كما هو معلوم فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتكون من أكثر من 50 ولاية وقد اتحدت فيما بينها فى اتحاد فيدرالى وقد وضعت أسساً لهذا الاتحاد لكى تكفل لكل مقاطعة حرية كاملة فى اتخاذ القرارات الاقتصادية والقانونية وهذا هو سر نجاح الاتحاد الأمريكى أنه حقق مصالح الجميع، فالجيش الأمريكى يعبر عن 50 ولاية والخارجية الأمريكية الواحدة سفارة واحدة تعبر عن أكثر من 50 ولاية والعملة الواحدة تكتسب قوتها من حجم السوق الأمريكى الداخلى. ثم إن الاتحاد الأمريكى قد ساهم فى نمو السينما الأمريكية فالفيلم الواحد المنتج فى أمريكا يتم عرضه فى كل السينمات الموجودة فى أكثر من 50 ولاية هى دول الاتحاد الأمريكى، وبذلك أصبحت السينما الأمريكية هى الأعظم إنتاجا واحتلت مكان الريادة فى السينما العالمية. وفى ميدان الصحافة فقد كانت صحيفة واحدة مثل نيويورك تايمز تضمن أنه سيتم توزيعها داخليا فى أكثر من 50 ولاية وذلك ما جعل الصحف الأمريكية قادرة على أن تبعث المراسلين فى جميع أنحاء العالم وتستخدم أحدث منتجات التكنولوجيا، ذلك التقدم الهائل هو الذى صنع رفاهية الولاياتالمتحدةالأمريكية أو ما يسمى «بالحلم الامريكي». لذلك نستطيع أن نحدد أسباب الرفاهية الأمريكية وأولها وجود سوق ضخم قادر على استيعاب أى منتج تنتجه أمريكا وثانيا وجود عملة وطنية أصبحت عملة عالمية هى عبارة عن سندات على بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى تسعى دول العالم جميعا إلى امتلاكها مقابل صادرات تدفع بها إلى السوق الأمريكى. واكتفت أمريكا إذن بالإبداع الفكرى وتركت العالم كله يعمل لمصلحة المنتج الذى يحمل الأعلام الأمريكية، وكانت تشجع على هجرة العقول إليها وكانت تنفق بسخاء على مراكز البحث العلمى لكن كل ذلك على وشك أن يتغير بسبب سياسات ترامب الذى قام بتقليص ميزانيات البحث العلمى، ومطاردة العمالة الأجنبية التى دخلت بشكل ما إلى السوق الأمريكى، مستخدما أقصى درجات العنف لدرجة استدعاء الحرس الوطنى. كما راح ترامب يوزع فرض الجمارك على الدول المختلفة مما سيؤدى على المدى البعيد لانكماش السوق الأمريكى ورفع تكلفة المنتج الذى يتم إنتاجه داخل أمريكا وهذا أمر سوف يضرب بشدة سيطرة الدولار على الاقتصاد العالمى.