، كذلك عمل منطقة عازلة ووضع قوات دولية بإشراف وتواجد قوات عربية وغربية وكان رد مصر أيضًا حازمًا فى هذه النقطة أنه لم يتم الاتفاق على هذا الحل ولم يتم طرحه أمام القيادة المصرية.. وهكذا ستستمر المفاوضات مع مصر والغرب لحل أزمة القطاع، لكن على مدار العشرة أعوام الماضية أثبتت الإدارة المصرية أنها تدير ملف قطاع غزة والقضية الفلسطينية بجميع أوجهه بصورة دبلوماسية قوية وتعى جيدًا جميع التحركات الغربية وتتعامل معها.
إذن نحن الآن أمام رفض الغرب وإسرائيل بصورة واضحة عن استمرار حماس فى حكم القطاع والبحث عن بدائل.. هل ترى أن خروج حماس من المشهد هو الحل للأزمة الفلسطينية؟
- حل الأزمة الفلسطينية لن يكون من خلال تدويل القضية أو فرض طرف ثالث لحكم القطاع، بل الحل الأوقع هو توحيد الصف الفلسطينى وفصائله، وهناك بالفعل شخصيات تستطيع فعل ذلك متواجدة داخل السجون الإسرائيلية على رأسهم مروان البرغوثى، الذى يحظى بشعبية قوية من جميع الفصائل الفلسطينية سواء فتح أو حماس أو الجهاد، وهو من الشخصيات المعدودة التى تستطيع إدارة الدفة على نهج أبو عمار وقيام دولة موحدة وليست منفصلة.. هذا هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية.

هل ترى أن إسرائيل من أوقعت حماس فى الفخ فى 7 أكتوبر أم العكس مع معطيات المشهد الراهن؟
- حماس استطاعت أن تلقن درسًا لإسرائيل ونتنياهو لن ينساه، فعلى الرغم من طموحات رئيس الوزراء الإسرائيلى للسيطرة على القطاع وبناء مشروعه قناة بن جوريون التى ادعى أنها ستكون منافسة لقناة السويس كذلك بناء ما أطلق عليه «الشرق الأوسط الجديد» خلال خطابه فى الأمم المتحدة، إلا أن 7 أكتوبر أثبت للعالم أن إسرائيل مجرد فقاعة هواء بكل ما تحمله من أجهزة استخباراتية متقدمة إلا أن هذه الهالة مع أول اختبار حقيقى انكشف فشلها أمام العالم كله.. و7 أكتوبر هو آخر سطر فى تاريخ نتنياهو السياسى الذى سينتهى بالمحاكمة والسجن ونهاية مشروعه المتطرف.. لذلك فبالتأكيد أن حماس هى من أوقعت إسرائيل فى أكبر فخ لها منذ 1973.
هل ستتغير أجندة الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر؟
- ليس بقدر كبير، ولكن لن تكون الأجندات السياسية مثل ما سبق حرب غزة، وأرى أن هذه الحرب لها خمس فوائد أهمها، حدود التطبيع مع إسرائيل أصبحت مرفوضة شعبيًا وسياسيًا فهناك فرق من اتفاقية سلام والتى أبرمتها مصر مع دولة الاحتلال والتى لم تتعد حدودها مقر الرئاسة، وأجهزة الأمن الوطنى، لحماية الحدود والأمن القومى المصرى، ووزراة الخارجية، فقط فلا يوجد تعاون ثقافى أو شعبى أو أيًا ما كان.. لم ولن يحدث.
ثانية: إنها شهادة وفاة لما أطلق عليه «صفقة القرن» التى لن يستطيع أحد طرحها مره أخرى دوليًا.
ثالثاً: أثبت للجميع أن دول الجوار وعلى رأسها مصر لا يمكن تجاوزها وأن حل القضية الفلسطينية لن يخرج إلا من خلال الحدود المصرية التى تعتبر المساهم الأول والأكبر للقضية على مدار 75 عامًا.
رابعًا: أن 7 أكتوبر استطاعت أن تجمع كل شعوب العرب مرة أخرى حول قضية الشرق الأوسط المحورية، ونحن نرى تكاتف الشعوب العربية الآن لمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية وتأثيرها على الاقتصاد العالمى لمساندة الفلسطينيين.
خامسًا: أن القضية الفلسطينية مازالت حاضرة وبقوة فى جميع الشعوب العربية، ومهما عملت إسرائيل وحلفاؤها ودفعت الملايين لدفن القضية الفلسطينية عالميًا على مدار أعوام الماضية سواء إعلاميًا أو سياسيًا كل هذا ضاع مع أول لحظات هجوم 7 أكتوبر.
1
3
4


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.