في بلد يعاني من فوضى العصابات وغياب القانون، تحولت بائعة طعام بسيطة إلى عنوان عالمي للانتقام والعدالة غير التقليدية، من شوارع العاصمة الهايتية بورت أو برانس، خرجت قصة واقعية تفوق الخيال، حيث اختارت امرأة أن تسلك طريقا صادما للثأر من عصابة قتلت عائلتها، مستخدمة سلاحا غير متوقع: الطعام، في مجتمع أنهكته الجريمة المنظمة، أصبح طبق مسموم وسيلة امرأة مكلومة للانتقام، بعد أن خذلها النظام، وسكت القانون، بحسب ما جاء من نقلاً عن صحيفة «The New York Post». اقرأ أيضا| برميل سرطان على «تروسيكل»| استخدام الزيت المستعمل بالمطاعم.. جريمة لا تقل عن القتل العمد في حي كينسكوف، أحد أخطر أحياء العاصمة الهايتية، أقدمت امرأة تعمل بائعة طعام على ارتكاب واحدة من أكثر الجرائم انتقاما وغرابة في السنوات الأخيرة، بعد أن فقدت عددًا من أفراد عائلتها على يد عصابة محلية معروفة بوحشيته، قررت أن تأخذ حقها بيدها، خطتها كانت بسيطة ومميتة: إعداد وجبة تقليدية شهية، وتقديمها مجانًا لعدد من أفراد العصابة خلال أحد تجمعاتهم في الحي. الوجبة، التي بدت طبيعية من حيث الطعم والمظهر، كانت ملوثة بسم قاتل، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 40 من أفراد العصابة في لحظات متقاربة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية ودولية. المرأة، التي لم يفصح عن اسمها لأسباب أمنية، خططت لفعلتها بدقة، مستغلة ثقة أفراد العصابة بها كبائعة مألوفة في المنطقة، ومع أنها كانت تعلم أن الانتقام قد يكلّفها حياتها، إلا أن شعورها بالظلم وفقدان أحبائها دفعها إلى المخاطرة بكل شيء. السلطات لم تعلق رسميا على الحادثة فور وقوعها، لكن مصادر محلية أكدت أن حالة من الذعر والتوتر سادت صفوف العصابات في أعقاب الحادث، وأن هناك حملات تصفية انتقامية لاحقة في المنطقة،بعض السكان المحليين وصفوا ما حدث بأنه "عدالة شعبية"، بينما اعتبره آخرون "بداية دوامة عنف جديدة". تسلط هذه الحادثة الضوء على اليأس المتفاقم في هاييتي، حيث تنهار مؤسسات الدولة أمام تمدد العصابات، وتلجأ بعض المجتمعات إلى ما يعرف ب"العدالة الأهلية" أو "الانتقام الفردي" كوسيلة يائسة للدفاع عن النفس واسترداد الكرامة. قصة بائعة الطعام الهايتية تطرح أسئلة موجعة عن معنى العدالة في مجتمعات تنهار فيها الدولة، ويصبح المواطن ضحية ومنفذا في آنٍ واحد، وبينما قد ينظر إليها كبطلة في عيون بعض أبناء حيها، يراها آخرون كمجرد فصل دموي في مسلسل طويل من الانتقام والعنف،تبقى الحقيقة أن امرأة واحدة، مكسورة القلب، غيرت موازين القوة بطبق قاتل، في بلد أرهقته الجريمة وأخفق في حماية شعبه.