عربات المترو تحولت إلى علبة سردين زحمة يادنيا زحمة.. زحمة وتاه المواطن.. مشهد يومي يتعرض له الناس اثناء رحلة العذاب ذهابا وايابا من عمله ففي المترو زحمة كأنه يوم الحشر العظيم.. والاتوبيس زحمة كأنه طابور جمعية.. الميكروباص زحمة زي علبة السردين.. فما بين حشر المترو وسردين الميكروباص تاهت احلام المواطن في «ركوبة» انسانية يشعر فيها بانسانيته وكرامته التي سلبتها الزحمة..رصدت «الاخبار» حالة الزحام الشديد التي انتشرت في كل وسائل المواصلات بالقاهرة وعايشت معاناة الغلابة اليومية من تحكم سائقي الميكروباص في ارتفاع اسعار الاجرة والحمولة الزائدة.. مرورا باتوبيس النقل العام الذي تضطر ان تظل واقفا فيه لساعات حتي الوصول للمكان المنشود بخلاف الزحام الشديد فضلا عن حالات التحرش التي لا تنتهي بين ركابه بسبب الزحام وصولا الي المترو الذي يعد من اسرع الوسائل ولكن اصبح منهجه الدخول للاسرع والجلوس للأقوي واذا لم يحالفك الحظ للجلوس سوف تعاني مرارة الوقوف علي قدم واحدة حتي تصل لمحطتك.. البداية كانت مع اتوبيس النقل العام المتجه من الحي السابع مدينة نصر الي المرج الجديدة فعندما تقرر ان تستقل الاتوبيس وقد امتلأ بالركاب فلابد ان تراجع نفسك وتتحمل مرارة الوقوف في الشارع في انتظار آخر حتي لا تقف في طابور الجمعية وتتعرض للاستفزاز والخناق المستمر.. بدأ الاوتوبيس في التحرك وقد امتلأ بالركاب ولا يوجد مقعد فارغ انتهزت الفرصة ووقفت في مكان مناسب بجوار الشباك حتي اتغلب علي حرارة الجو والعرق الغزير.. فالاوتوبيس يقف كل دقيقتين تقريبا اما لان ينزل مواطن او يركب آخر وهذا الامر يعجل بالصدام وتبادل الشتائم الركاب والسائق.. اشتكت سيدة فرج «موظفة» من معاناتها اليومية من الزحام داخل أتوبيسات يومياً خاصة في وقت الذروة مؤكدة انها لا تستطيع الوقوف لمدة كبيرة داخل الاوتوبيس بسبب مرضها ففي بعض الاحيان يعطف عليها احد الشباب ويترك الكرسي لتجلس وفي اوقات اخري يتجاهلها الشباب من شدة الزحام داخل الاتوبيس. علبة سردين اما المترو فعند دخولك الي المحطة يحاصرك في الخارج الباعة الجائلون الذين يعرقلون الحركة ويحولونها الي فوضي وان انتهيت من الدخول للمحطة تجد طابور شباك التذاكر امامك تقف فيه حتي تتمكن من الحصول علي التذكرة.. وبعدها تبدأ مهمة قوتك العضلية لتبعد هذا عن طريقك وتركل هذا من جانبك وتفسح هذه عن مجال رؤيتك فعند ما تذهب مباشرة نحو الرصيف حيث مئات الركاب يقفون علي الارض في انتظار وصول المترو.. الكل يقف ويترقب وصوله علي الرصيف وعند رؤيته من بعيد يصبح الكل في حالة تأهب قصوي ويستعدون للهجوم عليه ولا يبالون مئات الركاب المتواجدين في الداخل من اجل الفوز بالكرسي يصل المترو الي الرصيف ويفتح ابوابه حتي يصبح المشهد كيوم الحشر العظيم الركاب يتشابكون بالايدي والالفاظ مع بعضهم..ولا يوجد منفس او مخرج الا بذكر الله وتقوي القلوب.. فوضي الميكروباص اما عن فوضي الميكروباص فحدث ولا حرج.. فلا رقيب ولا رادع لسطوة امبراطورية السائقين خاصة عند بلوغ الذروه ويصل الزحام منتهاه..حالة من الشد والجذب بين المواطنين تشهدها مواقف المكروباص يوميا في موقف العاشر ولا يوجد اي موانع لدي السائق في حمولة تفوق الزيادة العددية للحمولة الأصلية للمكروباص.. فضلا علي تقسيم خط السير الواحد الي ثلاث واربع خطوط مع زملاءه وبنفس قيمة الأجرة للخط الواحد.