مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتجدد الحديث حول الشروط الصحية والشرعية التي ينبغي توافرها في الأضحية، لضمان سلامة لحومها وصحة المستهلكين. وفي هذا السياق، يؤكد أ.د. أحمد محمد علام، أستاذ باحث الأمراض الباطنة والمعدية بمعهد البحوث البيطرية التابع للمركز القومي للبحوث، على أهمية التعامل مع مصادر موثوقة عند شراء الأضاحي، مشددًا على ضرورة اتباع معايير دقيقة عند اختيار الأضحية. يوضح د. علام أن الأضحية السليمة يجب أن تتمتع بحيوية عالية، وتظهر عليها علامات النشاط والشهية المفتوحة. كما ينبغي أن تكون قوائمها سليمة وغير مكسورة، وأن تكون رأس الحيوان مرفوعة، وعيناه لامعتين بلون وردي طبيعي، وهي من أبرز علامات الصحة. ويضيف أن منطقة الرأس والرقبة يجب أن تكون مكتنزة باللحم، والظهر ممتلئًا، مما يدل على التغذية الجيدة. ويمكن التأكد من ذلك أيضًا من خلال الضغط الجانبي على بطن الحيوان، للتأكد من وصوله إلى درجة الشبع الطبيعي. ومن العلامات الظاهرية المهمة كذلك، تماسك الشعر أو الصوف، وصعوبة نزعه، بالإضافة إلى أن تكون منطقة الأنف والمخطم رطبة وندية، وهو مؤشر على الحالة الصحية الجيدة. يشدد د. علام على أهمية فحص جلد الحيوان والتأكد من خلوه من الجروح أو الدمامل أو الخراريج، وكذلك عدم معاناة الحيوان من أي إسهالات. كما ينبغي فحص الأسنان للتأكد من عمر الأضحية، حيث تُعد هذه خطوة أساسية في اختيارها وفقًا للمعايير الشرعية. من جهة أخرى، يحذر د. علام من شراء الحيوانات التي تظهر عليها علامات مرضية واضحة، مثل الامتلاء بالإفرازات في منطقة الأنف والمخطم، أو بروز الأضلاع وفقرات الظهر، أو اصفرار العينين أو النزيف منها. كما يجب استبعاد الأضاحي التي تعاني من رشح الأنف أو السعال، أو وجود آثار إسهال على الجزء الخلفي. كما يجب التأكد من خلو الفم والأنف والأذن واللسان من أي علامات التهابات، وأن يكون التنفس طبيعيًا، والساقان مستقيمتان، دون أن يعاني الحيوان من عرج. ويؤكد أستاذ الأمراض الباطنة والمعدية على أهمية إجراء عملية الذبح داخل المجازر الحكومية وتحت الإشراف البيطري، لتجنب المخاطر الصحية التي قد تنتج عن ذبح أضاحي مصابة بأمراض غير مرئية للمواطن العادي، مثل الديدان الشريطية أو مرض السل، مما قد يشكل خطرًا على الصحة العامة. وأخيرًا، يشدد د. علام على ضرورة البعد عن الأضاحي التي يوجد بها عيوب شرعية، مثل الهزال الشديد، أو العرج، أو العمى، أو العور، أو قطع الأذن أو الذيل، حيث لا يجوز شرعًا ذبحها كأضحية.