- جميل جدًا أن يخرج علينا ضباط الشرطة وهم يحملون الهدايا ويطرقون أبواب كبار السن، من بينهم موظف الدولة الذى خرج إلى الحياة العامة بعد أن أعطى أحلى سنوات عمره للوظيفة ولا يجد من يحنو عليه وهو فى سن المعاش.. صحيح دفع صحته ثمنًا للوظيفة التى خرج منها وهو محنى الظهر يشكو من آلام الفقرات والالتهاب بسبب جلوسه ساعات طويلة وراء مكتبه، وكون أن يشعر بمأساته وزير مثل الوزير اللواء محمود توفيق قنديل وزير الداخلية ويصدر الوزير تعليماته إلى كتيبة الضباط فى العلاقات العامة فى الوزارة بأن يخرجوا ويتجهوا إلى كبار السن ويقدموا لهم الهدايا تعبيرًا عن تكريمهم، ويسمح الوزير بعلاج كبار السن فى مستشفى الشرطة فهذا الموقف الإنسانى يحسب له. - موقف وزير الداخلية يذكرنى بموقف وزيرة التضامن الاجتماعى السابقة نيفين قباج، وهى أول وزيرة تبنت قضية كبار السن وأصدرت لهم بطاقات لركوب المواصلات العامة مجانًا، صحيح أن العمل الطيب لا يختفى بل يبقى فى زحمة الأحداث فالوزيرة تركت موقعها ولكن بصماتها الإنسانية لا تزال باقية تذكرنا بموقفها الشجاع تجاه كبار السن، وكانت دائمًا تقول إن كبار السن فى الخارج يلقون رعاية خاصة فلماذا لا يلقى كبار السن عندنا نفس هذه الرعاية؟ فعلًا كبار السن عندنا مظلومون ومعظمهم يتوكأون على العصا فى تحركاتهم. - وهنا أناشد المنظمات الأهلية بأن يتبنوا دعوة الصغار فى أن يقدموا الخدمة لكبار السن على الأقل يزرعون فى قلوبهم العمل الإنسانى.. أمنيتى أن أرى طفلًا وهو يسحب عجوزًا من رصيف إلى رصيف، أو شابًا يجلس فى الأتوبيس ويخلى مقعده لأحد من كبار السن، فى الخارج هذا السيناريو يحدث مع الممرضات فالممرضة الإنجليزية عندما تصعد الأتوبيس يقف لها أكثر من شخص ويدعونها للجلوس مكانهم، وهذا التصرف الحضارى هو تكريم لمهنة التمريض فى إنجلترا ونحن نريد أن يتكرر هذا المشهد عندنا فى مصر تكريمًا لكبار السن.