محمد على سليمان - صالح العلاقمى - نبيل التفاهنى وحازم نصر ومحمد قورة - أشرف شرف - فايزة الجنبيهى - محمود عمر - ضياء أبو كيلة البحيرات المصرية هى كنوز مصر الزرقاء، تسهم فى تعزيز الاقتصاد الوطنى والأمن الغذائى، وزيادة الإنتاج السمكى لدعم الاكتفاء الذاتى من البروتين الحيوانى، إضافة إلى تنشيط السياحة والعلاج الطبيعى بجذب آلاف السائحين سنويًا للاستشفاء من الأمراض الجلدية، وتجارب السباحة الفريدة والاسترخاء، كما تشكل ألوانها لوحات فنية أمام المصورين، فضلاً عن حماية الأراضى الزراعية كحواجز طبيعية ضد ملوحة مياه البحر، وكموطن للطيور المهاجرة، واستغلال مواردها الطبيعية كالملح الصخرى فى الصناعات واستخراج المعادن، وما توفره من فرص عمل للشباب، وتحسين معيشة الصيادين. كنوز يدرك الرئيس عبد الفتاح السيسى قيمتها، ما جعله يمنحها اهتمامًا خاصًا خلال كلمته بفعاليات موسم حصاد القمح 2025، بضرورة استكمال تطويرها على أحدث النظم العالمية وفك أسرها من التعديات، ووضع حد الإهمال. فى هذا الملف نستعرض المشاكل التى تعانى منها البحيرات وطرق تطويرها والاستفادة القصوى منها. واجهت بحيرة البردويل معوقات عديدة أبرزها: الصيد الجائر للأسماك، وإلقاء الصيادين للعوائق، وحاجة البواغيز للتطوير، إضافة إلى توافد الطيور المهاجرة على البحيرة، ما يضر بالمخزون السمكى. نفذت الإدارات المتعاقبة على البحيرة، خطة لإزالة العوائق خلال السنوات الماضية، برفع هياكل السيارات وإطارات الكاوتش والمراكب القديمة التى تم إلقاؤها عن طريق الصيادين. وقال الحاج عيد أبو رجل رئيس جمعية سيناء لصائدى الأسماك، إن الجمعيات تنفذ برنامجًا توعويًا للصيادين لمعاونة الإدارة، بعدم إلقاء العوائق فى قاع البحيرة، مشيرا إلى ما قامت به الإدارة من رفع الاطماء وإزالة الرمال التى تسد مجرى البواغيز الرئيسية خاصة بوغازى 1و2. وتجرى أعمال التكريك داخل البواغيز الرئيسية وفى أطراف البحيرة الضحلة، بما يهدف إلى إنشاء قنوات شعاعية من البواغيز إلى داخل الأعماق، إلى جانب صيانة المسطح المائى، بحفر قناة شعاعية رئيسية بطول 90 كيلو مترًا تمتد من منطقة الزرانيق حتى منطقة 6 أكتوبر غرب بئر العبد بعرض متر وعمق 4 أمتار من مستوى سطح البحر، كما يتم تطهير البواغيز، ما يجعل مشروع تطوير بحيرة البردويل يقارب على الانتهاء. ونفذت الإدارات المتعاقبة على البحيرة برنامجًا سنويًا لمكافحة طائر غراب البحر الأسود، الذى يهدد الإنتاج السمكى بالبحيرة، يبدأ من أول فبراير كل عام. وأكد الشيخ التونى سالم رئيس جمعية 6 أكتوبر لصائدى الأسماك على مشاركة الجمعيات الفعالة لمكافحة الطائر الذى يلتهم كميات كبيرة من الأسماك الفاخرة ما جعل الصيادين يطلقون عليه لقب «سفاح الأسماك». ومثلت توجيهات الرئيس السيسى، بضرورة توقف العمل العشوائى فى البحيرات، بداية للتعاون من أجل المحافظة على النظام البيئى للبحيرات لزيادة الإنتاج ليستفيد الجميع، ما يعكس حرص الدولة المصرية على الاهتمام بالتنمية الشاملة لأرض سيناء على مختلف الأصعدة. وقدم رؤساء الجمعيات التعاونية لصائدى الأسماك، الشكر للرئيس السيسى على اهتمامه بتنمية البحيرة البردويل، من أجل الحفاظ على تميزها وقدرتها على المنافسة العالمية. ووضع جهاز مستقبل مصر المشرف على إدارة «البردويل» على قائمة أولوياته تطوير وتعظيم الإنتاج من الثروة السمكية، فضلًا عن تفعيل الدور التوعوى والإرشادى لجمعيات الصيادين، ويواصل تنفيذ أعمال تطوير دائمة للبحيرة بهدف رفع الإنتاجية والحفاظ على نقائها، وزيادة حجم الأسماك، وإتاحة الفرصة لإنتاج الأسماك، ومنع صيد الزريعة. وسيتم البدء قريباً فى توسيع وزيادة عمق بغازى 1 و2 بهدف زيادة انتاجية البحيرة وتدفق كميات أكثر، حيث تعمل البواغيز على تجديد وتحسين خواص البحيرة عند تبادل مياهها، بخروج الأمهات من البحيرة إلى البحر للتكاثر، وعودة الأمهات ومعها الزريعة إلى البحيرة.. كما وضعت إدارة بحيرة البردويل الضوابط الخاصة بعملية الصيد، حيث يُسمح بالعمل فقط لأصحاب الرخص المعتمدة لضمان تنظيم عملية الصيد والحفاظ على المخزون السمكى، فيما يلتزم جميع الصيادين بتطبيق الإجراءات الاحترازية وإجراءات السلامة. وأكدت إدارة البحيرة أن جميع أنواع الحرف التقليدية مسموح بها طالما التزمت بالقوانين المنظمة للصيد، كما تم التشديد على منع استخدام الأساليب المخالفة، وقالت إنه لم يمنع حرفة فى البحيرة إلا آلات الجر فقط بجميع أنواعها لما فيها من أضرار كبيرة على المخزون السمكى. ومن جانبه.. أشار الدكتور سليمان عياش، جامعة العريش، إلى أهمية بحيرة البردويل لما تضمه من ثروات تميّزها على مستوى العالم اقتصاديًا وبيئيًا، لافتًا إلى أن البحيرة تعتبر من أهم مصايد الثروة السمكية وإنتاج الأسماك عالية الجودة فى مصر والعالم، ونوه إلى ظهور مشكلة حديثة تواجه الصيادين وتهدد الثروة السمكية، تتعلق بإطماء أجزاء من البحيرة، ما يؤدى إلى تقلص مساحتها وقلة إنتاجها، إذ تم رصد ودراسة هذه الظاهرة علميًا لحلها والوقوف على مطالب الصيادين التى تمثلت فى تعديل كروكى البواغيز لإمكان دخول المياه والأسماك من البحر إلى البحيرة. اقرأ أيضًَا | محافظ الفيوم يتابع آليات تنمية الثروة السمكية لبحيرة قارون أكبر البحيرات الصناعية فى العالم |ناصر.. أساليب حديثة للحفاظ على الثروة السمكية فى جنوبأسوان تقع بحيرة ناصر إحدى أكبر البحيرات الصناعية فى العالم، بما تمثله من محور استراتيجى لمصر من حيث الموارد المائية والثروة السمكية إضافة إلى الزراعة والثروة التعدينية والمواقع الأثرية والتاريخية والسياحية، ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم شهدت البحيرة خططًَا وبرامج إصلاحية لاستعادة نشاطها لتحقيق أعلى معدل للإنتاج السمكى والوصول إلى 50 ألف طن، وعمل الدراسات حول إمكانية استغلال التماسيح كمورد اقتصادى، وتطوير برامج سياحية تعتمد على التنوع البيولوجى. ويقول الدكتور نبيل يونس مدير عام الدراسات والبحوث بهيئة تنمية بحيرة ناصر سابقًا، والمحاضر بكلية تكنولوجيا المصايد والأسماك بجامعة أسوان: إن اتباع الأساليب الحديثة والتطوير العلمى فى صيد الأسماك الضمان الوحيد لتنمية الثروة السمكية وتحسين دخل الصيادين وهذا ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته بفعاليات موسم حصاد القمح 2025. وأضاف: البحيرة بها 86 خورًا على ضفتى البحيرة 48 منها بالضفة الشرقية و38 خورًا بالضفة الغربية، وهذه الأخوار كانت فى الأصل أودية تصب من المرتفعات الجبلية من الصحراء الشرقيةوالغربية تجاه مجرى النيل القديم وبارتفاع منسوب المياه فى خزان بحيرة ناصر دخلت المياه إلى هذه الأودية مكونة ما يعرف حالياً بالخور، وتعتبر هذه الأخوار مهمة من وجهة نظر الثروة السمكية حيث يبلغ مساحتها حوالى 20% من إجمالى مساحة المسطح المائى للبحيرة، بينما يمثل المجرى الرئيسى حوالى 80% من المساحة الكلية، لكن بالنظر إلى إجمالى الإنتاج السمكى السنوى للبحيرة نجد أن إنتاج الأخوار يمثل 80% والمجرى الرئيسى يمثل 20%. أما بالنسبة للعمل على قوارب الصيد فإن كل قارب صيد يعمل عليه من 2 إلى 3 صيادين ويبلغ عدد القوارب داخل البحيرة 3000 قارب صيد موزعة على طول المسطح المائى بشكل منظم، تملكها جمعيات صيد و تجدد الرخص سنوياً تحت إشراف جهاز تنمية البحيرات (الثروة السمكية سابقًا). وأوضح الدكتور نبيل أن الدولة تسير وفق نهج علمى ومدروس فى التعامل مع موارد البحيرة، بمشاركة المؤسسات العلمية ومراكز البحوث المتخصصة لتحويل البحيرة إلى مركز تنموى مع الحفاظ على التوازن البيئى. وأشار إلى خبرة الصيادين ببحيرة ناصر فى مجال الثروة السمكية إلا أن هناك احتياجات مستمرة للتطوير لضمان الاستدامة وتحقيق أقصى استفادة من الثروة السمكية، ما أكد عليه الرئيس السيسى خلال كلمته بفعاليات موسم حصاد القمح، ومن أبرز الفرص الاستثمارية إنشاء مراكز تدريب للصيادين لمساعدتهم على مواكبة أحدث التقنيات فى التعامل مع الأسماك، منها على سبيل المثال تحديث أنظمة التداول للحد من الفاقد وضمان الحفاظ على جودة الأسماك وكذلك تحسين طرق النقل والتخزين داخل البحيرة عبر تطوير لنشات التجميع. «المنزلة».. مهمة الإنقاذ تمت بنجاح المنزلة هى أكبر وأهم البحيرات الطبيعية فى مصر، تطل على 3 محافظات: الدقهلية ودمياط وبورسعيد، بعد أن كانت تطل سابقًا على 5 محافظات. عانت البحيرة على مدار عقود طويلة من الإهمال وتعرض مسطحها للاعتداء وللصرف بمختلف أنواعه إلا أن الحياة عادت لها من جديد خلال الأعوام الأخيرة بتوجيهات رئاسية. أحمد الفقى 59 سنة صياد بالبحيرة يشير إلى أن مساحة البحيرة قبل التجفيف كانت تبلغ 750 ألف فدان. وأضاف أن صغار الصيادين خاصة بالمطرية والمنزلة ظلوا لسنوات طويلة عاجزين عن الصيد الحر كما ظل الجميع يعانى من المشاكل التى كانت تحاصر المدينة حتى تم التدخل من الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أصدر توجيهاته لكافة الجهات المسئولة بتطهيره. حمزة صالح صياد 66 سنة امتهن الصيد بالبحيرة أبًا عن جد يؤكد على أنه فى أعقاب ثورة يناير تعرضت البحيرة لتعديات غير مسبوقة وعدد كبير من معدومى الضمير سارع للسيطرة على مساحات فى البحيرة وعمل حوش واعتبرها من أملاكه بوضع اليد وقام هؤلاء البلطجية بمنع الصيادين من ممارسة عملهم والصيد بالبحيرة.. وقال إن بعض هؤلاء البلطجية استطاع ردم أجزاء من البحيرة حتى أصبحت البحيرة محرّمة على أبنائها. ويضيف: ظل حال البحيرة البائس حتى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى وكلّف كافة الجهات بالتصدى لما يجرى فى بحيرة المنزلة وبالفعل شهدت البحيرة حملات تطهير وتطوير كبيرة. ويشير على الهباب - 72 عامًا قضى منها 65 عاما يعمل بالصيد - أن البحيرة كانت باب رزق لجميع الصيادين ورغم وجود بعض التعديات فى أوقات مختلفة إلا أن أحدًا من الصيادين لم يشتك من حرمانه من الصيد إلا عقب أحداث 25 يناير حيث ظهرت فئة البلطجية الذين سيطروا لفترة على مقاليد الأمور وتحكموا فى صغار الصيادين وجففوا مساحات كبيرة منها. ويستطرد: لولا تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الوقت المناسب لتم القضاء على البحيرة، وبجهود الدولة تمت إزالة التعديات والقضاء على البلطجة وتم تطهير البحيرة وتنوعت إنتاجية الأسماك. عوض العلمى رئيس النقابة الفرعية للعاملين بالزراعة والرى والصيد بدمياط وعضو اللجنة الاستشارية العليا لبحيرات مصر أكد على أن بحيرة المنزلة شهدت فى أعقاب ثورة يناير العديد من التعديات والبلطجة والتلوث الصادر من المصارف وإغلاق القنوات الملاحية إلا أن الرئيس السيسى أنقذ بحيرة المنزلة، وأصدر تعليماته لتبدأ عمليات التطوير، مشيرًا إلى أن ما تشهده البحيرة الآن فى عهد الرئيس السيسى لم تشهده منذ 40 عاماً. وأكد اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية على أن هناك متابعة يومية للبحيرة من كافة الجهات المعنية بالتنسيق مع المحافظة والمحافظات المجاورة تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى. مصدر رزق ل15 ألف صياد |مريوط.. رئة نظيفة بجنوبالإسكندرية شهدت بحيرة مريوط بالإسكندرية تحولًا جذريًا خلال السنوات الأخيرة، فبعد عقود من المعاناة تحولت البحيرة من مستنقع للمخلفات الصناعية والصرف الصحى، إلى مصدر رئيسى للثروة السمكية، ورئة نظيفة بجنوب الثغر، بفضل مشروع ضخم للتطهير وإزالة التعديات بدأ تنفيذه عام 2019 بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى. معوقات متعددة عانت منها البحيرة، التى كانت تمتد على مساحة 200 كم2 بداية القرن العشرين وتقلصت مساحتها إلى 50 كم2 بسبب التعديات، والتلوث الصناعى والصحى الناتج عن تصريف مخلفات المصانع والصرف غير المعالج؛ مما أدى إلى نفوق الثروة السمكية.. وبعد حادثة غرق لمركب صيد 2015، انخفض منسوب المياه بالبحيرة لمنع الكوارث، مما أدى إلى جفاف أطراف البحيرة واستقطاع مساحات كبيرة منها لإنشاء مبانٍ وعشوائيات، بلغت 850 حالة.. وتراجعت إنتاجية الثروة السمكية حيث انخفض الإنتاج اليومى من 160 طنًا عام 1963 إلى 7 أطنان عام 1975، مما هدد مصدر رزق 15 ألف صياد. اللواء الحسينى فرحات رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية أوضح أن مشروع إنقاذ مريوط، بلغت تكلفته 236 مليون جنيه، وشمل عدة إجراءات أساسية. كما أشار اللواء يوسف شباط المشرف على الإدارة المركزية لشئون المنطقة الغربية لجهاز تنمية البحيرات، إلى أنه تم إطلاق 600 ألف زريعة أسماك بلطى ومبروك فضّى كدفعة أولى، ثم استكمال الخطة لإطلاق مليون و200 ألف زريعة لتعويض التناقص التاريخى.. وكذلك تم حماية أطراف البحيرة مما أدى إلى اختفاء ظاهرة الجفاف الموسمى التى بدأت عام 2015، وإعادة تغذية الأجزاء الجافة بالمياه.. ومن الجانب الاقتصادى أصبحت البحيرة مصدرًا غذائيًا رئيسيًا، حيث توفر 4700 طن أسماك سنويًا، وتؤمن دخلًا ل15 ألف صياد، وبيئيًا أدى مشروع تطوير البحيرة إلى تحسن التنوع البيولوجي، وانخفضت نسب المعادن الثقيلة فى المياه بعد وقف الصرف الصناعى. إزالة جميع أنواع التعديات |إدكو.. تطهير بنسبة 100% بعد سنوات عديدة من الإهمال والتلوث استعادت بحيرة إدكو بالبحيرة مكانتها حيث نجحت جهود جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية ومحافظة البحيرة تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من الانتهاء من تطهير كامل المساحة المستهدفة ببحيرة إدكو بنسبة 100٪ وتم نقل ناتج التطهير إلى خارج المسطح المائى بواسطة 150 معدة تابعة ل 7 شركات من القطاع الخاص، كما تم الانتهاء من أعمال التكريك بالبحيرة ليصل عمق البحيرة 1.7 م بنهاية الأعمال. كما نجح فى إزالة جميع أنواع التعديات عليها ومنها تعديات بالبناء وتعديات على المزارع والمساحات المغمورة بالمياه. وتحول الأمل لدى الصيادين بالبحيرة إلى واقع ملموس الآن للحفاظ على ما تبقى من مساحة البحيره التى تقلصت من 50 ألف فدان حتى أصبحت 16 ألف فدان فقط، مؤكدين أن عمليات التكريك ساهمت فى تطهير البحيرة إلى حد ما من الصرف الصحى والزراعى الذى تسبب خلال السنوات الماضية فى ارتفاع نسبة الأمونيا بمياه البحيرة مما أثر على تكاثر الأسماك. يقول الشيخ « محمد ميمون» مدير جمعية الصيادين بإدكو تعتبر بحيرة إدكو حتى عام 1920 كانت البحيرة بيئة بحرية والأسماك التى بها أسماك البحر الأبيض المتوسط، ومنذ إنشاء شبكة الرى والصرف فى محافظة البحيرة عام 1920 أصبحت البحيرة وعاء لصرف أكثر من 300 ألف فدان، لافتاً إلى أن جميع الدراسات أشارت إلى أن مساحة البحيرة تناقصت من 50 ألف فدان فى نهاية القرن التاسع عشر إلى 37 ألف فدان حتى أوائل الخمسينيات من هذا القرن، وتقدر المساحة الحالية للبحيرة بحوالى 16 ألف فدان. وأضاف الحاج «رمضان على طيلون» سكرتير جمعية الصيادين أن نسبة التعديات على مساحة البحيرة من الأهالى كانت قد بلغت حوالى 209 حالة تعدٍ وصدر لها 209 قرار إزالة من هيئة الثروة السمكية تم إزالتها بالكامل خلال الفترة الماضية. وأضاف مصدر مسئول بفرع هيئة الثروة السمكية بالمعدية أن إجمالى عدد قرارات الإزالة الصادرة من الهيئة والتى تم تنفيذها بلغ 155 قرارًا. وأكد النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب عن إدكو أن تطوير وتكريك البحيرة ساهم فى زيادة وتنمية الثروة السمكية بالإضافة لزيادة إنتاجية البحيرة من الأسماك، مؤكدًا أن عمليات الإهمال التى كانت تعانى منها البحيرة هى السبب وراء تآكل تلك المساحة. وأكدت دكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة على أهمية مشروع تطوير البحيرات باعتباره ثروة قومية على المستوى المائى والإنتاج السمكى والتوازن البيئى الذى يسهم فى تحسين جودة المياه وتقليل حدة الملوثات البيئية، بالإضافة إلى تعزيز قدرة البحيرات على تحسين إنتاجية وجودة الأسماك بها. وأشارت المحافظ إلى التزام المحافظة بتنفيذ مشروع تطوير بحيرة إدكو لافتة إلى أنه تم وضع مقترح لاستغلال البحيرة اقتصاديًا واجتماعيًا تضمن أنشاء مزارع اللؤلؤ وعمل منتجع داخل البحيرة وعمل قاعات أفراح مفتوحة وكافيهات ومطاعم، كما تضمن المقترح تطوير سوق المعدية لبيع وتسويق الأسماك. من الغرق فى التلوث إلى شاطئ الأمل |«قارون».. الحفاظ على الثروة ليس خيارًا وسط طبيعة ساحرة تسكنها أسرار التاريخ وأساطير الجمال، تقبع بحيرة قارون كأنها مرآة الزمن على أرض الفيوم. مياهها المتلألئة اليوم تخفى خلفها قصة أقرب إلى المعجزة: بحيرة كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأصبحت فجأة تنبض بالحياة من جديد. لكنها لم تبعث صدفة، بل أعيدت إلى الحياة بقرار، وبخطة علمية، وبجهد دولة آمنت أن البيئة ليست ترفًا بل قضية وجود. منذ سنوات ليست بعيدة، كانت بحيرة قارون تصنف بيئيًا كمأساة. ارتفعت نسبة التلوث إلى معدلات خطيرة، وارتفعت ملوحة المياه إلى حد فتك بالحياة السمكية. تحولت البحيرة - التى تعد أقدم بحيرة طبيعية فى مصر وواحدة من أقدمها عالميًا - من كنز طبيعى إلى منطقة منبوذة بيئيًا. الصيادون هجروها، والأسماك ماتت، والسوق الذى كان يعج بالحركة مات سريريًا. هكذا كانت الصورة... حتى تحركت الدولة. وضمن رؤية استراتيجية أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، دخلت بحيرة قارون دائرة الاهتمام الرئاسى كواحدة من البحيرات التى تستحق العودة للحياة. أدركت القيادة السياسية أن إصلاح بحيرة قارون لن يتحقق إلا من خلال محورين متوازيين: علاج التلوث من الجذور، وإعادة بناء الحياة البيولوجية فى البحيرة. وهنا بدأ العمل الجاد، وكان القرار الأجرأ هو فرض حظر شامل للصيد لمدة شهرين. خطوة صادمة فى ظاهرها، لكنها كانت ضرورية لمنح النظام البيئى المتداعى فرصة للتنفس. الصيادون احتجوا، لكن خلف الكواليس كانت أجهزة الدولة تعمل على إعادة بناء البحيرة.. وبينما كانت مئات القرى حول البحيرة تفرغ مياهها الملوثة فيها مباشرة، تحركت الدولة بإطلاق خطة معالجة تعد الأضخم فى تاريخ المحافظة، من خلال 24 محطة معالجة مياه صرف صحى يتم إنشاؤها حاليًا لا تبنى فقط لتقليل التلوث، بل لتحويل المياه الخارجة إلى مياه معالجة ثلاثيًا، تفى بالمعايير البيئية العالمية. وبالتوازى مع معالجة المياه، كان لا بد من إعادة الحياة للبحيرة، بيولوجياً. وهنا، كانت الخطوة الأبرز: إطلاق زريعة الأسماك على نطاق غير مسبوق. وبالفعل تم إنزال أكثر من 6 ملايين زريعة من الجمبرى خلال العام الماضى وهناك خطط لرفع العدد إلى 20 مليون زريعة خلال السنوات المقبلة. وفى مشهد رمزى لا يُنسى، شهدت بحيرة قارون فى مايو الجارى افتتاح أول موسم صيد رسمى منذ 9 سنوات. شارك محافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصارى ونائبه الدكتور محمد التوني، الصيادين لحظة الانطلاقة، وكانت اللحظة الأهم إقامة مزاد علنى لبيع الأسماك، هو الأول منذ عقد تقريباً، وفى خطوة داعمة للفئات المتضررة، وجّه المحافظ بإعفاء الصيادين من رسوم 5% التى كانت تخصم عند توريد الأسماك.. ورغم النجاح، فإن التحديات لم تختفِ. تظل بحيرة قارون بحيرة مغلقة، لا تصرف لها، ما يجعلها أكثر حساسية للتلوث والملوحة.. لكن ما تغير اليوم هو وعى الدولة، ووجود خطة طويلة المدى، وتفاعل مجتمعى مع مشروع الحماية. أصبح الجميع يدرك أن الحفاظ على البحيرة ليس خيارًا، بل ضرورة. 105 آلاف طن حصيلة العام الماضى |عودة الحياة ل «البرلس» بحيرة البرلس ثانى أكبر البحيرات الطبيعية المصرية التى تمتد على مساحة 108 آلاف فدان ما يجعل «كفر الشيخ» على قمة المحافظات الاكثر إنتاجًا للأسماك على مستوى الجمهورية. عانت «البرلس» لسنوات طويلة من الإهمال وانتشار الصيد المخالف، ما أثر على مخزونها السمكى واختفاء العديد من الأنواع، وبلغ إنتاج البحيرة عام 2015 حوالى 68 ألف طن بينما وصل العام الماضى إلى 105 آلاف طن بفضل جهود الدولة لتنمية البحيرات. يقول مجدى مرعى عضو مجلس إدارة جهاز حماية وتنمية البحيرات إن بحيرة البرلس تشهد اهتمامًا كبيرًا من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى. وأوضح أن عدد مراكب الصيد المرخصة بالبحيرة يبلغ 8600 مركب.. فى حين أن العدد الفعلى الموجود بالبحيرة أكثر من 50 ألف مركب نصفهم على الأقل يمارس أنشطة الصيد الجائر المخالف، وأشار إلى أن أعمال التطوير لن تؤتى ثمارها كما هو مخطط لها إلا إذا تم اتخاذ بعض الخطوات المهمة.. وعلى رأسها تفعيل دور شرطة المسطحات المائية خلال ساعات الليل التى يتم خلالها معظم نشاط الصيد المخالف، كما يجب إقامة قسم للمسطحات المائية بنطاق مركز مطوبس إلى جانب الثلاثة أقسام الموجودة بالفعل.. وشدد على أهمية إعادة قناة برمبال إلى سابق عهدها والتى تعد المصدر الرئيسى للمياه العذبة بالبركة الغربية من بحيرة البرلس. ويوضح المهندس محمد السيد المدير التنفيذى لبحيرة البرلس أن أعمال تنمية وتطوير بحيرة البرلس التى تم العمل بها عقب توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى أعادت الحياة للبحيرة، حيث تم الانتهاء من المراحل الثلاث الأولى والتى تمت على مساحة أكثر من 6300 فدان، بتطهير البحيرة من الحشائش وإزالة الرواسب من خلال عمليات التكريك وتعميق بوغاز البرلس وتكسية جوانبه وإقامة مبنى لشرطة المسطحات المائية مجهز بأحدث الأجهزة وشق 4 قنوات شعاعية داخل البحيرة تعمل على تجديد المياه وتم إنشاء مجرى مائى فاصل وجسر واقٍ بطول 70 كيلو مترًا يبدأ من بوغاز البرلس وحتى البركة الغربيةبالبحيرة لمنع أى تعديات على مساحة البحيرة وحماية حدودها المجاورة لمناطق المزارع السمكية. وأوضح المدير التنفيذى للبحيرة أن المرحلة الرابعة لتنمية وتطوير البحيرة تعد الأهم، فمن المخطط أن يتم شق بوغاز جديد كليًا يربط البحيرة بالبحر المتوسط إلى جانب بوغاز البرلس.. ومن المقترح شق هذا البوغاز بالقرب من قرية «مسطروة» وسيسهم ذلك فى مضاعفة المياه المالحة التى تدخل إلى البحيرة محمّلة بالأسماك البحرية ذات العائد الاقتصادى الكبير. ومن المخطط أيضًا إقامة 8 مراسى مجهزة وبها حلقات لبيع الأسماك وستكون بمثابة نقاط لتجمع مراكب الصيد ليتمكن الصيادون من بيع حصيلة الصيد بسهولة.