وافق البنك الإسلامي للتنمية على تمويل تنموي تتجاوز قيمته 1.32 مليار دولار أمريكي لدعم النمو الشامل، وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وتوسيع الفرص الاقتصادية في الدول الأعضاء. تم اتخاذ هذه القرارات خلال الاجتماع ال360 لمجلس المديرين التنفيذيين للبنك، الذي عُقد في الجزائر على هامش الاجتماعات السنوية للبنك لعام 2025. وترأس الاجتماع الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجلس إدارة البنك الإسلامي للتنمية، حيث شملت قرارات المجلس مجموعة واسعة من المشاريع المؤثرة في مجالات الصحة، والبنية التحتية، والأمن الغذائي، والتدريب المهني، وتوفير المياه. وتعكس هذه المبادرات مجتمعة التزام البنك المتواصل بتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعم الدول الأعضاء في مواجهة التحديات التنموية المتشابكة. وقال الدكتور محمد الجاسر: "تؤكد الموافقة على هذه المشاريع الاستراتيجية التزام البنك الثابت بتمويل المبادرات التحولية ذات الأثر الكبير التي تعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. فمن تعزيز القدرة على مقاومة الفيضانات وتوسيع نطاق الرعاية الصحية، إلى تحسين الأمن الغذائي وتزويد الشباب بالمهارات اللازمة، سيمكّن هذا التمويل من تحقيق تقدم ملموس نحو أهداف التنمية المستدامة وتلبية الأولويات المتغيرة للدول الأعضاء." ومن بين أبرز المشاريع التي تمت الموافقة عليها، مشروع بناء سدود للحماية من الفيضانات بتكلفة 632.16 مليون دولار أمريكي في سلطنة عمان، يهدف إلى التخفيف من المخاطر المناخية وحماية أكثر من 670 ألف شخص من خلال إنشاء بنية تحتية كبيرة للحماية من الفيضانات. كما سيسهم هذا الاستثمار التحويلي في تعزيز تغذية المياه الجوفية، ودعم الزراعة، وتقليل الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الظواهر المناخية القصوى. وشملت الموافقات الأخرى في مجال البنية التحتية، مشروع إعادة تأهيل طريق دوالا–بافوسام في الكاميرون بقيمة 212.35 مليون يورو، ما سيقلص من وقت السفر ويعزز سلامة الطرق في ممر إقليمي رئيسي، بالإضافة إلى مشروع PRISE في بوركينا فاسو بقيمة 187.83 مليون يورو، الذي سيعمل على تجديد 302.8 كلم من الطرق و61 كلم من السكك الحديدية لتحسين الربط الإقليمي مع مالي والنيجر وغانا وساحل العاج. وكان قطاع الصحة محوراً رئيسياً في جدول أعمال المجلس، حيث تمت الموافقة على مشروع بقيمة 75.08 مليون دولار أمريكي في سورينام لتعزيز النظام الصحي الوطني والحد من الوفيات الناتجة عن الأمراض غير السارية. كما تمت الموافقة على مشروع إنشاء مركز وطني لعلاج الأورام في جيبوتي بقيمة 26.10 مليون دولار، ليكون أول مرفق متخصص في علاج السرطان في البلاد، ويتيح التشخيص المبكر والعلاج. ويُموَّل هذا المشروع أيضاً من خلال صندوق التضامن الإسلامي للتنمية، ويشمل منحة "الربط العكسي" بقيمة 400 ألف دولار من البنك الإسلامي للتنمية لتعزيز التعاون الفني مع المغرب في تصميم وتدريب وتقديم خدمات علاج الأورام. وفي توجو، وافق البنك على مشروعين مهمين: مشروع بقيمة 2 مليون دولار لتقوية نظام رعاية العيون الوطني، ومشروع بقيمة 23.12 مليون يورو لتوفير مياه الشرب النقية لأكثر من 6,000 أسرة في منطقة كارا. وشكل تطوير رأس المال البشري محوراً بارزاً في القرارات، حيث أقر المجلس مشروعاً بقيمة 36.39 مليون يورو في موريتانيا لتعزيز التدريب المهني وتشغيل الشباب، من خلال تحديث مراكز التدريب وتزويد الشباب من الجنسين بالمهارات المطلوبة في سوق العمل. وفي كوت ديفوار، سيعمل مشروع تطوير سلسلة قيمة الأرز بقيمة 104.20 مليون يورو على تقليص الاعتماد على واردات الأرز وزيادة دخل المزارعين، خاصة النساء والشباب. وفي جامبيا، وافق البنك على تمويل إضافي بقيمة 3 ملايين دولار لتعزيز القيمة المضافة في قطاع الفول السوداني وتحسين سبل العيش في المناطق الريفية. وتؤكد هذه الموافقات دور البنك الإسلامي للتنمية كمحفز للتنمية المستدامة، يجمع بين الرؤية والعمل في دول الجنوب العالمي. اقرأ أيضًا | مدير منظمة الأمن الغذائي: نعمل مع مصر على زيادة إنتاجية القمح