الخبراء: عدم ظهور مرض «اللفحة أوالندوة المتأخرة» الوبائى نهائياً فى جميع المحافظات المزارعون: دعم الدولة سر التميز بتوفير تقاوى نظيفة بسعر مناسب 20 طناً متوسط إنتاج الفدان الواحد والكيلو3- 4 جنيهات فى الأرض طفرة غير مسبوقة ، فى إنتاج البطاطس هذا العام، حيث أشيرت التقديرات إلى متوسط إنتاج الفدان الواحد يصل 20 طناً ، «الأخبار» فى هذا التحقيق، ترصد أسباب هذا التميز الواضح لموسم إنتاج البطاطس ، من خلال لقاءات المزارعين والمسئولين والخبراء ، وتستعرض انعكاسات ذلك على أسعار البطاطس داخلياً ، وزيادة حجم الصادرات.. يعد محصول البطاطس أحد المحاصيل الغذائية الرئيسية بالعالم حيث تحتل المركز الرابع بعد القمح الذرة والأرز، كما تعتبر الغذاء الرئيسى فكثير من المناطق لتعدد الظروف الجوية والأرضية التتنموفيها، وتنتشر زراعة البطاطس فمصر على نطاق واسع إذ يزرع منها سنوياً حوالى 325 ألف فدان موزعة على ثلاث عروات (صيفية - خريفية - شتوية) للاستهلاك المحلى والتصدير وتنتشر زراعة البطاطس. محافظة البحيرة تعد من أكبر المحافظات الزراعية على مستوى الجمهورية بإجمالى 1٫9 مليون فدان وتضم 630 جمعية زراعية، حيث زرعت محافظة البحيرة خلال عام 2024 مساحة عدد 87530 فداناً من محصول البطاطس خلال العروات الثلاثة بإجمالى الإنتاج 1٫141٫514 طن وذلك لأن محافظة البحيرة لديها العديد من المقومات الزراعية مثل الأراضى الخصبة والأيدى العاملة المدربة والتى تؤهلها لتكون رائدة فى مجال التنمية الزراعية، مشيرة إلى أن المحافظة تتميز بإنتاج أجود أنواع المحاصيل الزراعية ما يسهم بشكل مباشر فى دفع عجلة التنمية الزراعية من خلال الصادرات الزراعية ودعم الاقتصاد الوطنى بالاحتياطى النقدى. تقاوى بسعر مخفض أكد سامح كمال محمود مرعى ومحمد على السمان وحسام حمروش وخالد أحمد حافظ: مزارعون بطاطس بمنطقة أبيس، على زيادة إنتاجية محصول البطاطس لكل فدان وارتفاع جودته هذا الموسم مقارنة بالأعوام السابقة وذلك بسبب توفير الدولة تقاوى البطاطس بجودة عالية وسعر مناسب مقارنة بالعام الماضى ،حيث تم شراء سعر شيكارة التقاوى هذا العام بسعر 5000 جنيه مقارنة بالعام السابق التى وصلت 8000 جنيه مما شجع جميع المزارعين على زراعة محصول البطاطس فكانت المساحات المزروعة بمحصول البطاطس هذا الموسم كبيرة جدا ، وبالتالجاءت الكميات المنتجة كبيرة جداً مما خفض سعرها محلياً ،حيث يتم بيع كيلوالبطاطس من الأرض 3 جنيهات مما حقق خسائر كبيرة للمزارعين بسبب انخفاض سعر البيع وارتفاع أسعار تكلفة الزراعة المتمثلة فى الرى والمخصبات والأسمدة وأجور العمالة ومصاريف النقل. إنتاجية عالية وقال السيد غنيوه : عضومجلس إدارة الجمعية العامة لاستصلاح الأراضوعضوالجمعية المشتركة الزراعية بمنطقة أبيس، احنا كجمعية زراعية مشتركة وفرنا التقاوى لمحصول البطاطس للمزارعين هذا الموسم بسعر مناسب من خلال تعاقدنا مع شركة أبوالفتوح للبطاطس ووفرنا للمزارعين شيكارة التقاوى بسعر 5 آلاف جنيه والحمد لله المحصول حقق إنتاجية كبيرة ووفيرة وبجودة عالية لكن المشكلة الكبيرة لدى المزارعين هى سعر البيع ،حيث وصل سعر بيع كيلوالبطاطس من الأرض 4 جنيهات ،ويعول المزارعون على زيادة التصدير لاستيعاب الزيارة الكبيرة فالإنتاج. أسعار مخفضة وقال المهندس تامر محمد زلهف : مدير منطقة أبيس الزراعية، أولاً أنا بشكر الدولة المصرية على توفير تقاوى البطاطس بجودة عالية وأسعار مخفضة مقارنة بالعام الماضعن طريق الجمعية المركزية من قبل المراقبة العامة والتعاونيات برئاسة المهندس محمد مصطفى ،حيث يتميز محصول البطاطس هذا الموسم بجودة رائعة وإنتاجية عالية ويرجع ذلك إلى إقبال جميع المزارعين على زراعة محصول البطاطس بسبب توفير الدولة للتقاوى بسعر مناسب منخفض والذى تراوح سعر الشيكارة هذا العام من 5 إلى 6 آلاف جنيه مقارنة بالعام الماضالذى وصل فيه سعر الشيكارة فى نهاية العام إلى 16 ألف جنيه لأنها كانت تباع بسعر حر ما بين التجار والمستوردين فهذا العام الفدان الواحد أنتج حوالى 21 طناً بخلاف الأعوام السابقة وجميع المزارعين زرعوا بطاطس هذا العام بسبب توفير تقاوى نظيفة وبسعر مناسب وبكمية كبيرة. زيادة المساحة وقال أشرف صقر : تاجر بطاطس بأبوالمطامير، إن سعر بيع محصول البطاطس بيتم تحديده بناء على سعر السوق فجميع التجار يشترون من المزارعين بسعر موحد حسب الطلب والعرض لأن هدف التجار هوتحقيق هامش ربح فإذا كان الفلاح خسر هذا العام على حد قوله فإنه كسب العام الماضى من زيادة سعر بيع البطاطس مما دفع المزارعين هذا العام بزراعة كمية كبيرة من الأراضلمحصول البطاطس بسبب انخفاض سعر التقاوى والفلاح هوضحية المستوردين للتقاوى وأنه يوجد أكثر من 20 نوعاً من محصول البطاطس وأنواع محددة فقط وبمواصفات معينة ومحددة هى التى يتم تصديرها وليس كل أنواع البطاطس ويجب الرقابة على مستوردين تقاوى البطاطس حتى تصل التقاوى للفلاح بأسعار مناسبة وليست باهظة بدون استغلال حتى لا يشتكون من زيادة تكلفة ومصاريف الزراعة ويحققون هامش ربح من حصاد محصولهم وأنصح الفلاح بعدم شراء التقاوى فى أول استيرادها بل يصبر حتى يستقر أخر سعر للتقاوى حتى يشتريها بأفضل سعر . دعم فنى قال الدكتور حسنى عطية عزام : وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة ،إنه يتم تقديم كافة أوجه الدعم الفنى والمالى للمزارعين مثل توفير الأسمدة والتقاوى عالية الجودة وتنظيم دورات إرشادية من الإدارات الزراعية لزيادة إنتاجية الفدان من خلال استخدام أساليب الزراعة الحديثة ووسائل الرى الحديث .. مشيرا إلى أن مبادرة «حياة كريمة» اهتمت أيضا بدعم المزارع من خلال إنشاء المجمعات الزراعية - البيطرية المتكاملة بهدف تقديم كافة الخدمات التى يحتاجها الفلاح سواء لأرضه أولماشيته فى مكان واحد وبمستوى متميز .. حيث يشمل كل مجمع على « جمعية زراعية ووحدة إرشاد زراعى ووحدة بيطرية « وأضاف « عزام » أنه تم عمل يوم تدريبى كامل عن إنتاج البطاطس فى ظل التحديات المناخية والاقتصادية ،حيث تلاحظ أن بعض المزارعين مستواهم المعرفما بين منخفض ومتوسط بالمعارف المتعلقة بالتغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على قطاع الزراعة بصفة عامة ومحصول البطاطس بصفة خاصة ،فتم توجيه القائمين على المشروع بالتعاون مع الإرشاد الزراعى بجميع مراكز المحافظة من أجل نشر الوعى وكافة التوصيات المتعلقة بهذا الشأن من أجل الحفاظ على المحصول وزيادة الإنتاج وهذا من ضمن الأهداف الرئيسية للمشروع التى أدت إلى زيادة الإنتاجية وجودة المحصول وعدم حدوث خسائر فى محصول البطاطس وأيضا تم الإهتمام بتكثيف الندوات الإرشادية فى مجال التغيرات المناخية وتأثيرها على القطاع الزراعوالأمن الغذائوسبل التكيف مع آثارها السلبية ، ومفهوم الزراعة الذكية مناخيا وأهدافها، وأهمية تطبيق الزراعة الذكية فى القطاع الزراعي، وخطوات الزراعة الذكية وآليات التحول إلى الزراعة الذكية، وممارسات إنتاج المحاصيل الذكية مناخيا وممارسات نظم الإنتاج المتكاملة كمدخل للزراعة الذكية مناخيا، وممارسات إدارة المياه كمدخل للزراعة الذكية، وممارسات الإدارة المستدامة للتربة والأراضكمدخل للزراعة الذكية مناخياً. أكبر بورصة وقال الدكتور شعبان أبوعلقه : مدير الإدارة الزراعية بايتاى البارود، إن مركز ايتاى البارود من أشهر مراكز محافظة البحيرة فى زراعة محصول البطاطس ويوجد به أكبر بورصة لبيع التقاوى على مستوى الجمهورية وهى « بورصة التوفيقية للتقاوى » ففى البداية تتم مراقبة وفحص التقاوى من خلال لجان من إدارة فحص واعتماد التقاوى والتأكد من صلاحيتها وخلوها من أى أمراض بعد ذلك عمل ندوات إرشادية من خلال قسم الإرشاد للتوعية من خلال وجود المزارعين وشرح مفسر بداية من أنسب مواعيد الزراعة وكافة العمليات الزراعية ثم يتم التنبيه على مديرى الجمعيات لصرف حصة الأسمدة بالقدر المحدد من اللجان التنسيقية بوزارة الزراعة وتوفير كافة المخصبات والمبيدات بالجمعيات حسب احتياجات كل منطقة وبعد ذلك يتم عمل ورشة مرور من خلال أجهزة مخصصة لمتابعة الزراعات ومن أشهر قرى ايتاى البارود فى زراعة محصول البطاطس بالترتيب هى « نكلا العنب ثم منية بنى منصور ثم كفر عوامة ثم اشليمة ثم الضهرية ثم معنية » . طعام الفقراء قال الدكتور علاء الدين حسين رشدى : أستاذ الخضر بقسم البساتين بكلية الزراعة جامعة دمنهور ، إن محصول البطاطس من أقدم المحاصيل فى تاريخ البشرية وقد احتلت البطاطس منذ العديد من العقود مكانة مهمة وكبيرة خاصة فى الدول الأوروبية وتعتبر البطاطس هى طعام الفقراء ،حيث تتم زراعتها فى كافة النطاقات البيئية ويوجد أنواع وأصناف كثيرة من محصول البطاطس منها مكبرة النضج ويلزم المرور على زراعتها 100 يوم وهى « اكسنت وبربر ويارلا واكورد » ومنها نصف مكبرة النضج ويلزم المرور على زراعتها 110 أيام وهى « عجيبه وليدى أولمبياد وسبونتا وكينج إدوارد وجراتا وموناليزا واياكس » ومنها نصف مكبرة ونصف متأخرة ويلزم المرور على زراعتها 115 يوماً وهى « اجريا ودراجات وهريمس وليدى روزتيا ونيكولا » ومنها نصف متأخرة النضج ويلزم المرور على زراعتها 120 يوماً وهى « ديامونت وكاردينال وديزيزيه وفان جوخ ومارادونا وبروفينتو» ومنها متأخرة النضج ويلزم المرور على زراعتها أكثر من 120 يوماً وهى « ألفا وبركة وكارا وفاموزا ومونديال». بطاطس التصدير ومن أنواع البطاطس التى تشتهر فى التصدير وتكون تامة النضج ويطلق عليها ( المخلطة) وغير التامة النضج ويطلق عليها ( المريشه ) وهى « دايمونت وكارا وديتا وسانتيه وموناليزا » وأيضاً توجد أنواع بطاطس تستخدم فى التصنيع تصلح لاصابع محمرة «الكاردينال وفان جوخ وليدى أولمبيا وديزيرية» وأخرى تصنع تصلح لصناعة الشيبسى «ليدى روزيتا وهيرمس وسانتيه وأجريا» وتوجد أنواع تستخدم فى الاستهلاك المحلى وهى عبارة عن مجموعة من الأصناف تتفق مع ذوق المستهلك المصرى وهى «دالمونت وكارا وبركة وسانتيه وأكسنت» ويزرع محصول البطاطس على ثلاث عروات «العروة الصيفى» تزرع فى الدلتا بتقاوى مستوردة فى شهر ديسمبر، و«العروة النيلى أوالخريفى» تزرع بتقاوى معتمدة محلياً ومأخوذة من العروة الصيفى فى شهر سبتمبر ، و«العروة الشتوى» تزرع فى شمال الدلتا والساحل فى شهر نوفمبر بتقاوى معتمدة محلياً وتوجد عدة أمراض تصيب محصول البطاطس كالعفن الحلقى والطرى والبنى والساق الأسود وأشهر وأخطر تلم الأمراض اللفحة المبكرة واللفحة المتأخرة أو الندوة المتأخرة ومرض النيماتودا تطبيق الإرشادات وقال الدكتور هانمحمد حبيبه : أستاذ الإرشاد الزراعى بمركز البحوث الزراعية بالإسكندرية، إن انخفاض أسعار التقاوى لمحصول البطاطس هذا العام وارتفاع سعر بيعها فى الأسواق العام الماضى شجع جميع المزارعين من زراعة محصول البطاطس وزيادة المساحات المزروعة بالإضافة لتحسين العوامل البيئية والظروف المناخية وعدم سقوط أمطار بغزارة ساعد أيضاً على تحسين جودة المحصول وزيادة الإنتاجية ومن ضمن الأسباب الرئيسية فى تحسين جودة المحصول وزيادة الإنتاجية وعدم وجود خسائر هى تطبيق المزارعين للتوصيات الإرشادية الزراعية المناسبة من بداية الزراعة حتى الحصاد ، وأنه يوجد مشروع لتوعية المزارعين بأحدث أساليب الزراعة فى محافظة البحيرة تحديداً فى مركزى كفر الدوار وأبوحمص يتم تنفيذه من خلال الجمعية المصرية لتنمية المجتمع تحت مسمى التكيف مع التغيرات المناخية وحماية الرقعة الزراعية بمحافظة البحيرة ،يعد المحور الأول فى المشروع هو « المدارس الحقلية» والذى يسعى إلى تنفيذ عدد 48 مدرسة حقلية لعدد 12 محصولاً استراتيجياً ومنها محصول البطاطس وينفذ هذا المحصول عدد 4 مدارس حقلية بواقع جلستين بكل مدرسة فى الشهر لمدة 4 شهور وهى مدة «الموسم الزراعى» وتهدف الجلسات إلى تعريف المزارعين بالعمليات الزراعية المختلفة بداية من الزراعة حتى الحصاد وذلك من خلال الاستشارالزراعى الذى يقوم بكل جلسة بتعريف المزارعين بالعمليات الزراعية المناسبة بعمر النبات ولكل مدرسة حقلية حقل إرشاد ينفذ التعليمات والتوصيات الزراعية المناسبة من خلال الاستشارالزراعى كنموذج إرشاد تجريبى لتعليم المزارعين بالمشاهدة العملية أى التدريب العملى. لا أمراض وبائية وأوضحت الدكتورة إيمان العرجاوى : أستاذ ورئيس قسم أمراض النبات ومدير معمل الصحة النباتية بكلية الزراعة جامعة دمنهور ، أن زيادة الإنتاجية من محصول البطاطس هذا الموسم الزراعى يرجع إلى عدم ظهور مرض «اللفحة المتأخرة أوالندوة المتأخرة» هذا المرض الوبائالذى يصيب محصول البطاطس بخسائر كبيرة فهذا العام لم يتم تسجيل أى حالات على مستوى المحافظات المصرية وذلك من خلال متابعة مراكز البحوث الزراعية ووحدات الرصد بمديريات الزراعة بالإضافة إلى تحسين المناخ والظروف البيئية ساعدت على عدم وجود خسائر فإنتاجية البطاطس وزيادتها مقارنة بالأعوام السابقة وأيضا من العوامل التى ساعدت على زيادة الإنتاجية تحسين جودة التقاوباستخدام أصناف عالية الإنتاجية وخالية من الأمراض وتوسيع الرقعة الزراعية فمناطق جديدة مثل النوبارية والفرافرة وتطبيق نظم الزراعة الحديثة كالزراعة على المصاطب والربالتنقيط وتحسين برامج التسميد بناءً على تحليل التربة واحتياجات النبات وتطوير نظم الرلترشيد استخدام المياه وزيادة كفاءة الإنتاج وتعزيز الإرشاد الزراعورفع وعالمزارعين بالممارسات الجيدة ودعم الدولة للمزارعين من خلال مشروعات قومية واستصلاح الأراضوإدخال التكنولوجيا الزراعية والميكنة فالزراعة والحصاد وتشجيع الاستثمار الزراعوزيادة دور القطاع الخاص فالزراعة التعاقدية وتحسين منظومة التصدير مما حفز المزارعين على زيادة الإنتاج والجودة. زيادة التصدير وأضاف الدكتور خالد عمر رحومه: أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة دمنهور ، أن مصر صدرت حوالمليون طن عام 2025 مقارنة ب 650 ألف طن ف2024 وهناك فرص للتوسع فأسواق التصدير ودخول أسواق جديدة بالمحاصيل المصرية بشكل عام ومحصول البطاطس بشكل خاص لما يحققه الإنتاج المحلمن فائض عرض دفع الأسعار للانخفاض محلياً وهوما يفتح مجال التصدير لمحصول البطاطس والذيعد أهم المحاصيل عالمياً فضلاً عن تراجع الأسعار المحلية وما ينطوعليه من تعزيز الأمن الغذائفإن تحقيق حصيلة دولارية من الصادرات يساهم فاستقرار سعر الصرف وهو ما يزيد من القدرة على الوفاء بالاحتياجات من الواردات التى يحتاج إليها المواطن.