العالم كله رفض الخطة الإسرائيلية والأمريكية لتوزيع المساعدات الإنسانية التى اضطرت إسرائيل إلى قبول إدخالها إلى غزة أخيرا تحت الضغط الدولى، وبعد حصار الجوع الذى فرضته منذ شهور على أكثر من مليونى فلسطينى يتعرضون لأبشع حرب إبادة صهيونية. العالم كله رفض الخطة وشكك فى أهدافها وكشف أن إسرائيل تريد استخدام الطعام مصيدة لحشد أهل غزة فى مناطق معزولة أشبه بمعسكرات الاعتقال تمهيدا للجريمة الكبرى التى تخطط لها إسرائيل وهى التهجير القسرى. اعترض العالم، ورفضت الأممالمتحدة أن تكون شريكة فى المؤامرة، كما رفضت كل المؤسسات الدولية المحترمة أن تكون طرفا فى الجريمة، واستقال مدير المؤسسة المشبوهة التى اخترعوها لتقوم بالمهمة تحت لافتة «مؤسسة غزة الانسانية»وقال مدير المؤسسة «الأمريكى الجنسية» إن المؤسسة لا تلتزم بمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية(!!) ورغم كل ذلك مضى المخطط المشبوه فى طريقه، وتم توفير التمويل له، وبدأ التنفيذ الفعلى على الأرض ليتحول الأمر فى اليوم الأول إلى فضيحة كاملة، حيث سادت الفوضى فى المركز الذى بدأ العمل فى رفح، وهرب الجنود المرتزقة التابعون للشركة الأمريكية، وهرع الجيش الاسرائيلى لإنقاذ الموقف، وسقط ثلاثة شهداء وأصيب 46 آخرون فى محيط مركز التوزيع وفقا للمصادر الفلسطينية. وعاد الآلاف الذين قطع بعضهم أكثر من عشرين كيلومتراً سيرا على الأقدام بلا شيء فى أيديهم، وبالغضب الهادر فى صدورهم!! وبينما كان العالم كله يتابع المشهد المأساوى، والأممالمتحدة تصف ما حدث بأنه «فاجعة وفشل كبير»، وتؤكد أن هذا ما دفع كل المنظمات التابعة لها لرفض المشاركة والتحذير من النتائج، كان مجرم الحرب نتنياهو «كعادته مؤخراً» حريصا على تأكيد الدور الأمريكى!!حيث قال وضعنا خطة مع أصدقائنا الأمريكيين لمواقع توزيع منضبطة، حيث ستوزع شركة أمريكية الطعام على العائلات الفلسطينية. فقدنا مؤقتا السيطرة ولحسن الحظ استعدنا السيطرة!! وفى نفس الوقت كانت الخارجية الأمريكية تؤكد نجاح العملية(!!) وتصف انتقاد ما حدث بأنه «نفاق»!!!! وبدون الدخول فى جدل كثير، لأن الأمر لا يحتمل والمشهد مأساوى بما يكفى، فإن ما حدث لا يمكن أن يستمر بينما الأممالمتحدة تعلن أنها جاهزة لتولى مسئولية توزيع المساعدات بكل كفاءة بواسطة مؤسساتها التى أدت هذه المهمة على مدى 75 عاماً قبل أن تعتبرها إسرائيل ومن يدعمونها عقبة فى سبيل تنفيذ مخططاتها للمضى فى حرب الإبادة والتهجير القسرى للفلسطينيين. كل ما يحدث «رغم مأساويته» يؤكد أنه لا بديل عن العودة للشرعية والالتزام بالقانون الدولى، ولا استقرار ولا سلام إلا باحترام حقوق الشعب الفلسطينى كاملة، ولا مستقبل للكيان الصهيونى إذا لم يدرك أن نتنياهو وحلفاءه فى الحكم والإرهاب يقودون إسرائيل إلى الكارثة، وأن ميراث الكراهية التى يزرعونها فى المنطقة والعالم أصبح اليوم فوق الاحتمال، وسيكون غداً «إذا لم يتداركوا الأمر» خارج السيطرة!!