يسعى الطلاب في موسم الامتحانات إلى تحسين التركيز ومقاومة التعب والسهر لساعات طويلة، ما يدفعهم للجوء إلى مشروبات الطاقة كوسيلة سريعة لرفع مستوى النشاط الذهني، إلا أن هذه المشروبات، التي تُسوق على أنها محفزة وآمنة، تحمل في طياتها مخاطر صحية حقيقية، خصوصًا عند تناولها بشكل متكرر في فترات قصيرة، كما يحدث خلال الامتحانات. توضح د. داليا أسامة عبد الفتاح صالح، أستاذ قسم الفارماكولوجى، معهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، مشروبات طبيعية تمنحك الطاقة والتركيز، ولعل أول هذه البدائل وأبسطها هو شرب كميات كافية من الماء. فالجفاف الخفيف، الذي قد لا يشعر به الطالب، يؤثر سلبًا على التركيز والانتباه، لذا يعد الماء عنصرًا أساسيًا للحفاظ على وظائف الدماغ، والعصائر الطبيعية مثل عصير البرتقال أو الرمان أو الليمون تعتبر بدائل ممتازة، فهي غنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة وتمنح طاقة مستدامة دون كافيين أو سكر مضاف ضار. ولمن يرغب في منبه خفيف، يمكن تناول الشاي الأخضر أو القهوة باعتدال، فهما يحتويان على كميات أقل من الكافيين مقارنة بمشروبات الطاقة، إلى جانب احتوائهما على مركبات مفيدة مثل البوليفينولات. كذلك، تعد المشروبات العشبية مثل الزنجبيل والقرفة والنعناع محفزات طبيعية للدورة الدموية وتعزز من الشعور باليقظة دون أن تسبب اضطرابات في القلب أو الجهاز العصبي. ويجب العلم بأن التغذية الجيدة هي المفتاح الأساسي للحفاظ على الطاقة الذهنية، فيجب أن تتضمن وجبات الطالب خلال الامتحانات مصادر للبروتين والكربوهيدرات المعقدة، مثل البيض، الشوفان، البقوليات، والمكسرات. هذه الأطعمة توفر طاقة ثابتة وتحافظ على مستوى السكر في الدم، مما يعزز التركيز والانتباه لفترات طويلة كما أن تناول القليل من الشوكولاتة الداكنة يمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية وزيادة الانتباه، لاحتوائها على مركبات منشطة خفيفة مثل الثيوبرومين. إلى جانب التغذية، لا يمكن إغفال أهمية النوم المنتظم وممارسة النشاط البدني الخفيف، فالراحة الجسدية تضمن تجدد النشاط الذهني، والمشي أو التمارين البسيطة تُسهم في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز القدرة على الاستيعاب والمذاكرة.