بقلم : الشيخ علاء الدين أبو العزائم فى زمن تكثر فيه الفتن وتشتد فيه الأزمات وتتسارع فيه وتيرة الحياة، يصبح التراحم بين الناس ضرورة ملحة أكثر من أي وقت آخر، فقد حثنا الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم على الرحمة والتعاطف، حيث قال: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» فالرسول صلى الله عليه وسلم كان مثالاً يحتذى به فى التراحم، فقد كان يُعبر عن حبه ورحمته لكل الناس، صغيرهم وكبيرهم، مؤمنهم وكافرهم. إن التراحم لا يقتصر فقط على الأقارب والأحباء، بل يجب أن يمتد ليشمل كل من نلتقي بهم فى حياتنا اليومية. من واجبنا كمسلمين أن تملاً الرحمة قلوبنا ونعمل على نشرها فى المجتمع، وأن نكون عونًا للضعيف والمحتاج. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لا يُرحم لا يُرحم»، مما يدل على أن الرحمة هي أساس التعامل بين البشر. فى مجتمعاتنا اليوم، نواجه تحديات عديدة، من فقر وضعف. و فى ظل هذه الظروف، يتعين علينا أن نتراحم ونتعاون فى مواجهة صعوبات الحياة. فكل منا لديه دور يقوم به، سواء كان ذلك من خلال تقديم المساعدة المالية أو الدعم العاطفي أو حتى مجرد الابتسامة فى وجه الآخرين. عندما نُظهر الرحمة، نُسهم فى بناء مجتمع متماسك يسوده الحب والمودة. فالرحمة ليست فقط شعورًا داخليًا، بل هي عمل يتجلى فى أفعالنا اليومية. يمكن أن تكون الرحمة بسيطة مثل الاستماع إلى شخص يشعر بالوحدة أو تقديم الطعام لمن لا يملك قوت يومه. هذه الأفعال الصغيرة تُحدث تأثيرًا كبيرًا فى حياة الناس. دعونا نتذكر أن الرحمة ليست ضعفًا، بل هي قوة تعكس إنسانيتنا. فعندما نرحم الآخرين، نُثبت أننا نُقدّر قيمة الحياة ونسعى لتحقيق الخير فى العالم. فلنتعاون فيما بيننا، ولنمد يد العون لكل من يحتاج، ولنكن مثالاً يُحتذى به فى التراحم. ختامًا، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يملأ قلوبنا بالرحمة، وأن يجعلنا من الذين يتراحمون فيما بينهم، وأن يرحمنا برحمته الواسعة. تراحموا يرحمكم الله، فهي دعوة نحتاجها جميعًا لنعيش فى سلام وأمان.