فى مشهد دموى يعكس طبيعة هذه المناطق بوصفها مصائد موت جماعى وليست نقاط إغاثة إنسانية، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلى صباح أمس مجزرة جديدة مروعة بحق المدنيين المحتشدين فى المنطقة المخصصة لتوزيع المساعدات فى رفح جنوب قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينيًا وإصابة 120، تزامنا مع استعداد جيش الاحتلال لتوسيع عملياته العسكرية فى مناطق جديدة بغزة. وقالت مصادر محلية إن آلاف المواطنين توجهوا فجر أمس إلى مراكز توزيع المساعدات حينما بدأت الدبابات والآليات الإسرائيلية بفتح نيرانها الرشاشة والثقيلة تجاه التجمعات، فيما أطلقت طائرات كواد كابتر إسرائيلية النار على جموع الفلسطينيين. اقرأ أيضًا | الأممالمتحدة: الوضع الكارثي في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب وأوضحت المصادر أن معظم الشهداء الذين تم نقلهم إلى مستشفى اللجنة الدولية للصليب الأحمر غربى مدينة رفح تم نقلهم على «عربات كارو»، مشددة على أن «الوضع خطير جدًّا». وأشارت مصادر طبية إلى أن معظم الاصابات فى الرأس والصدر وهذه دلالة على أن قوات الاحتلال كانت تتعمد إيقاع أكبر عدد ممكن من الشهداء والمصابين فى هذا القصف. وقال عناصر الإسعاف إن هناك عشرات الشهداء على الأرض لم تستطع الفرق الوصول إليهم. وقال المكتب الإعلامى الحكومى بغزة ان الاحتلال الإسرائيلى نصب كميناً دموياً عند جسر وادى غزة واستدرج آلاف المُجوَّعين وأطلق النار عليهم ويقتل ويصيب ويحاصر عشرات المواطنين. ووصف المكتب الإعلامى أن جريمة الاحتلال الجديدة دليل إضافى على مضيه فى تنفيذ خطة إبادة جماعية من خلال التجويع. وأضاف المكتب الإعلامى أن عدد الشهداء فى مواقع توزيع المساعدات ارتفع إلى 39 شهيدًا وأكثر من 220 مصابًا خلال أقل من أسبوع. وأكد المكتب الإعلامى على أن العالم أجمع أن ما يجرى هو استخدام ممنهج وخبيث للمساعدات كأداة حرب، تُوظف لابتزاز المدنيين الجوعى وتجميعهم قسرًا فى نقاط قتل مكشوفة. وقال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة فى غزة إن مراكز توزيع المساعدات أصبحت فخًا لقتل سكان القطاع. من جهتها، قالت أطباء بلا حدود إن إسرائيل تستخدم المساعدات أداة لتهجير السكان قسرا ضمن ما يبدو أنها إستراتيجية للتطهير العرقي. بدوره، قال حماس إن الاحتلال يستخدم مراكز تحت سيطرته كمصائد لاستدراج الجوعى الأبرياء ويمارس أبشع صور القتل والإذلال. وحمل حماس الاحتلال ومعه الإدارة الأمريكية مسؤولية المجازر فى مواقع تنفيذ الآلية الاحتلالية لتوزيع المساعدات. فى غضون ذلك، أشار تقرير لهيئة البث الإسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال يستعد لتصعيد العمليات العسكرية فى قطاع غزة، خاصة فى المنطقة الشمالية، متذرعًا بما وصفته حكومة الاحتلال رفض حركة حماس اقتراح المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار، وهى الخطوة التى اعتبرتها أيضًا بمثابة رفض للمشاركة فى عملية التفاوض. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إنه «فى حين وافقت إسرائيل على إطار عمل ويتكوف المُحدّث لإطلاق سراح محتجزينا، تُصرّ حماس على رفضها. وأضاف: كما قال ويتكوف، فإن ردّ حماس غير مقبول بتاتًا ويُمثّل خطوة إلى الوراء، وستواصل إسرائيل جهودها لإعادة المحتجزين وهزيمة الحركة. من جهته، أعلن وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير رفضه مقترح المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشأن غزة، معربًا عن معارضته الشديدة لما ورد فيه. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن «بن غفير»، قوله إن «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أخطأ بالموافقة على المقترح الأمريكي»، مشيرًا إلى أن أى وقف لإطلاق النار سيمنح حركة «حماس» فرصة لإعادة التسلح. وأضاف أن «ما يجب فعله هو القضاء عليهم، لا منحهم وقتًا للترتيب من جديد». ودعا بن غفير حكومته إلى تكثيف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة بكل قوة. فى المقابل، قال باسم نعيم القيادى فى حركة حماس إن الحركة لم ترفض اقتراح وقف إطلاق النار الذى قدمه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط. وأضاف: «نحن لم نرفض مقترح السيد ويتكوف، نحن توافقنا مع السيد ويتكوف على مقترح وأعتبره مقبولا كمقترح للتفاوض وجاءنا برد الطرف الآخر عليه، وكان لا يتفق مع أى بند مما توافقنا عليه. وأوضح نعيم إن الحركة تعاملت بإيجابية ومسئولية عالية وردت عليه، بما يحقق تطلعات الشعب، لماذا يعتبر الرد الإسرائيلى هو الرد الوحيد للتفاوض عليه، فهذا يخالف النزاهة والعدالة فى الوساطة، ويشكل انحيازًا كاملًا للطرف الآخر.