لعبت دبلوماسية الطعام على مر التاريخ القديم والحديث دوراً بارزاً فى تقوية أواصر التقارب بين الشعوب وتلطيف الأجواء السياسية ، وأصبح مصطلح « دبلوماسية الطعام « وسيلة لتعزيز العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية بين الدول، بل أضحت تلك الدبلوماسية بداية لفتح صفحاتٍ جديدة وتقوية العلاقات الثنائية وفتح أفق تعاون مشترك وبناء استراتيجيات لدعم أواصر التقارب المشترك . مصر نموذج بناء فى «دبلوماسية الطعام» حيث اشتهرت أرض المحروسة على مر تاريخها بتقديم أشهى المأكولات الشعبية والمُحببة للضيوف من جميع دول العالم ، حتى حظى طبق الطعام المصرى بحفاوة وتقدير لعدد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات وكبار الشخصيات السياسية ونجوم الفن والكرة وكبار المشاهير فى العالم ، وأصبح الطعام المصرى أداة جذب ثقافية وسياحية قبل أن يكون جسراً لبناء علاقات دبلوماسية أكثر متانة مما سبق والزيارات السياسية من زعماء العالم لمصر وتناولهم الأطعمة المصرية الشعبية خير دليل على تعزيز صورة مصر الإيجابية فى الخارج . من طبق «الكشرى» ووجبة الفول إلى مطاعم ومقاهى خان الخليلى .. كان الزمان والتاريخ شهوداً على دبلوماسية جديدة عبر عنها رؤساء وزعماء وسياسيون كبار على أن دبلوماسية الطعام أصبحت أداة فعالة فى ترسيخ العلاقات الدولية. حرص عباس عراقجى وزير خارجية إيران ، خلال زيارته لمصر، على تناول العشاء بمطعم نجيب محفوظ بمنطقة خان الخليلى بعدما أدى صلاة المغرب فى مسجد الحسين ، حيث كان المشهد أكثر توافقاً عندما دار الحديث عن مستقبل العلاقات المصرية - الإيرانية بين وزير الخارجية الإيرانى من جانب وثلاثة وزراء خارجية مصريين سابقين من جانب آخر ،هم : عمرو موسى ، ونبيل فهمى ، ومحمد العرابى ، حيث عبر وزير الخارجية الإيرانى فى تغريدة كتبها عبر حسابه الرسمى على منصة «إكس» باللغة العربية عن امتنانه بزيارته إلى مصر وسعادته بتواجده فى القاهرة مرةً أخرى. المطعم الذى استضاف الرئيس عبدالفتاح السيسي، نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون فيه، كان حديث العالم بعدما تناولا العشاء فى داخله ، حيث ظهر الرئيسان على مائدة ثنائية، ودار بينهما حديث ودي، بينما يجرى تجهيز أطباق الطعام، فى مشهد تناقلته وسائل الإعلام الأجنبية. كما سبق وزار الرئيس الأمريكى الراحل جورج بوش الأب، والرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى وكاتالين نوفاك رئيسة دولة المجر وعدد من الشخصيات السياسية الأجنبية مطاعم مصرية شهيرة. كما أشاد الرئيس الصينى شى جين بينج ، أثناء زيارته لمصر فى 2016، بالمطبخ المصرى حيث تم تنظيم حفل عشاء رسمى على الطراز المصرى تضمن أطباقًا مثل: الطاجن والكوارع ، كما تناول الملك تشارلز ملك بريطانيا ، عندما كان ولياً للعهد ، وجبات مصرية تقليدية خلال استضافته فى مناسبات رسمية..