في الذكرى السنوية لثورة 30 يونيو، تتجدد الشهادات حول اللحظة الفارقة التي أنقذت مصر من براثن الفوضى والانهيار، عندما تحرك الشعب بالملايين في مواجهة حكم جماعة الإخوان، مدعوماً بمؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة، في ملحمة وطنية غيرت مسار الدولة المصرية سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا. قيادات حزبية ونواب في البرلمان يروون شهاداتهم حول ما قبل الثورة وما بعدها، ويؤكدون أن الإرادة الشعبية صنعت التحول الأكبر في تاريخ مصر الحديث. اقرأ أيضا | برلماني: ثورة 30 يونيو ملحمة شعبية واعية للدفاع عن هوية الدولة الإرادة الشعبية وأنقذت الدولة من السقوط فى هذا الإطار ، أكد المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حراك شعبي، بل كانت طوق نجاة للاقتصاد المصري الذي عانى من شلل كامل خلال فترة حكم جماعة الإخوان. وقال: "شهدنا نزيفًا في احتياطي النقد الأجنبي، وانهيارًا في السياحة، وانعدامًا في ثقة المستثمرين، نتيجة غياب أي تصور اقتصادي حقيقي لدى الجماعة، واعتمادهم على أموال مشبوهة دون خطط إنتاج أو تنمية." وأضاف الحفناوي أن مصر بعد الثورة واجهت معركة اقتصادية مصيرية تطلبت إعادة هيكلة الاقتصاد، وبناء بنية تحتية قوية، وإطلاق مشروعات قومية ضخمة خلقت فرص عمل حقيقية وأعادت الحياة لشرايين الدولة. ولفت إلى الدور الفاصل الذي لعبته القوات المسلحة حين انحازت لمطالب الملايين في 30 يونيو، معتبرا بيان 3 يوليو تعبيرًا عن لحظة تاريخية استثنائية أنقذت الدولة من السقوط في الفوضى والتقسيم. بث الأكاذيب والشائعات من جانبها ، حذرت النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، من استمرار محاولات جماعة الإخوان الإرهابية لزعزعة الاستقرار الداخلي، مؤكدة أن الجماعة لم تتوقف عن بث الأكاذيب والشائعات المغرضة. "هم يسعون لتزييف وعي المواطنين عبر المنصات الإلكترونية، في محاولة لإرباك المشهد الوطني والنيل من مؤسسات الدولة، ولكن الشعب المصري أصبح أكثر وعيًا وصلابة." وشددت عطوة على ضرورة التصدي لهذه الشائعات، ودعت المواطنين إلى تحري الدقة في تلقي المعلومات، والاعتماد على القنوات الرسمية للدولة. وحدة الشعب ومؤسسات الدولة كما قال الدكتور محمد مجدي، أمين حزب الحركة الوطنية بمحافظة الجيزة، إن ثورة 30 يونيو كانت رفضًا شعبيًا لمخطط خطير أرادت من خلاله جماعة الإخوان تغيير هوية الدولة الثقافية والدينية والسياسية. "الجماعة حاولت فرض نمط فكري إقصائي، يكفّر المعارضين ويهدد فكرة التعايش، ما دفع ملايين المصريين للخروج في مظاهرات سلمية غير مسبوقة." وأضاف أن القوات المسلحة انحازت لإرادة الشعب، ووقفت موقفًا وطنيًا حاسمًا أنقذ البلاد من الانهيار، مؤكدًا أن مصر الآن محصنة ضد عودة هذا الفكر الظلامي بفضل التجربة والدروس المستفادة. الإقصاء والتحريض بدوره ، أكد النائب فرج فتحي فرج، عضو مجلس الشيوخ، أن حكم جماعة الإخوان مثّل تهديدًا وجوديًا لكيان الدولة الوطنية، حيث حاولوا الهيمنة على مفاصل الدولة وتعيين عناصر تابعة للتنظيم بلا كفاءة. "الجماعة سعت لأخونة مؤسسات الدولة، ودعمت علنًا جماعات مسلحة في سيناء، واستخدمت الدين غطاءً لممارسات سياسية فاشلة زادت من حدة الاستقطاب والتفكك المجتمعي." وأوضح أن ثورة 30 يونيو كانت ملحمة شعبية واعية أعادت مصر إلى مسارها الوطني، داعيًا إلى توثيق جرائم الإخوان لحماية ذاكرة الوطن وتحقيق الوعي الجمعي، حتى لا تتكرر هذه التجربة المريرة. رؤية ثاقبة اجتمعت تصريحات النواب والقيادات السياسية على أن ثورة 30 يونيو لم تكن فقط انتفاضة ضد حكم الجماعة، بل كانت تأسيسًا لجمهورية جديدة تقوم على المواطنة والعدالة وسيادة القانون، واستعادة الدولة لدورها وهيبتها. وفي ظل التحديات المستمرة، تتعالى الدعوات للوعي الشعبي والتكاتف المجتمعي من أجل حماية المكتسبات الوطنية ومواجهة أي محاولات لهدم الدولة أو تشويه مسيرتها.