فى أجواء مفعمة بالإيمان وطلب الرحمة والمغفرة تتجه قلوب المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها نحو الأراضى المقدسة وانطلاق شعائر فريضة الحج. تظل النظرة الأولى للكعبة المشرفة سواء فى الحج أو العمرة أصدق اللحظات بين العبد وربه نظرة خشوع لله عز وجل ونظرة أمل فى رحمة الله الواسعة ومغفرته الشافعة. نظرة حب لا يعلوها حب ونظرة رجاء لا يعادلها رجاء ونظرة طلب ممن لا طلب بعده فهو الأمل والغاية وهو رب الكون صاحب الحب الأعظم والرجاء المستجاب والغاية التى يطلبها ويسعى إليها كل مسلم. لازلت رغم طول السنين أتذكر المرة الأولى التى وطأت فيها قدمى بيت الله الحرام لحظة إيمانية من الصعوبة وصفها ومن المستحيل تخيلها بعد أن خصنى الله بالنداء فكم من امرئ أعد العدة وتسلح بالأموال استعدادا لرحلة العمر لكن لن يأتيه النداء. فى أوائل تسعينيات القرن الماضى كنت قد تسلمت العمل لتوى فى الشركة السعودية للأبحاث والنشر فى مدينة جدة ولم يخطر ببالى حج هذا العام فإذا بزملاء العمل يخبرونى بأن هناك حملة للحج الداخلى ينظمها مصرى مقيم فى السعودية اسمه أبو هاشم.. وعلى الفور اتصلنا بأبو هاشم وطلعنا الحج بمبلغ زهيد فى وقتها ألف ريال. لم تكن الخدمات فى المشاعر المقدسة قد تطورت للحد الذى وصلت إليه هذه الأيام وكانت رحلة شاقة لكنها ظلت محببة إلى نفسى وقابعة فى ذاكرتى رغم تكرارى لفريضة الحج عدة مرات وسرها «النظرة الأولى» لبيت الله الحرام. وأنا أتذكر تلك الأيام المباركة أدعو لزوار بيت الله الحرام بالسلامة والسداد وأن يكون حجهم مبرورا ومقبولا وأن يمر موسم الحج بسلام وأمان وأن يعودون لأهلهم وذويهم سالمين غانمين. ساعات ويصعد حجاج بيت الله إلى جبل عرفات الركن الأعظم من الحج فهنيئا لهم وعقبالنا يارب العالمين.. اللهم تقبل دعاءنا واستجب لرجائنا واحفظ مصرنا الغالية من كل شر وسوء.. وكل عام ومصر وأهلها وقيادتها وجيشها الباسل وشرطتها الساهرة بكل خير وسلام.