فعلتها إسرائيل وقامت فجر أمس الجمعة بالقيام بما وصفته بالضربة الاستباقية ضد مواقع عسكرية ونووية إيرانية ومصانع صواريخ باليستية، كما استهدفت علماء وقادة عسكريين من الصفوة، وذلك فى عملية أطلقت عليها «الأسد الصاعد» ووصفتها بأنها عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووى. وأكد الجيش الإسرائيلى، فى بيان، أن طائراته الحربية ستواصل ضرباتها على منشآت عسكرية ونووية إيرانية. اقرأ أيضًا| الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرة مُسيّرة إسرائيلية قرب منشأة «فوردو» النووية وأنه أطلق هجومًا استباقيًا دقيقًا ومتكاملًا يستند لمعلومات استخبارية نوعية لضرب البرنامج النووى الإيرانى.. وأن 200 طائرة مقاتلة إسرائيلية شاركت فى الهجوم وضربت أكثر من 100هدف فى مناطق إيرانية مختلفة. كما شنت إسرائيل سلسلة هجمات تستهدف مدينة شيراز جنوبإيران.. وتحدث التلفزيون الإيرانى عن انفجارات فى «أذربيجانالشرقية»، فى حين ذكرت وكالة «تسنيم» للأنباء أن موجة سابقة من الغارات استهدفت 10 مواقع فى المحافظة، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص على الأقل.. كما شنت القوات الإسرائيلية هجوماً جوياً على مدينة تبريز بالقرب من مطار تبريز شمال غرب إيران. وردًا على الهجوم المباغت، قامت إيران بإطلاق حوالى 800 مسيرة وصاروخ كروز نحو إسرائيل تحت مسمى «عملية الوعد الصادق 3». وتوعدت بمزيد من الهجمات الأكثر قسوة وإيلامًا، حيث توعد المرشد الإيرانى على خامنئى فى منشور له بالعبرية على منصة «إكس» بعقاب شديد ومصير مرير للكيان الصهيونى ومستقبل ملىء بالعذاب». وفى المقابل رفعت إسرائيل درجة جهوزيتها وأعلنت فرض حالة الطوارئ فى البلاد. كما أعلنت أنها ستغلق البعثات الإسرائيلية فى أنحاء العالم وسط حالة من الذعر فى الداخل الإسرائيلى.. وتشير شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية، إلى أن قدرة إيران على الرد تعتمد على قوتها الصاروخية الباليستية. وتمتلك القوة الجوية أكثر من 100 قاذفة صواريخ باليستية متوسطة المدى قادرة على إطلاق مقذوفات يصل مداها إلى أكثر من 1000 كيلومتر، وهو ما يكفى لضرب إسرائيل، بحسب تقرير «التوازن العسكرى 2025» الصادر عن المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية. كماتضم صواريخ تعمل بالوقود الصلب، وصواريخ باليستية تعمل بالوقود السائل. وتحمل الصواريخ التى تعمل بالوقود السائل، رؤوسًا حربية شديدة الانفجار أثقل وزنا «1200 كيلوجرام أو أكثر» مقارنة بنحو 500 كيلوجرام فى الصواريخ التى تعمل بالوقود السائل، وفقًا لبيانات وقائع من مشروع التهديد الصاروخى فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.. لكن ميزة الصواريخ التى تعمل بالوقود الصلب هى أنه يمكن إطلاقها على الفور تقريبًا، فى حين أن تزويد صاروخ يعمل بالوقود السائل بالوقود قد يستغرق ساعات. ويمكن للصواريخ الباليستية المطلقة من إيران الوصول إلى إسرائيل فى غضون 15 دقيقة تقريبًا. يذكر أن الهجمات الإسرائيلية دمرت عددًا من المنشآت النووية منها منشآت فى «نطنز»، حيث أعلن التليفزيون الرسمى أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مرات عدة مفاعل نظنر، المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم وسط البلاد. كما شملت الضربات المرافق النووية الإيرانية فوردو، وأصفهان وشهر إلى جانب مقر الحرس الثورى الإيرانى فى طهران، وقواعد للحرس الثورى، ومجمع «شهرك شهيد محلاتى» شمال شرق طهران، ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة «خاتم الأنبياء». كذلك أسفرت الهجمات عن مقتل عدد من القادة والعلماء من بينهم قائد الحرس الثورى الإيرانى اللواء حسين سلامى، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقرى، وقائد مقر خاتم الأنبياء العسكرى اللواء غلام على رشيد. كما قالت إسرائيل إنها قتلت ما لا يقل عن 10 علماء طاقة نووية، فيما أكدت وكالة تسنيم الإيرانية اغتيال 6 علماء هم «عبدالحميد مينوشهر، وأحمد رضا ذو الفقارى، وأمير حسين فقهى، ومطلبى زاده، ومحمد مهدى طهرانجى، وفريدون عباسى. أسفرت الهجمات الإسرائيلية على مدينة قصر شيرين التابعة لمحافظة كرمنشاه غرب إيران، عن مقتل شخص وإصابة 24 مدنيًا، حيث استهدفت الهجمات الإسرائيلية مراكز مدنية من بينها مبنى دائرة الرعاية الاجتماعية ومقر الأربعين. فى الوقت نفسه، أعلنت طهران عدم مشاركتها فى الجولة القادمة من المفاوضات مع أمريكا حول برنامجها النووى والتى كانت ستنعقد غدًا الأحد فى مسقط على خلفية الهجوم الإسرائيلى وذلك بعد ما أكد الرئيس دونالد ترامب علمه المسبق به.