هناك جهودا مبذولة خلال السنوات الأخيرة من الدولة تجاه تطوير البحث العلمى ومحاولة زيادة مخصصاته لا يزال علماء مصر يُدهشون العالم بابتكاراتهم ومخترعاتهم العلمية يومًا بعد يوم، فها هو ذا عالم مصرى جديد يكمل مسيرة الأفذاذ السابقين له وهو تلميذ العالم د. أحمد زويل.. هو د.محمد حسن أستاذ الفيزياء والعلوم البصرية بجامعة أريزونا يُدهش العالم بعدما تمكن هو وفريقه البحثى على مدار السنوات الماضية من تطوير سرعة حركة الإلكترونات لتصل إلى وحدة الأوتو ثانية، وهو ما يهدف إلى تحقيق قفزة نوعية فى سرعة خوادم الحواسب ومضاعفة سرعتها مليون مرة قياسا للسرعة الحالية، والبحث الجديد حصل بالفعل على براءة اختراع، وهو الآن جاهز للإنتاج من قبل الشركات الكبرى فى قطاع التكنولوجيا. وها هو أنيس حنا المصرى ابن أسيوط وخريج طب الإسكندرية والذى يدرس فى كلية ألبرت أينشتين فى نيويورك هاهو يتوصل إلى الجينات التى تتحكم فى جلطات القلب وضمور عضلة القلب ليكمل مسيرة العالمى مجدى يعقوب فى مجال طب القلب. ورغم الشكاوى المتواصلة عن متاعب العملية التعليمية فى الداخل فلا يزال لعلماء مصر صوت مسموع يقرع أسماع العالم ويثير دهشتهم، لكن ما يثير الدهشة أكثر أن معظمهم هو نتاج العملية التعليمية داخل الحدود باختلاف أنظمتها الحكومية والخاصة والتجريبية والدولية شديدة الخصوصية؛حتى لو نجح أغلبهم خارج الحدود وبرزوا وتقدموا الصفوف. وهو ما يعيد تأكيد حقيقة يعلمها العالم ونبخس حق أنفسنا فيها وهى حقيقة تميز العقلية المصرية وحاجتها الشديدة لتهيئة الأجواء المناسبة لانطلاقتها وعطائها من هنا إلى العالم، فنحن أحق بعلمائنا وعقولهم ونتاجهم العلمى المتميز. والأرقام دائمًا تكون كاشفة للحقيقة خاصة حين تصدر عن جهات دولية، حتى لو كان بعضها صادمًا؛ مثلا وفقاً لإحصاءات الاتحاد العام للمصريين فى الخارج، يبلغ عدد العلماء المصريين فى الخارج نحو 86 ألفا، منهم 3000 عالم فى الولاياتالمتحدة وحدها، لتحتل مصر بذلك المركز الأول عالمياً بالنسبة لعدد العلماء الأجانب خارج بلدانهم. هم يسطرون كتابًا للمجد رغم أن الغربة قاسية للغاية، ونجاحهم لم يأت من فراغ ولكنه جاء بعد معاناة ومعافرة فاقت الحدود، وغنى عن البيان أن تحقيق النجاح فى الخارج يأتى نظرًا لتوفير الإمكانيات المادية والعلمية والبحثية ودعم مواهبهم وأن هناك دعمًا وميزانيات للبحث العلمى وتنمية المهارات التى تبرز الموهبة. باب الأمل المفتوح يطلعنا على إحصائية مبشرة تدلل على قدر العلماء المصريين على مستوى العالم من خلال إحصائية أصدرها مؤشر «SCOPUS» الدولى، الذى يُصنف علماء العالم، طبقًا لضوابط وشروط صارمة، حيث كشفت الإحصائية عن دخول عشرة علماء مصريين ضمن أهم 909 علماء على مستوى العالم، طبقًا لثلاثة مستويات وتصنيفات عالمية لما يقدمونه فى مجال العلم، حيث تربع عليها العالم المصرى مصطفى السيد، بالمرتبة الأولى على العلماء المصريين والعرب، ب79 نقطة، يليه الدكتور مجدى يعقوب برصيد 63 نقطة، ثم أحمد زويل برصيد 60 نقطة، ثم د.محمد النشائى برصيد 43 نقطة، نفس مؤشر «SCOPUS» الدولى أكد أن أعلى درجة حصل عليها عالم إسرائيلى كان ألكسندر جيديون وحصل على 30 نقطة، أى أن «السيد ويعقوب وزويل والنشائي» يتفوقون على علماء الكيان الصهيونى. وتبقى كلمة لابد منها أن هناك جهودا مبذولة خلال السنوات الأخيرة من الدولة تجاه تطوير البحث العلمى ومحاولة زيادة مخصصاته وربطه بأحدث تقنيات العالم والتوسع فى فتح كليات تدرس الذكاء الاصطناعى وكذا مجالات الإنتاج المختلفة صناعيا وزراعيا،وهذا هو الضامن الوحيد لبقاء الطيور المهاجرة فى عش الوطن تفيده بعلمها وابتكاراتها وتحقق له وجودا يستحقه فى عالم اليوم.