واقعة شديدة الخطورة توصف بالهروب الجماعي الاكبر من السجن فى تاريخ ولاية لويزيانا حيث تمكن عشرة سجناء من الهرب في ليلة واحدة من سجن مدينة نيو اورليانز الأمريكية، تسببت الواقعة في موجة انتقادات هائلة نحو مسئولي السجن وسلطات الولاية وكذلك انطلقت حملة أمنية موسعة في كافة أرجاء المدينة وخارجها كما فتحت سلطات ولاية لويزيانا تحقيقات امنية مكثفة حول واقعة هرب جماعية لم تقع منذ سنوات طويلة في أمريكا. مطاردة استمرت عدة ايام أعقبت رصد عملية هروب من السجن، لم يتأكد حرس السجن من وقوعها إلا عبر كاميرا المراقبة التي كشفت تفاصيل هرب 10 سجناء من السجن الاسبوع الماضي، وتراوحت أعمار السجناء من 19 إلى 42 عاما، ويواجه اغلبهم مجموعة مختلفة من الاتهامات الخطيرة منها القتل والعنف الأسرى وارتكاب الهجمات العنيفة. هروب سهل كشفت قائدة شرطة مقاطعة أورليانز سوزان هوتسون تفاصيل هرب السجناء بعد نجاحهم في خلع باب زنزانة منزلقة، بسبب أقفال متهالكة ثم انتقلوا إلى زنزانة أخرى ونزعوا المرحاض والمسامير كاشفين عن فتحة خلفه تؤدي إلى ممر خلفي داخل المنشأة، واستخدموا بمهارة بطانية لحماية أنفسهم من سياج الأسلاك الشائكة، وترك السجناء رسائل على الحائط منها رسالة ساخرة جاء فيها: «هروب سهل للغاية»، تعتقد السلطات أن السجناء كانوا مدعومين من الداخل وساعدهم امن السجن وبالفعل نجحوا في مغادرة السجن في منتصف الليل، وكشفت الكاميرات لقطات منفصلة لهم وهم يفتحون الباب قبل هروبهم الجريء نحو الطريق السريع وهو ما يمنحهم فرصة الوصول إلى مدن بعيدة. تأكد هروب السجناء؛ لتصدر إدارة شرطة لويزيانا صور جميع السجناء الهاربين العشرة لتصفهم بأنهم قتلة وشديدى الخطورة ومن الممكن أن يكونوا مسلحين ويمثلون خطرًا على مجتمعاتهم، وحدد الاعلام الأمريكي هويتهم ومواصفاتهم ونشر اسماءهم وهم كوري بويد، ودكينان دينيس، وجيرماين دونالد، وديريك جروفز، وأنطوان ماسي، وروبرت مودي، وكيندال مايلز، وجاري برايس، وليو تيت، ولينتون فانبورين. الجدول الزمني يعتقد مسئولو إنفاذ القانون؛ أن السجناء هربوا حوالي الساعة 1 صباحا، لكن السجن لم يبدأ في البحث عن السجناء حتى بعد أن أدركوا أنهم مفقودين حوالي الساعة 8 صباحا، وأشارت التقارير الأولية إلى وجود 11 سجينًا، لكن قائدة الشرطة هوتسون اكدت لاحقًا انهم عشرة فقط وهو ما اعتبره الكثيرون حالة من الاهمال الجسيم لعدم ملاحظة هروب السجناء سريعا وكذلك عدم القدرة على حصرهم بدقة. مرت ساعات قليلة حتى أعلنت الشرطة في الواحدة ظهرًا العثور على كيندال مايلز، متهم بمحاولة القتل من الدرجة الثانية بعد مطاردة قصيرة سيرا على الأقدام واعتقاله في الحي الفرنسي، عثر عليه مختبئًا تحت سيارة في موقف سيارات فندق مونتيليون وهى منطقة سياحية شهيرة في نيو أورليانز، تواصلت جهود رجال شرطة المدينة بالتعاون مع شرطة ولاية لوس أنجلوس، وامن السجن، ومكتب التحقيقات الفيدرالي لتحديد مكان الهاربين المتبقين وضمان السلامة العامة، وفقا لبيان صادر عن شرطة ولاية لوس أنجلوس. أخطر الهاربين اعلنت الشرطة القبض على سجين ثانٍ، روبرت مودي، المتهم بحمل سلاح غير قانوني يحتوي على مخدرات، ومحاولة الاعتداء من الدرجة الثانية، وعرقلة سير العدالة، وفقا للمدعية العامة لولاية لويزيانا، ووضع قيد الاحتجاز بعد تلقي بلاغ لتعقب المجرمين وسيواجه تهم تتعلق بالهروب من السجن، وبنهاية اليوم الاول نجحت الشرطة في إلقاء القبض على ثلاثة سجناء. توالت تحذيرات الشرطة بسبب السجناء الهاربين وخاصة أن من ضمنهم السجين ديريك جروفز، المتهم بارتكاب جريمتى قتل والشروع في جريمة قتل ثانية وأطلق النار في مهرجان ماردي جراس عام 2018، وحذرت السلطات من أن جروفز قد يكون عنيفًا، كما حذرت من سجين هارب آخر، كوري بويد، متهم بجريمة قتل. تعاون أمني خلال أسبوع واحد اعلنت الشرطة إلقاء القبض على 5 سجناء وحذرت من خمسة آخرين مازالوا هاربين، وتحمل واقعة الهرب والسجلات الجنائية للهاربين الكثير من التفاصيل ولكن ما التفت اليه الإعلام الأمريكي هو الإهمال الجسيم الذي تسبب في تلك الواقعة وخاصة أن المحققين اشاروا إلى أن الحادث وراءه تعاون من امن وسلطات السجن فهناك من ساهموا في هرب السجناء وقاموا بالتسهيلات اللازمة للسجناء، وقال المدعي العام لمنطقة أورليانز جيسون ويليامز في بيان صحفي إن هروب السجناء من السجن يمثل «فشلا غير مسبوق، إن هذا الوضع خطير للغاية وقد أصبح أكثر خطورة بسبب القيادة الضعيفة والافتقار إلى الشفافية». في محاولة لتقليل موجة الانتقادات ضد إدارة السجن قالت سوزان هاتسون، مأمورة سجن «نيو أورليانز»، إنها أثارت منذ فترة مخاوف بشأن أوجه القصور المستمرة في السجن، مضيفة أن الاختراق سلط الضوء مرة أخرى على الحاجة الماسة للإصلاحات والترميمات للبنية التحتية المتهالكة التي اصابت عددا كبيرا من السجون والاصلاحيات. أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي عن مكافأة تصل إلى 5000 دولار مقابل الحصول على معلومات تؤدي إلى القبض على أحد السجناء ورفع مكتب التحقيقات الفيدرالية المكافأة إلى 10 آلاف دولار عن كل سجين وقال إنه يعتقد أن بعض العامة ربما يساعدون الرجال، وأن السلطات ستلقى القبض على من يساعدهم أو يحرضهم، وهو ما اوضحته آن كيركباتريك، قائدة شرطة نيو أورليانز، التي حذرت الجمهور من أن مساعدة أي من الهاربين سيؤدي إلى توجيه اتهامات جنائية إليهم كما تم إخطار ضحايا السجناء الهاربين بضرورة البقاء في حالة يقظة شديدة والحذر من أن الهاربين يرتدون ملابس مدنية، وبالفعل نقلت إحدى العائلات إلى مكان آخر من أجل سلامتها، وبالفعل ألقت السلطات القبض على عدد من المتهمين من بينهم امرأة لمساعدة احد السجناء في الهرب. اقرأ أيضا: السلطات الأمريكية تنقل بشكل مفاجئ 40 مهاجرا من جوانتانامو لولاية لويزيانا