◄ (كن فى الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل).. أنا الغريب عن كل ما حولي، وأنا عابر السبيل إليك، أنت سبيلي إليك.. أفنيت عمرى أختبئ فى عالم موازي، عالم افتراضى تصنعه روحي لي حتى أطمئن وأتوازن وأسكن فيه بكل هدوء وصفاء، بعيدا عن كل ما يجرح الروح ويؤذى الفؤاد، أفنيت عمرى لغيري.. ◄ «الغريب».. قد يستقر فى مكان غربته، أما عابر السبيل فيجتاز المكان ويمضى فى حاجته، هو على جناح سفر متواصل، يحمل حقيبته على ظهره ويمضي، أنه ابن الطرقات، لا يكترث للدنيا ولا يشغل قلبه بها وبعارضها.. لذلك، أو، تعنى هنا..... كن عابر سبيل، خفف عن نفسك كل الأحمال والأثقال والهموم ثم توجه إلى وجهتك، ارمِ حملك وراء ظهرك وامضِ كعابر سبيل، وأنا عابر السبيل، لكى أترك خلفى أثر الفراشة التى ترفرف بأجنحتها هنا فتحرك الساكن هناك.. كن فى الحياة كعابر سبيل واترك وراءك كل أثر جميل، أترك أثر الفراشة، لا تعلق قلبك بأى شيء، هل ثمة ما يستحق أن تتعلق به!. ◄ حالي كحال رابعة العدوية: أحبك حبين حب الهوى... وحبا لأنك أهل لذلك فأما الذى هو حب الهوى... فشغلى بذكرك عمن سواكا وأما الذى أنت أهل له... فكشفك للحجب حتى أراكا فلا الحمد فى ذا ولا ذاك لي.. ولكن لك الحمد فى ذا وذاكا. أبواب بيتك مشرعة وأنا الواقف ببابك، خذ بيدى إليك حتى لا أضل السبيل، أنر طريقى إليك، فأنا الغريب القريب المقيم على بابك فافتح لى فكل الطرقات تأخذنى إليك..