فى غمرة من الفرح يحتفل اليوم « الأحد « شيوخ وشباب الجميلة الرشيقة الشابة المتألقة المحبوبة جريدة « الأخبار» المعروفة بجميلة جميلات شارع الصحافة، اليوم نضىء لها 73 شمعة تشع بالزهو والفخر فى عيد ميلادها الدائم بالنجاح والتألق عند القراء الأعزاء الذين ارتبطوا بها جيلا بعد جيل من يوم ميلادها فى 15 يونيو 1952، دائما محبوبة وجميلة ومتوهجة وشابة عصرية تواكب كل زمن وترضى جميع الأذواق، دائما يراها القارئ العزيز رشيقة كما الفراشات وهى ترتدى ثوب التطويرالذى لا يتوقف، فتبدو دائمة الشباب والجمال والنضج بفضل ثقة القارئ الحبيب، والجهد المبذول من كتيبة جنودها من مختلف الأعمار الذين يقدمون لها العطاء بحب ومهنية متميزة . وسوف تظل جميلتنا الرشيقة - بإذن الله - متوهجة دائمة حتى نحتفل بعيدها الماسى وعيدها المئوى، ألف مبروك لمعشوقتنا الجميلة، وشكرًا للمهنئين وفى مقدمتهم القارئ العزيز الذى لا يخفى عليه التحديات التى تعانيها كل الصحف والمجلات المطبوعة بسبب ارتفاع تكلفة صناعة الصحافة بكل مستلزماتها التى ارتفعت أسعارها عالميا ارتفاعات تتحكم فيها اقتصاديات السوق، ومع ذلك تواصل جميلة جميلات شارع الصحافة «الأخبار» تحديها لتتجاوز هذه الصعاب وتقدم للقارئ الحبيب أفضل خدماتها، وتسعى بثقة القارئ لملاحقة كل جديد فى عالم التكنولوجيا والطباعة الحديثة وتطوير مهارات صحفييها وكتابها ومبدعيها، لتعطى مخرجات مبهرة فى كل فنون العمل الصحفى، فى الخبر الصادق، والتحليل الدقيق، والحوار الذى يفتح مناطق تضىء للقارئ المعرفة والوقوف على الحقيقة، والتحقيق الصحفى الذى ينقل للقارئ كل وجهات النظر . اقرأ أيضًا | اليوم.. ذكرى رحيل الصحفي العبقري وملك المانشيت «الأستاذ» محمد حسنين هيكل جميلتنا الرشيقة تواكب عصر الذكاء الاصطناعى وتختار خيره وتنبذ شره وانحرافه فى مسارات خطيرة على من لا يعى ولا يدرك بحر التزوير والتزييف وانعدام المصداقية بحيل التمييز الخوارزمى فى تنظيم المحتوى والرقابة الرقمية التى قد تهدد سلامة الصحفيين أنفسهم ! وبرغم رشاقة جميلة جميلات شارع الصحافة إلا أنها مازالت تحافظ على محددات ثابتة فى الدقة والمصداقية الى أكد عليها من البداية أمير الصحافة محمد التابعى الذى نقل لتلاميذه على ومصطفى أمين وجلال الحمامصى ومحمد حسنين هيكل وموسى صبرى وطابور طويل من الرواد كبار مدرسة المصداقية التى تميزات بها «الأخبار» بأسوب جديد مبتكر كان فى البداية غريبا على القارئ لأنه لم يتعود عليه، وقال التابعى إن القارئ عندما يمسك الجريدة فى الصباح يبحث فيها عن الأخبار التى تهمه، والصحافة الناجحة هى التى تحتوى على أخبار كثيرة بشرط أن تكون صادقة وليست «مفبركة»، وتهم أكبر عدد من القراء، وقد أضاف تلميذه مصطفى أمين عنصرًا آخر للخبر الناجح الذى يكون مثيرًا وغير عادى، العادى أن يعض الكلب رجلا، ولكن غير العادى أن يعض الرجل الكلب فيثير الخبر الفضول . مدرسة «جميلة جميلات شارع الصحافة» تتوارثها الأجيال وتقوم على الكتابة السريعة المختصرة بدون استطرادات أو تعقيدات واستعراضات لغوية فالقارئ ليس لديه وقت للجمل الإنشائية و«اللت والعجن» الفارغ من المعلومة، وكان على أمين يقول لتلاميذه «اكتب الخبر وكأنك تكتب تليغرافًا الكلمة فيه بقرش، والمطلوب توصل الرسالة بدون أن تدفع قروشًا بلا ضروة»، وكان مصطفى أمين يقول: « الصحيفة يقرؤها البواب وسائق التاكسى وجرسون المقهى كما يقرؤها أستاذ الجامعة، فلا تكتب لأستاذ الجامعة وتفقد بقية القراء» . وها نحن فى العيد ال 73 لجميلة جميلات الصحافة نؤكد أننا نكتب لكل الفئات وكل الطبقات وكل شرائح المجتمع ونخاطب الملايين لننال ثقة الملايين، وكل عام وحبيبتنا «الأخبار» بخير، وثقة القارئ العزيز تدعمنا . مصطفى أمين يروى ولادة «الجميلة» بدموع النجاح فى يوم 15 يونيو 1952 تحقق حلم من أحلى أحلامنا.. عشنا نتمناه سنوات طويلة، نتصوره فى خيالنا، نرسمه على الورق، نعد له التجارب، نختار له الأسماء؛ مدة الحمل فى الطفل لا تتجاوز تسعة أشهر، أما مدة الحمل فى الجريدة فهى عمر طويل من المحاولات والاستعداد والتردد، والإقدام والجهد والعرق، فى هذا اليوم أصدرنا العدد الأول من جريدة «الأخبار». ولعل كثيرين لا يعرفون كيف سُميت هذه الجريدة «الأخبار»، ولعلهم لا يعرفون أن رخصة «أخبار اليوم» صدرت كجريدة يومية وليست جريدة أسبوعية، وعند إصدار «أخبار اليوم» كانت الفكرة أن تصدر أسبوعية مؤقتًا.. ثم تصدر بعد ذلك كل يوم. لكن نجاح «أخبار اليوم» منذ العدد الأول جعلنا نتردد فى أن نغامر باسمها الضخم فى مشروع جديد، ورحنا نبحث عن اسم جديد، وفكرنا فى اسم «آخر لحظة» ، وبدأت التجربة بصدور «آخر لحظة» كملحق لمجلة «آخر ساعة» وأثرت «آخر لحظة» يوم الأربعاء على توزيع الصحف اليومية كلها فى ذلك اليوم، وشجعنا النجاح على أن نكرر التجربة فصدرت «آخر لحظة» يوم الاثنين من كل أسبوع، ثم صدرت يوم الجمعة. وكانت تصدر بنصف حجم «أخبار اليوم»، ونجحت «آخر لحظة» نجاحاً مذهلاً واحتلت الصف الأول بين الصحف اليومية، ولهذا بدأ التفكير فى تحويلها إلى جريدة يومية، واختلفت أسرة «أخبار اليوم» فى حجم الجريدة الجديدة؛ فريق يرى أن تصدر بحجم «آخر لحظة»، وفريق يرى أن تصدر بحجم «أخبار اليوم»، وجرى اقتراع بالتصويت، فرأت الأغلبية أن تصدر الجريدة الجديدة بالحجم الكبير، وبقيت مشكلة اسم الجريدة. كان فريق منا يرى أن يكون اسمها «آخر لحظة»؛ وفريق كان يرى أن يكون اسمها «أخبار النيل»؛ وفريق ثالث يريدها «الأخبار»؛ وفريق رابع يريدها «أخبار اليوم»، ثم عقد رؤساء تحرير الجريدة اجتماعًا فى منزل الأستاذ محمد التابعى لتقرير الاسم، وحضر الاجتماع الأساتذة : توفيق دياب، ومحمد زكى عبد القادر، وكامل الشناوى، وجلال الحمامصى، وعلى أمين، وأنا. وكان يعجبنا جميعًا اسم «أخبار اليوم» كجريدة يومية، ولكن فريقاً منا كان يشفق أن نغامر بهذا الاسم فى مغامرة مجهولة، لقد نجحت «أخبار اليوم» نجاحاً ساحقاً كجريدة أسبوعية، أصبحت علماً خفاقاً فى كل بلد من بلاد العالم فكيف نجىء اليوم ونعرضها لهذه التجربة القاسية.. فقد تفشل الجريدة اليومية فتذهب وتأخذ معها الجريدة الأسبوعية الناجحة. واضطررنا أن نعدل عن اختيار اسم «أخبار اليوم» على الرغم من أن هذا الاسم لم يكن فى حاجة إلى إعلان، وعلى الرغم من أنه كان يوفر علينا ألوف الجنيهات التى أنفقناها فى الدعاية للاسم الجديد. وعلى الرغم من أن إصدار جريدة «أخبار اليوم» اليومية كان يوفر علينا ثلاثة أرباع الجهد الذى بذلناه لإنجاح المشروع الجديد! ولكن «الجبن» سيد الأخلاق.. فهو الذى جعلنا نعدل عن الاستفادة من اسم «أخبار اليوم». أو لعله «الحرص»، كما قال آخرون، هو الذى أرغمنا أن نتهيب المغامرة بمستقبل «أخبار اليوم». ثم علمنا أننا لا نستطيع أن نحصل على اسم «الأخبار» لأن ورثة أمين الرافعى كانوا يملكونه، فرأى فريق منا أن نسمى الجريدة «الأخبار المصورة»، واختار فريق آخر اسم «الأخبار الجديدة»، وأخذت الأصوات فنالت «الأخبار الجديدة» الأغلبية. وكانت «الأخبار» أول جريدة يرأس تحريرها خمسة رؤساء تحرير فى وقت واحد، هم: جلال الدين الحمامصى، وعلى أمين، وكامل الشناوى، ومحمد زكى عبد القادر، ومصطفى أمين؛ وكان المفروض أن ينضم الأستاذ توفيق دياب إلى رؤساء التحرير ولكنه اعتذر فى ليلة صدور الجريدة، وقررنا أن نجعل أستاذنا محمد التابعى مديراً للتحرير تكريماً له، وكان موسى صبرى وعلى الجمال نائبين لرئيس التحرير. وعندما دارت المطبعة جعلنا أول نسخة من «الأخبار» فى أيدينا، وتوهمنا بحكم الأمومة أننا نحمل أجمل طفل فى الدنيا تطبيقاً للنظرية التى تقول: القرد فى عين أمه غزال ! ولكن غزالنا لم يعجب القراء، فقد كان شكل المولود الجديد مختلفاً عن كل الصحف اليومية! كان القارئ اعتاد أن يفطر فى الصباح طبق الفول المدمس وفوجئ بساندوتش ! لم يعجب القراء هذا النوع من الصحافة الجديدة، اعتبرنا ارتفاع سعر الملوخية أهم من تعيين وزير جديد للزراعة.. عاملنا متاعب الناس على أنها أهم من حرب كوريا، وأنهينا عصر التطويل واللت والعجن فى الصحافة المصرية، كنا أشبه بقوم يدعون الشعب إلى خلع الجبة والقفطان وارتداء المايوه ! وهبط العدد الثانى عن العدد الأول؛ فى العدد الأول كنا أوسع الصحف انتشاراً، وفى العدد الثانى أصبحنا أقل الصحف انتشاراً، ولم نيأس، اجتهدنا وتعبنا وسهرنا وكافحنا وتحملنا الخسائر الفادحة.. كنا نتحمل الضربات ونصمت للمطارق تنهال فوق رؤوسنا. نجد متعة وهناء فى الكفاح والبناء، كنا فريقاً واحداً من المحررين والموظفين والعمال، لا رئيس ولا مرؤوس، نفطر معاً ونتغدى ونتعشى معاً، ولا نذهب إلى بيوتنا إلا بضع ساعات كل يوم، لا عطلة ولا إجازة ولا تزويغ، كان شقاءً لذيذاً، لذة لا حصر لها. وبعد شهرين اثنين أصبحت «الأخبار» هى أوسع الصحف فى مصر انتشاراً، وقفزت من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الأولى. كانت «الأخبار» جريدة سعيدة الحظ، فبعد صدور العدد الأول منها بخمسة أسابيع فقط قامت الثورة، وإذا بالجريدة الوليدة تصبح فى يوم وليلة أوسع الصحف اليومية فى الشرق الأوسط توزيعاً، واستطاعت أن تحقق انتصارات ضخمة لعل من أبرزها أنها كانت أول جريدة نشرت أسماء أعضاء مجلس الثورة، وكانت أول جريدة أذاعت السر الخطير وهو أن اسم زعيم الثورة الحقيقى هو جمال عبد الناصر. وأذيع هذا السر لأول مرة فى سلسلة مقالات بدأتها بعد الثورة بعنوان «قصة التسعة» وأثارت إذاعة الأسرار ضجة كبرى، وتقرر وقف المقالات العشرة، ولم يكن نشر منها سوى مقالين، وكان المقال الثانى عن كيف عارض جمال عبد الناصر فى إعدام الملك فاروق، وكيف أصر على أن تكون الثورة بيضاء لا تراق فيها نقطة دم، وذات يوم زارنا الأستاذ عبد الفتاح الرافعى، واقترحنا عليه أن نأخذ رخصة «الأخبار» من الورثة فرحب وقال إنه يهمه أن تعود «الأخبار» التى كان يصدرها أخوه وتصبح من جديد علماً خفاقاً! انتقلت لنا رخصة «الأخبار» وعرضنا الأمر على زملائنا المحررين فعارضوا أن نغير اسم «الأخبار الجديدة» بعد النجاح العظيم الذى ناله الاسم. وتحايلنا على تنفيذ قرارنا، فكانت كلمة «الجديدة» تتضاءل شيئا فشيئاً تحت اسم «الأخبار» حتى اختفت فجأة، وأصبح اسم الجريدة «الأخبار» فقط، ولم ينتبه أغلب المحررين لهذا الذى حدث إلا بعد بضعة أيام ! ونجحت «الأخبار» وأصبح اسمها على كل لسان. ولم يكن ما حدث معجزة، وإنما الذى حدث أننا كنا نعيش فى قصة حب، حب جريدتنا، وحب وطننا، وحب عملنا، وحب بعضنا؛ كلنا كنا رؤساء وكلنا كنا عمالاً! كلنا كنا آباء الجريدة وأولادها! كل عامل وكل محرر وكل موظف وكل ساع وضع طوبة فى البناء، ووضعنا العرق والدم والدموع بين الطوب بدل الأسمنت المسلح. ولم يكن الطريق سهلاً، والضربات التى انهالت على رأس الجريدة زادتها ثباتاً وجعلت لها جذوراً، والعواصف والأعاصير التى هبت عليها منحتها قوة وصلابة وقدرة على المقاومة، الفشل علمها النجاح والصدمات دربتها على الصبر، وكان أقوى ما فى «الأخبار» أنها أسرة واحدة، كان العرق على جباهنا كأغلى الروائح العطرية، وكان الحبر على أصابعنا جميلاً كالمانيكير فى أصابع حسناء، وكان صوت المطابع يغنى فى آذاننا كصوت أم كلثوم، كنا نعمل فى طابقين ونشعر كأننا نعمل فى ناطحة سحاب، كنا نذهب إلى مكاتبنا وكأننا ذاهبون إلى معبد لتأدية الصلاة، وكان الله معنا، وإذا توقفنا دفعنا على الطريق وإذا أظلمت الدنيا فى عيوننا أضاء لنا الطريق، وإذا تعثرنا مد لنا يده وساعدنا على الوقوف من جديد. كنا لا نصدق أننا نجحنا.. ولهذا مكثنا سنوات نحتفل بعيد ميلاد «الأخبار» صباح كل يوم، فقد كنا نولد كل يوم فعلاً! «الأخبار » تشارك فى خطة الخداع قبل الحرب .. وأحمد رجب يقاتل بصواريخ من طراز «2/1 كلمة» لم تتخلف جميلة جميلات شارع الصحافة طوال مشوارها فى بلاط صاحبة الجلالة عن توثيق اللحظات القومية بالكلمة والصورة، فكانت تنقل عن طريق مراسليها العسكريين «جمال الغيطانى وفاروق الشاذلى وصلاح قبضايا وفتحى رزق» أدق تفايل حرب الاستنزاف الموجعة للعدو الصهيونى ومن بعدها أدق التفاصيل فى استعدادات حرب أكتوبر 73، ولعبت «الأخبار» دورا فى خطة الخداع الإستراتيجى لأن الحرب خدعة ، وخطة الخداع كانت من أهم أسلحة النصر فى حرب أكتوبر المجيدة ، ومن يطالع جريدة «الأخبار» صباح 5 أكتوبر 1973 سوف يتيقن أن أجواء هذا اليوم الذى عاشه الشعب المصرى لا توحى مطلقا بأن الغد سيكون يوما أكثر من عادى وسيتحقق خلاله العبور العظيم ، فكان العنوان الرئيسى بالصفحة الأولى كالتالى: «مستشار النمسا يقول لنيكسون: لا» ، وأسفله عنوان «97 % من شعب النمسا يؤيدون كرايسكى» وأسفل ترويسة الجريدة التى كان يترأس مجلس إدارتها : إحسان عبد القدوس ، ويدير تحريرها : محمد التابعى مع 5 رؤساء تحرير هم: أحمد الصاوى محمد، حسين فهمى، محمد زكى عبد القادر ، ورئيس التحرير التنفيذى: موسى صبرى، كان العنوان التمويهى الذى نشير إليه ضمن خطة الخداع «الرئيس السادات يتحدث فى الدورة الجديدة لمجلس الشعب يوم 18 أكتوبر»، خبر عادى للقاء الرئيس مع نواب الشعب ، لم يكن يتوقع أحد أن ذلك اللقاء سوف يشهد خطاب النصر على العدو الإسرائيلى، وتتضمن الصفحة الثانية من جريدة «الأخبار» قرار مستشار النمسا «برونو كرايسكى» بغلق مركز تجمع اليهود المهاجرين السوفييت، وفى الصفحة الثالثة «أيام وليالى رمضان» واللافت فيها أن قارئة سألت عن سر انتصار المسلمين فى شهر رمضان ، وكأنها شفرة لم يفهمها أحد يومها، أو نبوءة سبقت العبور الذى تحقق فى اليوم التالى 6 أكتوبر 1973، وتضمنت الصفحة الرابعة افتتاحية «الأخبار» التى تتحدث عن عزلة إسرائيل على ضوء قرار النمسا بغلق مركز تهجير اليهود ، وفى الصفحة الخامسة خبر عن بدء الأسبوع الخامس للدورى العام، وفى مساحة صغيرة جدًا كتب خبر بعنوان «القوات المسلحة تفوز رياضيًا» ، ويكتب أحمد رجب بالصفحة السادسة نص كلمة يتناول فيها تاريخ الحرائق الشهيرة ، واشارة عن إذاعة أولى حلقات « أريد هذا الرجل « للفنانة فاتن حمامة ، وتتضمن الصفحة السابعة إعلانا عن عرض عمارة 5 أدوار بالدقى للبيع بسعر 50 ألف جنيه ، وطرح شراء قطعة أرض فى شبرا الخيمة بسعر 8 جنيهات للمتر ، ويكتب أنيس منصور فى الصفحة الثامنة والأخيرة عن حائط المبكى وانهيار معبد سليمان على اليهود، وتضمنت الصفحة يوميات الأخبار التى تناولت انتصار غزوة بدر.. ونشرت» الأخبار» صباح 6 أكتوبرمانشيتا بعنوان: «طوارئ فى الفجر.. مصرع نائب مدير البوليس الإسرائيلى فى غزة بقنبلة.. المقاومة الفلسطينية تعلن حالة الطوارئ الكاملة بعد التحركات الأخيرة للحشود الإسرائيلية» ، وفى السابع من أكتوبر بدأت الجريدة فى تغطية وقائع حرب أكتوبر المجيدة التى بدأتها بعنوان «عبرنا القناة ورفعنا علم مصر» وأسفل المانشيت العناوين التالية : إسرائيل تعترف بنجاح العبور المصرى وتدفق المدرعات المصرية فى سيناء - استولت قواتنا على معظم الشاطئ الشرقى للقناة وتواصل القتال بنجاح - قواتنا البحرية تدمر الأهداف الهامة للعدو على ساحل سيناء الشمالى - المقاتلات المصرية تضرب مواقع العدو وتتصدى لهجوم جوى كبير- القوات السورية تقتحم مواقع العدو وتحرر جبل الشيخ وعدة مراكز بالجولان ، وجاء ما نشيت « الأخبار « فى الثامن من أكتوبر بعنوان: «قواتنا تتقدم .. وتأسر.. وترد الهجوم المضاد» ، وتتالت بعده العناوين الفرعية «ضباط وجنود من الأعداء استسلموا بدباباتهم وآخرون هربوا وتركوا معداتهم - فشل العدو فى ضرب المعابر وزاد تدفق قواتنا إلى سيناء - خسرت إسرائيل 57 طائرة و92 دبابة وخسرنا 21 طائرة وعددا من الدبابات - إسرائيل تعترف: القوات السورية تتقدم فى الجولان « ، وظلت جريدة «الأخبار» تقدم للقارئ تغطية يومية خبرية وتحليلية شاملة لوقائع الحرب ومقالات لكبار كتابها. ومن أعظم المشاركات التى أسهمت بها «الأخبار» فى أيام الحرب ، أسلوب السخرية والتهكم الذى أطلق صواريخه الموجعة الساخر الكبير أحمد رجب من منصة زاويته اليومية « 2/1 كلمة». فكتب صباح 9 أكتوبر : - « موال لأخويا فى الميدان .. الله أكبر يا مطلع الفجر حوالينا ..الله أكبر يا سيف الله فى أيدينا .. الله أكبر يابطل قاهر أعادينا..ورا التتار يا أسد لحد حيطة المبكى ..يبكوا اللى صابهم من أسد سينا » . وكتب صباح 10 أكتوبر: - « 25 سنة ونحن نحاول أن نقنع العالم أن اسرائيل هى عصابة دموية مجردة من كل القيم والأخلاق ، ولعل نظرة واحدة الى صور هذه الذئاب الجربانة الذين وقعوا أسرى فى أيدى أسد سينا المصرى تقنع كل إنسان فى الدنيا أنه أمام افراد عصابة دموية وأن كل واحد منهم لو مشى فى أية مدينة متحضرة فى العالم فلابد من أخذه للشرطة لعمل محضر تحرى مع بيات فى التخشيبة » وكتب فى صباح 11 أكتوبر : - «عملة إسرائيل عليها صورة موشى ديان ..آخر عملة إسرائيلية .. ضرب فى سيناء» . وكتب فى صباح 12 أكتوبر: - « إلى قادة اللواءات المدرعة : أيها القائد الإسرائيلى .. هل تتمنى أن تحقق لنفسك الشهرة فى معركتنا المريرة ضد المصريين ؟ هل تتمنى أن تتجه إليك الأنظار وتسلط عليك الأضواء والكاميرات ؟ .. إذن اركب دبابتك وهاجم المصريين وبعدها ستظهر فى تليفزيون القاهرة وتصبح فرجة » . وقال صباح 14 أكتوبر : - « من المراجع اللغوية الحديثة : أسر ، يأسر ويقال هذا أسير أى جندى تم أسره.. وجمع أسير هو أسرى وهو جمع تكسير فى مدرعاتهم وطائراتهم.. ولفظة أسرى مشتقة من اسم المنطقة التى تورد الأسرى يوميا وهى « أسرى - ئيل » . وكتب صباح 15 أكتوبر: - « من دروس الجغرافيا بعد حرب أكتوبر: مصر تصدر القطن وتستورد الأسرى » . وكتب فى 21 أكتوبر : - « قال الشاعر الصهيونى فى العم سام : تشابهت الأسماء يا أم كوهينا..وتناقضت أفعالها دوما لتشقينا..نعيش ونحيا بعمى سام أبينا.. ونموت بعم سام (6) » وكتب فى 22 أكتوبر: - « رفعت جولدا مائير سماعة التليفون تطلب القاهرة لتتوسل فى وقف إطلاق النار قائلة : ألو .. ثمانية وأربعون ستة وخمسون - سبعة وستون ؟! ..وردت القاهرة : غلط هنا ستة - عشرة - ثلاثة وسبعين » . وكتب فى 30 أكتوبر : - « من برقيات « دافيد» لانكشاير مراسل أسوشيتد برس - برقية 336 - تل أبيب - «دافيد» لانكشاير - تمكنت قوة إسرائيلية قوامها 98 جنديا من دخول قلعة الكبش بالقاهرة بعد معركة استمرت طول الليل بالمدرعات والطيران وقال ناطق عسكرى إسرائيلى : إن أفراد هذه القوة لم يلقوا فى طريقهم أى مقاومة حتى عند دخولهم المعسكر 27 المصرى بقلعة الكبش . برقية 337 - تل أبيب دافيد لانكشاير : لا يزال أفراد القوة الإسرائيلية التى دخلت قلعة الكبش موجودين بالمعسكر 27 المصرى وهو معسكر للأسرى الإسرائيليين » . وكتب صباح 5 نوفمبر : - « من امتحانات اللغة فى إسرائيل بعد 6 أكتوبر : أولا : قواعد اللغة : أوجد الفاعل فى العبارتين التاليتين : (أ) يتقن الإسرائيليون اللغة العبرية .. (ب) يتقن المصريون اللغة العبورية .. ثانيا الإنشاء : اكتب فى أحد الموضوعين الآتيين :1 - عدت من الحرب دون أن تقتل أو تظهر فى أى تليفزيون عربى اكتب أسباب هجرتك من إسرائيل .. 2- هب أنك موشى ديان - اكتب استقالتك » . وكتب صباح 6 نوفمبر: - « من كتاب «خلاصة الأقاويل فى سيرة بنى إسرائيل» : فلما أنجب حزقائيل ولدا فرح بمولده جداً جداً وأحضر العرافين فرداً فرداً ليروا إن كان ابنه سيكون سيداً أم عبداً فلما حان وقت العصر أمر حزقائيل بقتل العرافين داخل القصر فقد تنبأوا بأن الولد سيظهر فى تليفزيون مصر » وكتب فى صباح 14 نوفمبر : - « امتحن معلوماتك : بحر الدموع الذى يحيط بحائط المبكى ويمنع الإسرائيليين من الوصول إليه .. قررت السلطات الإسرائيلية مساعدة الأهالى للوصول إليه : - باحضار فلايك؟.. - ولا باستدعاء الخبراء المصريين لإقامة المعابر؟ » . أحمد رجب جريدة «الأخبار» ريشة مصطفى حسين فى ساحة القتال ولم تتخلف ريشة الفنان الساخر الكبير مصطفى حسين التى يبدع بها على صفحات «الأخبار» عن خوض معركة السخرية والتهكم من خيبة العدو وصلفه وانكسار غروره وتحطم إرادته على صخرة رجال القوات المسلحة الذين أذاقوه المر ، وكسروا أنفه ، وأظهروه على حقيقته ، فرسم مصطفى حسين سمكة كبيرة ترمز لنصر أكتوبر العظيم وهى تبتلع سمكة صغيرة ترمز لنكسة 67 ! وها هى بقية رسومات مصطفى حسين التى خاض بها حرب التهكم التى أوجعت العدو الصهيونى بصفحات جميلة جميلات شارع الصحافة ، وشارك بريشته فى معركة الصمود والتحدى أستاذه العبقرى حسين بيكار. عدسة «الأخبار» توثق الشخصيات والأحداث اجتمع على ومصطفى أمين وكامل الشناوى وجلال الدين الحمامصى للبحث عن اسم للجريدة اليومية الوليدة التى ستضاف لشقيقتها الكبرى « أخبار اليوم « الأسبوعية فى منزل أستاذهم أمير الصحافة محمد التابعى الذى كان يؤمن بأهمية الصورة المرسومة « الكاريكاتير» و الصورة الفوتوغرافية « لأن الصورة تبوح بما يمكن وصفه فى صفحة كاملة بالكلمات ، ، ولهذا ركز « التابعى « فيما قدمه من نصائح تحريرية الأهتمام بالصورة التى لا تقل أهمية عن العمل التحريرى ، ووافقه تلميذاه مصطفى وعلى أمين على ذلك لأنهما عملا تحت رئاسته فى « روزاليوسف « و» آخر ساعة « ، ولهذا أسس التابعى قسم خاص للتصوير قبل ان ترى « الأخبار » النورفتم التعاقد مع مجموعة من المصوريين الأفذاذ أمثال المصور الفنان محمد يوسف، الذى عمل مع مصطفى أمين فى مجلة «الإثنين» فحدثت نقلة كبيرة فى الصورة الصحفية مع ولادة « الأخبار » اليومية ، وتخرجت أجيال تالية من مدرسة محمد يوسف الذى نجح فى تمصير فن التصوير الصحفى بعد أن كان حكرا على المصورين الأجانب، ودعم محمد يوسف قسم التصوير بمواهب مصرية متميزة ومنهم: رشاد القوصى ، وحسن دياب ، وأحمد يوسف، وفاروق إبراهيم، ومكرم جاد الكريم ، وعادل حسنى ، وتوسع القسم ليضم مواهب شابة جديدة تتحرك فى كل الأحداث الرسمية والشعبية لتوثقها بعدسة « الأخبار » ، التى حققت محموعة من الانفرادات المصورة وأهمها اللقطات التى اقتنصها المصور مكرم جاد الكريم فى الحدث الدامى الفجائى الذى هز العالم فى لحظات اغتيال الرئيس الشهيد أنور السادات ، وباعت « الأخبار « صور الانفراد لكل الوكالات الدولية بمبالغ كبيرة ، وانفرد مكرم جاد الكريم أيضا بأول صورة فى العالم لجندى مصرى يرفع علم مصر على أرض سيناء ، ولمكرم أيضا انفرادات متميزة جدا عندما كان مراسلا حربيا فى حرب اليمن ، وهو أول من سجل بعدسته إغلاق باب المندب ، وأول من تسلل إلى عدن فى ظل الاحتلال داخل برميل بنزين فارغ وأمضى ثلاثة أيام لعمل تحقيق مصور عن القواعد العسكرية البريطانية فى عدن ، ونال الجوائز عن هذه الانفرادات التى جعلت مصطفى أمين يطلق عليه لقب « صائد الجوائز « ، وتوالت انفرادات أساتذة التصوير فى « الأخبار « ومنها انفراد أحمد يوسف عندما عمل محررا عسكريا لتوثيق ثورة الجزائر واليمن ورافق أنيس منصور كمصور فى رحلته حول العالم التى وثقها فى كتاب « 200 يوم حول العالم « ، وأصبح منصور « الأخبار » حسن دياب المصور الخاص للرئيس جمال عبد الناصر، وكان له شرف توثيق كل الصور التى تخص الزعيم عبد الناصر داخليا وخارجيا التى أثرى بها أرشيف « الأخبار « ، ولا يفوتنا أن نؤكد أن نجومية المصور الفنان فاروق إبراهيم ولدت على صفحات « الأخبار « التى وثق فيها كل الصور الإبداعية التى صورها لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ والصور الخاصة التى صورها للرئيس السادات فى بيته وهو يحلق ذقنه داخل الحمام بالملابس الداخلية وهو يمارس اليوجا ومئات الصور الأخرى التى أصدرها فى كتاب حرره الدكتور رشاد رشدى لحساب دار نشر أمريكية ، ووثق بعدسة « الأخبار» رحلة السادات للولايات المتحدةالأمريكية أثناء توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وغيرها من المناسبات القومية والتاريخية التى صنعت مجده كمصور أسطورى من خلال صفحات جميلة جميلات شارع الصحافة.