يتميز الفجل بخصائص طبيعية مضادة للبكتيريا، بفضل احتوائه على مركبات نباتية فعالة تعرف باسم "المبيدات النباتية"(Phytoncides)، وهي مواد تساهم في حماية الجسم من العدوى وتعزيز المناعة. وبحسب بوبوفا، لا تقتصر فوائد الفجل الحار على دوره المضاد للميكروبات، بل يتعداها ليكون عنصرا غذائيا غنيا بالألياف، مما يدعم صحة الجهاز الهضمي ويساعد الجسم على التخلص من السموم بشكل منتظم،كما يحتوي على نسبة مرتفعة من فيتامين C، المعروف بدوره الأساسي في تقوية جهاز المناعة، إلى جانب مجموعة من المعادن الضرورية التي تساهم في دعم صحة القلب والعظام. ويشار أيضا إلى أن الفجل الحار يساعد على التخلص من السوائل المحتبسة في الجسم، مما يجعله مفيدا في حالات احتباس الماء "الوذمة" وبعض اضطرابات الكلى. لكن، ورغم هذه المنافع الصحية، نبهت الدكتورة بوبوفا إلى ضرورة توخي الحذر عند تناول الفجل الحار، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، إذ إن احتواءه على زيوت عطرية قوية وأحماض عضوية يمكن أن يسبب تهيجا في الأغشية المخاطية للمعدة والأمعاء. ويحذر من تناوله تحديدًا في الحالات التالية: التهاب المعدة النشط، خاصة في حال فرط الحموضة القرح الهضمية التهابات القولون اضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى ويرجع هذا التحذير إلى أن المكونات الحادة في الفجل الحار قد تزيد من إفراز العصارة المعدية، ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى المصابين بهذه الحالات. الفجل الحار ليس مجرد نكهة لاذعة تضاف للأطعمة، بل هو مكون طبيعي غني بالفوائد، خاصةً في مجال تقوية المناعة ومكافحة العدوى،إلا أن فعاليته القوية تتطلب تعاملًا حذرا، خصوصا لمن يعانون من مشاكل في المعدة أو الأمعاء،وكما هو الحال مع كثير من الأغذية الطبية، تبقى الاعتدال والمعرفة المفتاح للاستفادة القصوى دون التعرض لمضاعفات غير مرغوبة.