كاليكوت/كيرلا (الهند) افتُتِح العام الدراسي الجديد بجلسة علمية بجامعة مركز الثقافة الإسلامية بالهند تم خلالها قراءة «حديث الرحمة»، بحضور نخبة من العلماء وطلبة العلم، يتقدّمهم الشيخ أبو بكر أحمد، الذي ألقى كلمة تناول فيها أهمية العلم الشرعي، وعلوم الحديث الشريف، وآداب المتعلّم. وقد أشار المفتي إلى المكانة الرفيعة لحديث الرحمة، مستدلاً بقوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين)، مبيّنًا أن هذا الحديث يُعدّ مدخلاً مباركًا لطالب العلم، حيث يجمع بين الرحمة والعلم، وهما ركنان عظيمان فى طريق التعلم والتزكية. وشدّد فضيلته على أن أول ما ينبغي أن يتحلّى به المتعلم هو الأدب والتواضع والنية الخالصة فى طلب العلم، مؤكدًا أن العلماء منذ العصور الأولى اهتموا بهذه المبادئ وافتتحوا بها مصنفاتهم ومجالسهم. وقد افتُتِح المجلس بكلمة ألقاها رئيس الجامعة محمد عبد الرحمن الفيضي، وتحدّث عن جهود الجامعة فى تعزيز العلوم الشرعية، وخدمة السنة النبوية، مؤكداً على جملة من المعاني العظيمة التي ينبغي على طلبة العلم وعامة المسلمين التمسك بها، مُشددًا على أهمية صحبة العلماء، لما فى ذلك من الاقتداء بأهل الفضل والاستنارة بأنوار العلم والبصيرة، حيث قال فضيلته: «العلماء هم ورثة الأنبياء، وصحبتهم من أعظم أسباب الثبات على الحق والنجاة من الفتن كما دعا مفتى الهند إلى ضرورة الربط بين العلم والعمل، موضحًا أن العلم لا يُثمر ثمرته المرجوّة إلا إذا اقترن بالعمل به، قائلاً: «ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما العلم ما وقر فى القلب وصدّقه العمل.» مشيراً إلى فضل نشر العلوم النافعة بين أفراد الأمة الإسلامية، مبينًا أن ذلك من أعظم أبواب الخير، وسبب لرفعة الأمة وعزّتها، قائلاً: «من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله، ونشر العلم باب من أبواب الدعوة والإصلاح.» وأكد الشيخ أحمد على أهمية تصحيح النية فى طلب العلم وتعليمه، قائلاً: «النية هي أساس القبول، ومن طلب العلم لوجه الله رفعه الله به درجات، ووفقه لسلوك طريق الرشاد.»