تخصيص قطع أراضي لإقامة مشروعات تنموية في 3 محافظات    إيران تطبيق فئة سعرية جديدة للبنزين بدءا من ديسمبر    واشنطن توقف النظر بطلبات الهجرة للمواطنين الأفغان    أوكرانيا: اجتماع لفريق التفاوض قريبا.. وسنركز على خطوات محددة بمقترحات السلام    إندونيسيا.. ارتفاع عدد قتلى السيول والانهيارات الأرضية إلى 23    مصر تواصل إرسال قوافل المساعدات لغزة باليوم ال 48 لوقف إطلاق النار    هيئة الفضاء الصينية تشجع شركات الفضاء التجارى على التوسع فى التعاون الدولى    بنجلاديش.. حكم جديد بحق الشيخة حسينة وولديها بتهم فساد    الدباغ ينضم لبعثة الزمالك في جنوب أفريقيا قبل مواجهة كايزر تشيفز    نبيل الكوكي عن مواجهة زيسكو: هدف المصري الخروج بنتيجة إيجابية للحفاظ على الصدارة    حاولوا غسل 170 مليون جنيه.. التحقيق مع 4 عناصر جنائية لاتهامهم بالاتجار في المخدرات    إصابة شخص إثر انفجار أسطوانة غاز بقرية ترسا في الفيوم    الإعلان عن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد.. بينهم 7مصريين    الصحة: فحص أكثر من 4.5 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    وزير الصحة يزور مدينة «باشاك شهير تشام وساكورا» الطبية أكبر مجمع طبي في أوروبا بإسطنبول    أسوان تحصد جائزتين بالملتقى الدولى للرعاية الصحية    الصحة: فحص أكثر من 4.5 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    وصول الطائرة البابويّة إلى مطار أنقرة وبداية الرحلة الرسوليّة الأولى للبابا لاوون ال14 إلى تركيا    اتخاذ الإجراءات القانونية ضد 4 عناصر جنائية لغسل 170 مليون جنيه من تجارة المخدرات    خبراء الأرصاد يتوقعون طقسًا خريفيًا مائلًا للبرودة بالقاهرة الكبرى    منظمات حقوقية: مقتل 374 فلسطينيا منهم 136 بهجمات إسرائيلية منذ وقف إطلاق النار    أشرف العشماوي ينافس في جائزة الشيخ زايد للكتاب ب مواليد حديقة الحيوان    زهراء المعادي: الموافقة على عرض الشراء الإجباري مرهونة بعدالة السعر المقدم    الجامعة العربية تؤكد أهمية دعم التكامل الاقتصادي العربي - اليوناني    اكتمال النصاب القانوني لعمومية اتحاد الكرة لمناقشة تعديلات لائحة النظام الأساسي    منال عوض تكرم عددًا من المسئولين لدورهم في نجاح "التنمية المحلية بصعيد مصر"    الأهلي يختتم تدريباته اليوم استعدادًا لمواجهة الجيش الملكي    وزير الشباب والرياضة يستقبل سفير دولة قطر لبحث التعاون المشترك    الفنانة الإسبانية ماكارينا ريكويردا تشارك في مهرجان مصر الدولي لمسرح الطفل والعرائس    وزير البترول يعقد لقاءً موسعاً مع شركات التعدين الأسترالية    وزير الري يعرض المسودة النهائية لهيكلة روابط مستخدمي المياه    وزير التعليم: إدخال مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي إلى التعليم الفني العام المقبل    بسبب الإهمال.. استعباد مدير ووكيلي مدرسة في قنا    قبل موتها المفاجئ.. المذيعة هبة زياد تكشف تعرضها للتهديد والابتزاز    عشرات القتلى و279 مفقودًا في حريق الأبراج العملاقة ب هونغ كونغ    محامي رمضان صبحي: التواصل معه صعب بسبب القضية الأخرى.. وحالة بوجبا مختلفة    بسبب تعاطيهم الحشيش.. إنهاء خدمة 9 من العاملين أثناء أدائهم للعمل الحكومي    روز اليوسف على شاشة الوثائقية قريبًا    محافظ الجيزة يعتمد تعديل المخطط التفصيلى لمنطقة السوق بمركز ومدينة العياط    حقيقة فسخ بيراميدز تعاقده مع رمضان صبحي بسبب المنشطات    جامعة قناة السويس تنظم ندوة "تجليات وعبقرية المعمار المسلم" ضمن "طوف وشوف"    جامعة بنها ضمن الأفضل عربيًّا في تصنيف التايمز البريطاني    مواعيد مباريات اليوم الخميس 27 نوفمبر 2025    انطلاق امتحانات شهر نوفمبر لطلاب صفوف النقل    إصابة 9 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بطريق أبوسمبل    مرفق الكهرباء يعقد اجتماعا مع رؤساء شركات التوزيع لمناقشة أسباب زيادة شكاوى المواطنين    المعارضة تقترب من حسم المقعد.. وجولة إعادة بين مرشّح حزبى ومستقل    ضبط المتهم بالتعدى على فتاة من ذوى الهمم بطوخ وحبسه 4 أيام    عمر خيرت يوجه رسالة للجمهور بعد تعافيه من أزمته الصحية.. تعرف عليها    سر ظهور أحمد مكي في الحلقة الأخيرة من مسلسل "كارثة طبيعية" (فيديو)    عصام عطية يكتب: «دولة التلاوة».. صوت الخشوع    محافظ كفر الشيخ: مسار العائلة المقدسة يعكس عظمة التاريخ المصري وكنيسة العذراء تحتوي على مقتنيات نادرة    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    ضعف المناعة: أسبابه وتأثيراته وكيفية التعامل معه بطرق فعّالة    موعد أذان وصلاة الفجر اليوم الخميس 27نوفمبر2025.. ودعاء يستحب ترديده بعد ختم الصلاه.    خالد الجندي: ثلاثة أرباع من في القبور بسبب الحسد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 26-10-2025 في محافظة الأقصر    دار الإفتاء تكشف.. ما يجوز وما يحرم في ملابس المتوفى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أستاذة علوم سياسية بجامعة القاهرة: مصر تمضي بخطى ثابتة لتحقيق التنمية المستدامة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 10 - 06 - 2025

تعيش الأمة العربية اليوم واقعا شديد التعقيد، تتشابك فيه الصراعات وكأنها خيوط العنكبوت، بمجرد أن تنجح محاولة لإخماد نيران في مكان ما، لا تلبث إلا أن تشتعل من جديد في نفس المكان أو تنطلق شرارتها في مكان آخر، تؤججها أطماع استعمار يسيل لعابه على مقدرات وخيرات أمة تعاني الأرض المحتلة فيها من إبادة ومجازر وحشية على مرأي ومسمع من الجميع دون تحرك دولى واسع وسريع ضد كيان محتل وغاصب.
أو من ضغوط اقتصادية تخنق شعب دولة أجمع على رفضه لتصفية القضية الفلسطينية، ويقف خلف قيادته السياسية ليطالب المحتل وداعميه بالحق الفلسطيني لقيام الدولة الفلسطينية.. على الرغم مما تتعرض له مصر من تحديات جسام في مرحلة هى الأدق والأصعب فى تاريخها إلا أنها تسير في طريق مشروعها التنموى، هكذا توضح د. دلال محمود السيد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومديرة برنامج الأمن والدفاع بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية من خلال حوارها مع «الأخبار».
العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن «دافئة»
المتغير الاقتصادي الأكثر تأثيرًا والصين تدخل المنطقة من باب «الحزام والطريق»
رفض التهجير تحدٍ كبير للظلم العالمي وطلبات إنهاء الحرب «تمثيلية»
نواجه حربًا نفسية تفتت الفكر.. والإعلام أخطر أنواع المواجهات الحديثة
«ريفيرا الشرق» يؤكد رغبة إسرائيل في «نهب» إطلالة «غزة» على البحر المتوسط
القوة لغة العلاقات الدولية.. والدولة الأقوى تفرض رؤيتها لتحقيق مصالحها
■ بداية، هل تتغير موازين القوى في العالم لصالح القطب الواحد أم ما زال للقوى الكبرى دور مؤثر؟
- العالم يشهد حالة حراك، والولايات المتحدة الأمريكية تسعى أن تكون موجودة وحيدة على قمة العالم لأطول فترة ممكنة، لكن هذا لا يعنى أن الآخرين متجمدون، الصين تتحرك حتى وإن كانت تناور قليلاً وتتفق قليلاً، وتطور من أدواتها، لكن أتوقع أن الولايات المتحدة لن تستمر على قمة العالم بمفردها لفترة طويلة قادمة، والسبب فى ذلك يرجع إلى مشاكل كبيرة تعانى منها الولايات المتحدة داخلياً وخارجياً رغم ما تمتلكه من قوة مفرطة، هناك قوى تتنامى مثل الصين، وهناك أيضاً قوى رفض أخرى وهى دول الجنوب. مشاكل الولايات المتحدة الداخلية تنحصر فى عدم تماسك الداخل كما كان من قبل، والقرارات التى اتخذها الرئيس ترامب مؤخرًا تسرّع من زيادة حالة الانقسام الشديد فى الرأى، كذلك الارتفاع فى المديونية الداخلية؛ على الرغم من أن قراراته فى هذا الشأن من أجل تحسين الوضع الاقتصادى إلا أنها قرارات غير فاعلة؛ منذ تولى الرئيس ترامب ولايته الثانية اتخذ عدة قرارات إما تراجع عنها أو جنّبها أو أجّلها، بالتالى إذا كانت القرارات فاعلة فلماذا لا تستطيع الولايات المتحدة تنفيذها، ومن ثمّ يوجد توجه نحو تغيير طبيعة النظام الأمريكى فعلياً داخل الولايات المتحدة؛ وهذا ما يقوله الحزب الديمقراطى هناك؛ مما يترتب عليه أننا سنرى اتجاهات رفض كثيرة لما يحدث هناك، وكذلك تسريعا لعملية تطور على عدة مراحل.
◄ صورة باهتة
■ كيف تفسرين ردود أفعال دول العالم على قرارات الإدارة الأمريكية الحالية؟
- لقد انعكست مشاكل الداخل الأمريكى على علاقة الولايات المتحدة بدول العالم، كما انعكست على ما تقدمه فعلياً لدول الجنوب. بمعنى أن الشعارات الأمريكية البراقة كالديمقراطية وحقوق الإنسان لا وجود فعلى لها على أرض الواقع، بل نرى أحياناً انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان داخل وخارج الولايات المتحدة، كذلك هناك الكيل بمكيالين إذن عن أى ديمقراطية يتحدثون؟ . التناقض الذى تفعله الولايات المتحدة ما بين أنها تقدم شعارات تبدو براقة إلا أن سياستها على الأرض مختلفة تماماً يجعل صورة الولايات المتحدة تبدو باهتة والدليل بالحديث عن الجنوب هنا لا أشير للدول العربية والإسلامية فقط بل أى من دول الجنوب تأخذ كلام الولايات المتحدة باعتباره أن له مصداقية وثقة مطلقة! على الطرف الآخر الصين مازالت تعلن أنها لن تتدخل فى الشئون الداخلية للدول وهذا ما يجعلنا أحياناً نأمل منها أن تأخذ مواقف واضحة، لكنها تعمل فى منطقة المصالح المشتركة بينها وبين أى أحد وهذا يجعل صورتها مقبولة، وكونها قادرة على أن تنزل بمستويات مشروعاتها وأفكارها إلى الأرض يجعل منها الأقرب فى التعامل وفى نفس الوقت هى تزيد قدرتها بالمنافسة مع الولايات المتحدة. المحاولات التى تفعلها الولايات المتحدة لمنع الصين أن تكون قطباً مثلها فى رأيى أنها ممكن أن تبطئ من حركة الصين قليلاً لكنها لن تمنعها.
■ د. دلال محمود السيد
■ ما التغييرات التي ينتظرها العالم وسط هذه الهيمنة الأمريكية؟
- بدأنا نرى كثيرا من الدول تدخل فى تحد للإدارة الأمريكية، فعندما طلبت الولايات المتحدة تهجير الفلسطينيين كان الرفض هو الرد؛ وإذا حدث هذا فى التسعينيات كان الرفض سيكون هو نفس الرد، لكن رد الفعل الأمريكى كان سيكون بفرض عقوبات لأن الولايات المتحدة كانت أكثر قوة ولم يكن لها منافس آنذاك. إسرائيل نفسها تتحدى أمريكا لأنها عندما طلبت منها إنهاء الحرب، حتى ولو كانت هذه مجرد تمثيلية؛ إلا أنها لم تستجب. فيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية الولايات المتحدة كانت تساعد أوكرانيا منذ بداية الحرب لكنها لم تستطع إنهاءها وعندما استلم ترامب ولايته الثانية أعلن أنه سينهى حرب أوكرنيا لكن نفاجأ بالمقابلة الشهيرة لترامب وزيلينسكى فى البيت الأبيض، وأخيراً مكالمة طويلة مع بوتين لم يعرف أحد ما دار بها إلا أن الولايات المتحدة أعلنت لحفظ ماء الوجه أن الطرفين مستعدان لوقف القتال. إذن لم تعد أمريكا تأمر فتطاع بل أصبح الطرف الآخر يريد أن يناقش، كما فعلت الدول الأوروبية فى موضوع الرسوم الجمركية عندما أعلنت رفضها لتلك الزيادة وقررت أن تأخذ إجراءات حماية لنفسها. ومن ثم الولايات المتحدة أصبحت لا تستطيع فرض الهيمنة والسيطرة مثل ذى قبل.
المتغير الاقتصادى
■ هل ترين أننا أمام شكل جديد للسياسة الدولية؟
- ليس بالضبط، هناك موضوعات تفرض نفسها على الساحة بمعنى المعتاد تاريخياً أن التغيرات الأمنية وشكل الصراعات والحروب يعيد تشكيل العالم وهذا حقيقى، لكن اليوم يوجد تغير آخر أكثر قوة فى التأثير وهو التغير الاقتصادى، الجميع يبحث ليس فقط عن الثروة ولكن كيف يستطيع أن يستمر دون أن يفقد موارد، لذلك عندما نرى الولايات المتحدة تساوم أوكرانيا فهى تساوم على المعادن النادرة، وتركيا تتحدث فى منطقة الخليج عن الطاقة، أما المشروع الرئيسى الذى أدخل الصين لعالم الجنوب فهو مشروع الحزام والطريق، أيضاً روسيا يتم الضغط عليها بالعقوبات لأن العقوبات أثرت بالفعل على اقتصادها، هذا فيما يخص التغير الاقتصادى. أما على مستويات الشعوب فتوجد مشاكل تؤثر فى دول العالم أكثر من ذى قبل مثل المياه والطاقة والزراعة خاصة فى وجود ظواهر مثل الاحتباس الحرارى الذى سيغير شكل توزيعات السكان حيث توجد بعض الدراسات التى تؤكد أن أكثر الأماكن المرشحة لظاهرة التصحر هى إفريقيا مما سيترتب عليه أن توزيع السكان فى هذه المنطقة سيتغير بالتالى أرى أن المتغير الاقتصادى أصبح متغيرا حاكما لكل شىء.
■ إذن كيف يلعب المتغير الاقتصادي الدور الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في غزة؟
- فكرة الاستيلاء على الطاقة فى غزة لصالح إسرائيل ليست بعيدة، بل إن جزءا كبيرا فى تحرك إسرائيل داخل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد كان لتأمين المياه وتأمين الحدود المباشرة لها. إسرائيل لها أطماع فى غزة ليس فقط من أجل أحلامها الشيفونية بل بسبب إطلالة غزة على شرق المتوسط، كما أنها تملك إمكانيات سياحية هائلة إذا استفادت منها إسرائيل، وهذا ما أكدته تعليقات ترامب أنه يريد أن يجعل من غزة «ريفيرا الشرق». إذن توجد هنا رؤية للمكان وهى مرتبطة بالاعتبارات الاقتصادية فى جزء منها، هذا بالإضافة إذا تمكنت إسرائيل من تهجير سكان غزة إلى خارج القطاع ستوسع بذلك المستوطنات، بالتالى هذا سيعطيها إمكانيات أنها تكون منطقة مستقرة على استثمارات داخلية وبالتالى لن تكون خائفة من عمليات مقاومة، ومن ثم شكل العالم يتغير لأن الاقتصاد أصبح حاكماً لكل شىء.
◄ اقرأ أيضًا | نواب إيرانيين: الولايات المتحدة ليست جادة في المحادثات النووية مع طهران
■ هل يمكن أن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لقبول الحق الفلسطيني بقيام دولة فلسطينية؟
- ما يعرف عن إستراتيجية الولايات المتحدة أن لها هدفا تسعى إليه بخطة (أ) إذا لم تنجح تلجأ للخطة (ب). فى الإدارة الأولى لترامب 2017 - 2020 قدم ما عرف ب «صفقة القرن» التى كانت تتضمن خروج الفلسطينيين من غزة نظير الحصول على مبالغ مالية، وكانت إجراءات ترامب التى اتخذها آنذاك تؤكد على ذلك ومنها أن الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التى اعترفت بالقدس عاصمة كاملة لإسرائيل، وذلك لأن القدس إحدى القضايا الخلافية، وبالتالى لم يكن مجيئه من أجل عمل تسوية بل من أجل تصفية القضية. هذا التوجه ما زال موجوداً لكن نراه اليوم بصورة مختلفة حيث إن إسرائيل تستخدم القوة العسكرية وتكتفى الولايات المتحدة أن تعلن رفض أسلوب إسرائيل لكن بدون اتخاذ أى إجراء فعلى.
■ لكن ماذا إذا كان هناك ضغط مصري ودولي.. ألن تتراجع الولايات المتحدة عن مخطط التهجير؟
- الضغط الدولى لم يحقق شيئاً منذ أكتوبر 2023. المطلوب ضغط فعلى لذلك كنت أتمنى أن الدول التى توسم ترامب أن مصلحة الولايات معها أن تسهم فى هذا الأمر، بمعنى ربما لو كان تم ربط الاستثمارات مع الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار كان من الممكن أن يحرك شيئا، لكن سأتكلم بواقعية متشائمة ما هى أوراق الضغط الموجودة على إسرائيل أو على أمريكا لكى تضغط على إسرائيل؟ لا شيء. أرى أن إسرائيل لها أهداف لكنها لن تسطيع أن تحققها كاملة لأن المقاومة هى روح الشعب الفلسطينى، لكن ربما تكتفى إسرائيل باستقطاع أغلب القطاع وتحتفظ بجزء من السكان، وربما أيضاً أن الضغط داخل إسرائيل يجبر الحكومة الإسرائيلية على إنهاء العمل العسكرى. الكل يعلم أن نتنياهو وأعضاء حكومته يريدون المكوث فى الحكم حتى 2026 لاستكمال مدتهم سواء أكان السبب هروب نتنياهو من قضايا الفساد لديه أم استمرارا للتواجد فى السلطة، لكن استمرار الحرب دافع لهم لتحقيق إنجاز واضح حتى تستمر الحكومة أو تؤجل الانتخابات فتظل الحكومة فى السلطة لأطول فترة ممكنة. لكن الحديث عن أن المجتمع الدولى يخطو خطوة لا أعتقد ولكنى أتمنى أن الدول الأوروبية تضغط على مجلس الأمن لإصدار قرار يدين إسرائيل إنسانيًا بدون فيتو.
◄ حروب نفسية
■ وسط هذه التغيرات الكبرى كيف ترين التحديات التى تواجه العالم العربي؟
- يوجد تحد أزلى وهو عدم العدالة. القوة لغة العلاقات الدولية والدولة الأقوى هى التى تفرض رؤيتها لتحقيق مصالحها. هذا تحد رئيسى ومستمر، كذلك المشاكل التى يعانى منها العالم مثلما تحدثت عن الاقتصاد وهو أمر مهم خصوصاً الموارد الطبيعية فمع ضعط البشر ومحدودية الموارد، تصبح التنافسية أكبر وأصعب إلا أنه يوجد أيضاً قضايا الفكر المسيطر على دول العالم الآن أو النظام الدولى. فى مرحلة الحرب العالمية الأولى والثانية كان الاستعمار هو ما يتنافس عليه الدول الكبيرة آنذاك، أما أثناء الحرب الباردة كانت لدينا الاشتراكية والليبرالية، إذن هل ما زالت الفواصل الواضحة ما بين ما هو ليبرالى واشتراكى، أم الذى يدبر القصة هو الفكر الخاص بالمصالح وأطماع الدول؟ كنا من قبل نعرف من سيفعل ماذا، لكن اليوم كل الحسابات مفتوحة.. اقتصادية وعسكرية، إنما تأثير الإعلام فى شكل الحروب هذا هو الجديد لقد أصبحنا نواجه حربا نفسية وحربا إعلامية تفتت الفكر ولا تقدم أى فكر جديد.
■ ما ملامح مستقبل المنطقة العربية في ظل وجود العديد من الملفات المشتعلة؟
- في ظل وجود حروب بالمنطقة العربية مثل الوضع فى اليمن الذى مازال غير مستقر، كذلك الوضع فى ليبيا أيضاً غير مستقر ومتوتر، أما الوضع فى السودان فهو على أشده وهذا بالتزامن مع أزمات سياسية فى العراق، وأزمات سياسية فى لبنان، سوريا يعاد بناؤها وهيكلتها، والسؤال هنا: هل النظام الانتقالى سيظل يحاول أن يظهر الاعتدال أم ينتظر حتى يتمكن فيظهر الوجه الأصلى، فى الصومال يتكون بها نموذج شبه هيئة تحرير الشام حيث إن حركة الشباب السنية تتجه أن تقوم بوظائف الدولة بمعنى أنها من تعطى وظائف العمل بينما الحكومة الصومالية أضعف، جيبوتى بها العديد من القواعد العسكرية.. إذن نحن لدينا بالمنطقة صراعات قابلة للتمدد. على المستوى الداخلى كم دولة عربية بالمنطقة لا توجد عندها مشاكل جسيمة؟ ومن ثم المنطقة العربية بحكم موقعها الجغرافى، وقيمتها، ومواردها، وإطلالتها على الممرات البحرية التجارية الأهم فى العالم.. هى موضع دائم لتتعرض لتدخلات مباشرة وغير مباشرة؛ بالإضافة إلى أن بها مشاكل هيكلية وعميقة جدا ليست وليدة اليوم.. وهنا أتطرق بالحديث إلى «سايكس بيكو» حيث كان يراعى فيها ألا تسير الحدود الطبيعية والديموغرافية مع الحدود السياسية، بالتالى التعامل السطحى معها يؤجلها لكن انفجار هذه الصراعات شيء وارد.
◄ مشروع تنموي
■ كيف يمكن لمصر أن تعبر التحديات الإقليمية والدولية الصعبة التي تواجهها؟
- نحن لدينا مشروع تنموى بدأناه فى 2014 وتجسد فى 2015 وهو التنمية المستدامة وكنا نتمنى أن نفرغ كل طاقتنا للداخل حتى يؤتى المشروع ثماره، لكن الدولة المصرية اليوم تحاول أن تكمل نفس المشروع ربما يكون بإيقاع أبطأ من الذى كان مخططا له لكن كون أنها لم تتوقف فهذا إنجاز. يكفينا أن مصر فى جائحة كورونا كانت الدولة الوحيدة فى المنطقة التى حققت معدل نمو إيجابيا 2% على الرغم أننا كنا نخطط لنمو 4% إلا أن النتيجة ليست سيئة. الضغط الاقتصادى على الداخل كبير، والدولة تحاول أن تستوعب رد الفعل الشعبى على ارتفاع الأسعار ربما بسياسات متفرقة، لكن بصفة عامة الدولة تسير فى طريق مشروعها.
■ هذا بالنسبة للشأن الداخلى.. لكن ماذا عن تعاملات مصر على المستوى الخارجي؟
- على المستوى الخارجى مصر تتحرك على ثلاثة مستويات: مستوى التعامل مع صراعات وأزمات المنطقة، ومستوى إدارة العلاقات الخارجية، ومستوى توازنات القوى العالمية. على مستوى التعامل مع صراعات وأزمات المنطقة.. مصر تبنى سياستها ومواقفها ربما ليست الأسرع ولكنها الأكثر ثباتاً بمعنى مع حدوث أى أزمة مصر تسارع برد مدروس لا يتغير، وذلك عكس دول تغير من مواقفها كثيرا كما أن ثبات مصر على مواقفها يحول دون المزايدات على مصر. أما على مستوى إدارة العلاقات الخارجية.. فمصر بعد 2011 تعلمت ألا تلقى بثقلها على دولة واحدة من الدول الكبرى ورأينا موقف الولايات المتحدة معنا وأنها هددت فى وقت من الأوقات أنها تأتى على السواحل المصرية بقطع الأسطول الأمريكى، وأنها مستعدة أن تدخل لتفرض نظاما معينا. مصر تعلمت من هذا الدرس وتعاملت مع الولايات المتحدة، ووطدت علاقتها مع روسيا وكذلك الصين. إذن مصر تعمل بفكرة المناورات السياسية وإدارة العلاقات الخارجية لمصر تقوم على التنوع وهذا ما أكد عليه الرئيس السيسى فى خطابه عند توليه إدارة الفترة الحالية أنه لا بد من الحفاظ على التوازن الاستراتيجى.
■ مصر حليف استراتيجي للولايات المتحدة.. كيف ترين طبيعة العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة ؟
- الطرفان حريصان على استقرار العلاقات الدافئة بينهما، العلاقات الإستراتيجية هى أقوى جزء فى العلاقات المصرية الأمريكية، إنها الجزء الأمنى والدليل أنه مع تغيير كل قيادات الأسطول المركزى الموجود فى المحيط الهندى فالدولة الأولى التى يحرصون على زيارتها هى مصر، كذلك مناورات النجم الساطع قائمة ومستمرة، إذن يوجد حرص كامل على صعيد التنسيق الأمنى.
■ كيف تدير مصر ملف التوازنات مع كل من حولها؟
- من قواعد الدبلوماسية المصرية غير المكتوبة أن مصر عندما ترى أن هناك ترتيبا فى دولة من حولها لا بد أن تشارك فيه، وهذا ليس معناه أن تلك المشاركة فى أى مؤتمر أو منظمة لا بد وأن تكون فاعلة بل من باب ألا تكون بعيدة عن المشهد، وبما أن مصر جزء من التوازنات لا بد أن تكون حاضرة وليست منغمسة فى شئون من حولها. مصر اليوم ليست هى مصر عبد الناصر؛ عندما ذهبت إلى الجزائر والعراق واليمن لأنها آنذاك كانت قيادة فاعلة؛ أما اليوم فعندما تحافظ مصر على مصالحها هذا إنجاز، وأن تحرص على استكمال مشروعها التنموى الداخلى على بطئه هذا إنجاز بالتالى لا أستطيع أن أقيس اليوم بمعايير الأمس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.