اضطر خفر السواحل البريطاني لاستدعاء قوارب الصيد المحلية لمساعدة سفن الإنقاذ الرسمية في إنقاذ ما يقارب 1200 مهاجر وصلوا السواحل البريطانية في يوم واحد، وفقاً لتقرير صحيفة "ذا تيليجراف" البريطانية. عندما تصبح قوارب الصيد سفن إنقاذ حوّلت الأزمة المتصاعدة للهجرة غير الشرعية عبر القناة الإنجليزية الصيادين البريطانيين من ممارسي مهنتهم التقليدية إلى منقذين للأرواح البشرية، إذ كشف الصحيفة أن خفر السواحل اضطر لطلب المساعدة من قوارب الصيد لإنقاذ يخت وقوارب الكاياك التي تعرضت للخطر، حيث وصلت سفن قوات الحدود وقوارب الإنقاذ الرسمية إلى نقطة الانهيار. هذا المشهد يؤكد حجم الضغط الذي تواجهه الخدمات البحرية البريطانية، حيث تم نشر أربع من أصل خمس سفن تابعة لقوات الحدود البريطانية، بالإضافة إلى سبع سفن فرنسية وطائرتي دورية وقاربي إنقاذ للتعامل مع الأزمة. أرقام قياسية تكشف حجم التحدي سجلت عمليات العبور يوم السبت رقماً قياسياً جديداً لعام 2025، حيث انطلق 18 قارباً مطاطياً من السواحل الفرنسية يحمل كل منها أكثر من 50 مهاجراً. هذا العدد تجاوز الرقم القياسي السابق لهذا العام والبالغ 825 مهاجراً، مما يرفع إجمالي الوافدين عبر القوارب الصغيرة إلى أكثر من 14600 مهاجر خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، بزيادة تفوق 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتشير الإحصائيات المذكورة في التقرير إلى أن هذه الأرقام تمثل أعلى معدلات وصول منذ بداية ظاهرة عبور القوارب الصغيرة عام 2018، مما يدلل على تفاقم الأزمة بشكل متسارع. انهيار النظام الرسمي يستدعي المساعدة الشعبية يكشف اللجوء لاستخدام قوارب الصيد في عمليات الإنقاذ عن انهيار القدرة الاستيعابية للخدمات الرسمية، وحسب ما أوردته "ذا تيليجراف"، فإن هذا الوضع دفع المعارضة البريطانية لوصف الحالة بأنها "أمة تحولت إلى فوضى في أعالي البحار"، حيث علق كريس فيليب، وزير الداخلية في الحكومة الظل: "قوارب تغمر القناة، وقوات الحدود ممتدة إلى ما وراء نقطة الانهيار، وحتى سفن الصيد تم تجنيدها لأن خدمات الإنقاذ البحرية لدينا مُغمرة". ## الصيادون في قلب الأزمة السياسية تحول الصيادون البريطانيون دون قصد إلى شهود على فشل السياسات الحكومية، حيث استخدم السياسيون واقعة استدعائهم للمساعدة كدليل على عجز الحكومة. فقد اتهم روبرت جينريك، وزير العدل في الحكومة الظل، رئيس الوزراء كير ستارمر قائلاً: "ستارمر وعد بتدمير العصابات، لكنها تدمره"، بينما غرّد نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح: "بينما نعلم أن إعانات المهاجرين تكلفنا مليار جنيه شهرياً، يعبر المئات حالياً القناة الإنجليزية". جهود دولية لتخفيف العبء عن الصيادين في محاولة لمنع تكرار المشاهد التي حولت الصيادين إلى منقذين، تعمل الحكومات على تعديل القوانين، وحسب مصادر وزارة الداخلية البريطانية المذكورة للصحيفة، فإن فرنسا عدّلت قوانينها لتمكين الشرطة من إيقاف القوارب في البحر للمرة الأولى، مما يتيح للسلطات استخدام قواربها الخاصة في المياه الضحلة لمواجهة مهربي البشر. كما تخطط الحكومة الفرنسية لاستعادة جريمة "الإقامة غير القانونية"، بينما تعمل ألمانيا على تشديد قوانينها لمحاكمة مهربي البشر، حيث أن تسهيل تهريب البشر إلى بريطانيا ليس جريمة تقنياً في ألمانيا. مستقبل غامض لصيادي القناة تطرح هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل مهنة الصيد في القناة الإنجليزية، حيث قد يجد الصيادون أنفسهم مضطرين للاختيار بين ممارسة مهنتهم التقليدية أو المساعدة في مواجهة أزمة إنسانية متفاقمة، خاصة مع توقع استمرار تدفق المهاجرين والضغط المتزايد على الخدمات الرسمية.