تسأل كثير من الأمهات عن مشكلات الشعر لدى بناتهن الصغيرات، لا سيما في سن العامين، حيث تلاحظ الأم أن شعر طفلتها لا يزال خفيفًا وقصيرًا، وربما يبدو "هايش" وضعيف النمو. فهل هذا أمر طبيعي في هذا العمر؟ وكيف يمكن للأم أن تساعد على تحسين صحة شعر طفلتها وزيادة كثافته وطوله ونعومته؟ يجيب د. محمود كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، مؤكدًا أن الشعر في هذه المرحلة العمرية يمر بمراحل نمو طبيعية تختلف من طفل لآخر، وأن قلة كثافة الشعر في سن السنتين لا تعد دائمًا مؤشرًا مقلقًا، ويشير إلى أن الكثير من الفتيات في هذا السن لا يزال شعرهن في بدايات ظهوره، وقد ينمو ببطء لعدة أسباب طبيعية، أبرزها النشاط الجسدي الزائد، حيث يوجه الجسم طاقته نحو النمو الحركي والبدني أكثر من نمو الشعر، كذلك تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا، فبعض الأطفال يرثون من آبائهم أو أمهاتهم نمطًا متأخرًا في نمو الشعر. ويؤكد أن هناك خطوات بسيطة ولكن فعالة يمكن أن تُحدث فرق واضح في نمو شعر الطفلة وتحسين حالته، والتي تبدأ بالتغذية السليمة، إذ يعتبر الغذاء العنصر الأساسي لنمو الشعر كما هو الحال لنمو الجسم، ينصح بتوفير مصادر غنية بالبروتين مثل البيض واللحوم والألبان، بالإضافة إلى الحديد الموجود في السبانخ والكبدة والتفاح، والزنك الذي يعزز قوة الشعر، كذلك يلعب فيتامين "د" دور مهم جدا، إذ يؤدي نقصه إلى ضعف الشعر وتساقطه، ويعد شرب الماء ضروريًا لترطيب فروة الرأس وتعزيز نمو الشعر الصحي. وفي حال كانت الطفلة تعاني من ضعف في الشهية أو لا تحصل على تغذية كافية، يمكن للطبيب أن يصف مكملات غذائية وربما يُوصي بتحليل بسيط لتحديد حاجة الطفل للزنك أو فيتامين "د" قبل إعطائهما كمكملات. أما من الناحية الموضعية، فيوصي باستخدام الزيوت الطبيعية الآمنة بكميات قليلة مرتين أسبوعيًا، وأهمها زيت جوز الهند، يليه زيت الزيتون البكر وزيت اللوز الحلو، مع تجنب الماسكات الكيماوية أو الزيوت الثقيلة اليومية. كما ينصح بالالتزام بروتين عناية بسيط: غسيل الشعر مرتين أسبوعيًا باستخدام شامبو مخصص للأطفال، وتمشيطه بمشط خشبي واسع الأسنان بعد الاستحمام، مع إمكانية استخدام سيروم أطفال خفيف إذا كان الشعر يتشابك بسهولة. ومن الأمور المهمة أيضًا، قص أطراف الشعر بشكل منتظم، مما يُحفز النمو الصحي ويُقلل من التقصف، في المقابل، يشدد كامل على تجنب بعض العادات الضارة مثل شد الشعر بقوة، أو استخدام ربطات مطاطية ضيقة، أو التعرض لمستحضرات تحتوي على عطور أو كحول، ناهيك عن المنتجات الخاصة بفرد الشعر، التي يُروج لها باعتبارها "آمنة" لكنها غير مناسبة إطلاقًا للأطفال. وينبه على الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب، وهي عندما لا يزداد طول الشعر على الإطلاق، أو تظهر أعراض مصاحبة مثل ضعف الأظافر، أو تأخر في النمو الجسدي العام، أو وجود بقع صلعاء واضحة في فروة الرأس، ففي هذه الحالة، يُنصح بإجراء تحاليل تشمل قياس نسبة الحديد، فيتامين "د"، ووظائف الغدة الدرقية، للاطمئنان على صحة الطفلة بشكل عام.