تطبيق «ذاكرة المدينة» هو خطوة تعكس التقاء الماضى مع المستقبل، أطلقه الجهاز القومى للتنسيق الحضاري، بوصفه منصة رقمية تفاعلية تُعيد إحياء ذاكرة المكان وتمنح التراث العمرانى والثقافى أجنحة إلكترونية تحلّق فى وعى الأجيال الجديدة. اقرأ أيضًا| «التنسيق الحضاري» يطلق حفل تدشين تطبيق «ذاكرة المدينة» للهواتف الذكية يشكّل التطبيق تتويجًا رقميًا لعدد من المبادرات التى نفّذها الجهاز خلال السنوات الماضية، والتى توثق ملامح الحياة المصرية وعبق شوارعها، من خلال: مبادرة «عاش هنا» التى تؤرشف أماكن إقامة الشخصيات المصرية المؤثرة فى شتى مجالات الحياة، ومبادرة «حكاية شارع» التى تروى أسباب تسمية الشوارع المصرية وتوثّق الأبعاد التاريخية والاجتماعية المرتبطة بها، بالإضافة إلى مشروع المبانى التراثية الذى يسلط الضوء على الطرز المعمارية المميزة والمُسجلة ضمن قوائم الجهاز. وفى سابقة مُبهرة ألحق الجهاز إمكانية إجراء الجولات التراثية، وهى مسارات محددة تُرشد المستخدم لاستكشاف أهم المواقع ذات القيمة التاريخية والثقافية فى أحياء بعينها، ويأتى هذا الدمج ليُنتج خريطة افتراضية نابضة بالحياة، تكشف عن الطبقات الخفية للمدينة، وتُظهر ثراءها الإنسانى والمعماري. ومن خلال خاصية تحديد المواقع، يرسل التطبيق إشعارات ذكية إلى المستخدمين عند مرورهم بالقرب من مبنى تراثي، أو منزل احتضن شخصية عامة موثقة، بالإضافة إلى رسائل صوتية بصوت تلك الشخصيات المؤثرة تعرف بهم، أو شارع يرتبط بحكاية مصرية أصيلة، مما يحوّل المشى فى المدينة إلى مغامرة معرفية مليئة بالمفاجآت. اقرأ أيضًا| محافظ القاهرة يناقش مقترحات تطوير عدد من شوارع مصر الجديدة كما يتيح التطبيق تصفح كل ما تم توثيقه ضمن المشاريع السابقة بطريقة مُيسّرة، مع عرض معلومات دقيقة وصور أرشيفية وخرائط تفاعلية، ليجد المستخدم نفسه أمام تجربة متكاملة تمزج بين المشاهدة والقراءة والاكتشاف.. ويشمل التطبيق: جولات تراثية فى مناطق ذات ثقل تاريخى وثقافي، هي: الزمالك، مصر الجديدة، المعادي، بورسعيد، القاهرة الخديوية، وكل جولة مُصممة بعناية، حيث تُقدّم للزائر مسارًا واضحًا يتنقل من خلاله بين نقاط تم اختيارها وفقًا لقيمتها الثقافية والمعمارية، مع سرد قصصى يجعل كل محطة حكاية مستقلة، ضمن خيط متّصل من الذاكرة الوطنية. لا يقتصر «ذاكرة المدينة» على الاستكشاف البصرى فحسب، بل يضم أيضًا كافة الإصدارات والكتب الوثائقية التى نشرها الجهاز القومى للتنسيق الحضاري، لتكون مرجعًا ثريًا للباحثين والمهتمين بتاريخ المدن المصرية، وسندًا علميًا لكل من يسعى لفهم علاقة المكان بالإنسان، وليس المتخصصين فقط ولكن تتاح إصدارات مُصاغة بطريقة مبسطة لجذب القارئ غير المتخصص والمهتم بالتراث المعماري.