المنيا : حمد الترهونى في مشهد مأساوي، هز قلوب أهالي مركز أبو قرقاص، بمحافظة المنيا، لقي شاب مصرعه، بعدما حاول الدفاع عن نفسه، وعن أسرته، أمام منزله، من مجموعة أشخاص، بسبب خصومة ثأرية، لم يكن طرفًا فيها سوى أنها كانت في عائلته، والأغرب، أن الواقعة حدثت ظهرًا، أمام أعين المارة، ولم يتدخل أحد للدفاع عنه، ليموت بسبب جهل وغدر هؤلاء الذين يتخذون الثأر طريقًا في حياتهم، وعدم الاعتراف بقصاص القانون، والنهاية أن دفع المجني عليه الثمن حياته تاركًا أرملة وأطفال أيتام، دون سند ولا معيل، تفاصيل أكثر في السطور التالية. فزع أهالي منطقة أبو قرقاص البلد، التابعة لمركز أبو قرقاص، جنوبي محافظة المنيا، صباح يوم الأربعاء، بسبب صراخ هز أركان المنطقة بأكملها، وجريمة قتل راح ضحيتها شاب ثلاثيني، في تجدد خصومة ثأرية بين عائلتين، مر عليها عامين. تفاصيل بكلمات مؤثرة وصوت مبحوح، ودموع تنهمر من عينيه، يحكي محمد خلف، نيب الضحية قائلا: «صدام كان أخا لي مش مجرد نسيبي، مكافح ومسالم وفي حاله، ولا توجد لديه أي خصومات، راح ضحية الجهل، كان يتسم بدماثة الخلق، يعمل موظفا، ترك قريته من عدة سنوات، بحكم عمله، وقتها حدثت مشكلة بين أبناء عمومته، وأحد الأشخاص، وصلت إلى حد وقوع جريمة قتل، ارتكبها أولاد عمه، واليوم، صدام يموت بسبب الثأر، رغم أنه ليس له علاقة بالواقعة من الأساس، وكان بعيدا كل البعد عنها». وأضاف: «لكن عديمي الضمير، اللي مفيش في قلوبهم رحمة، ولا يعرفوا ربنا، قتلوا جوز اختي، قدام الناس كلها، بعد خروجه من المنزل، الكل شافه وهو مرمي على الأرض غرقان في دمه، والناس خايفة تدافع عنه، من بطش الجناة، صدام طيب وغلبان، ومش بتاع مشكلات، وكان ناوي يحج بيت الله الأيام اللي جاية، وإحنا مش عايزين غير حقه». أما زوجته فقد انهمرت في البكاء قائلة: منهم لله قتلوا جوزى قدام عنيا، جوزى راجل غلبان اتقتل على مرأى من الناس أمام منزله دون رحمة، مش عارفة أعيش جوزى اتقتل وشفت دماءه تسيل على الأرض، عايزه حقه، بحكم القضاء الذي انتظره بفارغ الصبر»، بهذه الكلمات روت ربه منزل، قصة مقتل زوجها على يد 7 أشخاص، عقب خروجه من المنزل ذاهبًا الى المسجد . وعن تفاصيل ما حدث يومها، تحكي زوجة صدام قائلة: «كان جوزي وأخويا وأبويا، انسان بسيط، وحياته كلها في طاعة الله، والسعي في عمله عشان أسرته، يوم الحادثة خرج ليصلى صلاة الظهر، في مسجد جنب البيت، ومن وقت ما خرج وقلبي كان مقبوض، كنت حاسة بحاجة غريبة، وعشان كده طلبت من ابنى إن يروح معاه الجامع، لكن صدام رفض». وتضيف الزوجة؛ أنه عقب خروجه من باب المنزل مباشرة، كبل المتهم زوجها وذبحه بمطواة، وأنها سمعت صوت صراخ من الأهالي يرددون «حرام عليكم»، حينها خرجت مسرعة إلى الشارع، ووجدت زوجها ملقى على الأرض غارقًا في دمه، وقتها صرخت بكل ما أوتيت من قوة، لكن المتهم، هددها بالمطواة، وبعد أن هرب من الشارع، خوفا من بطش الأهالي به، أسرعوا به إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه، لكنه كان قد فارق الحياة. كم أشارت إلى انه بعد وقوع الجريمة، تم كسر باب المنزل، وقام المتهم ومعه أعوانه، والذين كانوا 8 أشخاص، باقتحام المنزل، وسرقة «هارد» كاميرات المراقبة، لإخفاء الجريمة. كردون أمني وأشار أحد شهود العيان، أن قوات الأمن فرضت كردونًا أمنيًا مكبرًا، حول مداخل ومخارج المنطقة، لاحتواء الموقف، وللقيام بفصل العائلتين المتخاصمتين. ونقلت الجثة إلى المستشفى، وأودعت بالمشرحة، وسط حزن كل أهالي المنطقة، الذين شهدوا حادث مقتل صدام، وهو في طريقه إلى صلاة الظهر بالمسجد. وفي سياق متصل، تعود بداية أحداث الواقعة، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بالمنيا، بلاغًا يفيد بنشوب مشاجرة في منطقة أبو قرقاص البلد، بدائرة قسم أبو قرقاص، ووجود قتيل في موقع الحادث. وبالانتقال والفحص، تبين أن المجني عليه شاب يُدعى «صدام حسني، يبلغ من العمر 36 عاما، قتل على يد مجموعة من الأشخاص بطعنة نافذة في القلب والرأس. وتمكنت قوات الأمن من ضبط أحد المتهمين، الذي أقر بارتكاب الواقعة، واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة، وتحرر محضر بالواقعة، تحت رقم 1874 إداري المركز، وبعد إحالته إلى النيابة العامة لتتولى التحقيق، أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وتشريح الجثة قبل دفنها لبيان سبب الوفاة، وسرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة، وضبط باقي المتهمين والسلاح المستخدم في الجريمة. اقرأ أيضا: بسبب الثأر.. مصرع شاب بطلقات نارية في قنا