يعيش المطرب مصطفى شوقي حالة من النشاط الفني، حيث طرح خلال الفترة القليلة الماضية أغنيتين متنوعتين، الأولى بعنوان «زي الدهب» من كلماته وألحانه، وتوزيع مايكل جمال، أما الأغنية الثانية بعنوان «العقارب» من كلمات مودي نبيل وأبو نور، ألحان وتوزيع فارس فهمي، فيما اتجه مصطفى مؤخرًا أيضًا إلى تأليف وكتابة الروايات، أحدثها رواية «أشرتود» التي شاركت في الدورة الأخيرة من معرض القاهرة الدولي للكتاب.. في الحوار التالي يتحدث مصطفى عن كواليس أعماله الجديدة، وخطته الإنتاجية بعد انتهاء تعاقده مع المنتج نصر محروس، إلى جانب الحديث عن تجربة التأليف والكتابة من خلال روايتي «أشرتود»، و«الشيخ يعقوب». طرحت مؤخرًا أغنية «زي الدهب» من كلماتك وألحانك، كيف جاءت فكرتها؟ قمت بتأليف مسلسل مكون من 10 حلقات بعنوان «أشرتود»، وتم طرحه كرواية في الدورة الأخيرة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وأثناء تأليفه قمت بكتابة وتلحين أغنية «زي الدهب» التي تتناسب مع أحداث المسلسل، لكن قررت طرحها بشكل منفرد ومنفصل عنه، وكتبت «السينيو» ولحنته منذ أكثر من عام أثناء زيارتي الأخيرة لمحافظة أسوان إلى أن عاودت بعد عدة أشهر لاستكمال كتابة كوبليهات الأغنية بناءً على أحداث المسلسل، ثم نفذتها موسيقيًا مع الموزع مايكل جمال، وقمت بتعديلات بسيطة على لحن الأغنية حتى أستطيع طرحها بشكل منفرد بعيدًا عن الحالة العامة للمسلسل. لماذا اخترت تصوير الفيديو كليب الخاص بالأغنية في جزيرة «سهيل» بأسوان؟ كنت أُفكر في تصوير الأغنية في القاهرة، لكن طابع الأغنية المُبهج فرض علينا التصوير في أماكن تعكس شعور الفرح والبهجة، ولم نجد أنسب من أسوان والنوبة التي تتميز بطبيعة ساحرة ومختلفة، فضلًا عن أن حالة الأغنية نابعة من مسلسل «أشرتود» الذي تدور أحداثه داخل الفندق الذي يحمل الاسم نفسه، ويقع في جزيرة «سهيل» بأسوان التى تعمدت تصوير الأغنية داخلها لأننا حرصنا على إظهار صورة إخراجية مختلفة عن أسوان، فضلًا عن أنها تعتبر من الجزر التاريخية، وبها مزار سياحى شهير وهو حجر المجاعة الذى يحكى قصة السبع سنوات العجاف فى مصر، وأود أن أتوجه بالشكر إلى أهالى الجزيرة على تعاونهم وحسن استقبالهم لنا، ولم نبخل على العمل بمجهودنا، وبأكبر قدر ممكن من التركيز والاهتمام حتى يخرج إلى النور بشكل ملائم ومناسب مع طبيعته، وكانت رحلة مُرهقة إلى حد كبير، فقد مكثنا في أسوان لمدة 9 أيام، وحرصت مع صديقي مايكل جمال على تفقد ومعاينة العديد من الأماكن قبل التصوير، وقد استغرق هذا الأمر 5 أيام، بينما استغرق تصوير الفيديو كليب 3 أيام وبفضل الله حققت الأغنية انتشار واسع وكبير عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعى وردود أفعال الجمهور عظيمة. ننتقل للحديث عن أغنية «العقارب» التي طرحتها مؤخرًا أيضًا، ما الذي جذبك لتقديمها؟ عرضت عليَ الشركة المنتجة للأغنية كلماتها ولحنها، ولم أتردد في اختيارها والموافقة على تقديمها، فهي مكتملة العناصر سواء من حيث الكلمات العظيمة التي تمس مختلف قطاعات وشرائح الجمهور، بالإضافة إلى رُقي اللحن والتوزيع، فضلًا عن أنها تجربة ومنطقة جديدة عليَ في التلحين وطريقة الغناء، لذا تحمست لتقديمها، وشجعني على خوض التجربة أيضًا فادي مدير الشركة الذي كان متحمسًا لإصدارها سريعًا، وبالفعل لم تستغرق سوى أسبوع تقريبًا سواء في التسجيل، التنفيذ، وتصوير الفيديو كليب، وأنا أُحبذ طرح الأغنيات بمجرد الانتهاء من تحضيرها، لأن فكرة أن تظل حبيسة الأدراج لم تعد مُجدية خاصة في ظل التطور السريع الذي نشهده حاليًا، والأغنية من كلمات مودي نبيل وأبو نور، ألحان وتوزيع فارس فهمي. هل تُعبر الأغنية عن تجربة شخصية مررت بها في حياتك؟ بالفعل، وبالتأكيد تمس جميع الأشخاص، وأعتقد أن كل شخص استمع إلى الأغنية تأثر ولو بجملة، فهي مكتوبة بحبكة مُؤثرة، واستعرضت العديد من مشكلات العلاقات الإنسانية، وما يتخللها من غدر، وخيانة. بعد انتهاء فترة تعاقدك مع المنتج نصر محروس، كيف تسير خطتك الإنتاجية؟ أعمل حاليًا بشكل «فري لانس»، إذ سجلت أغنية «العقارب» مع شركة «ريتش رويل»، وأغنية «زي الدهب» مع شركة «ماستر وان»، وهناك تعاون مستقبل أيضًا مع الشركة نفسها، إذ نعمل حاليًا على مجموعة من الأغنيات المقرر طرحها خلال موسم الصيف. لكن ألا تتخوف من عدم تحمس المنتجين لمشروعك لاسيما أنك تميزت بلون غنائي مختلف منذ بداية ظهورك وشهرتك على الساحة الفنية بعيدًا عن الأغنيات التجارية؟ لم أتخوف إطلاقًا، لأن المشروع قائم بالفعل، وله ملامح واضحة، ومعروف أن لي «سِكة» وشكل مختلف تمامًا، وحققت نجاحات عديدة بهذا اللون، والجمهور تقبلني وأحبني، لذا لا أعتقد أن هناك أي تخوفات من أي منتج تجاه التعاون معي، لكن كل مُنتج له بصمته الخاصة التي لا تُخل بشكل المشروع، فضلًا عن أننا نتشاور كثيرًا قبل طرح أي عمل، وما يُمكننا أن نُضيفه أو نحذفه حتى يخرج إلى النور بأفضل صورة مُمكنة، وبطريقة مُرضية، أما نجاح الأغنية من عدمها فهو توفيق من الله أولًا وأخيرًا، وليس له مقياس مُحدد لأن ذوق المُستمع مُتجدد ومُتغير دائمًا، فضلًا عن أن صناعة الأغنية أصبحت عملية صعبة للغاية، فى ظل تعدد الألوان الموسيقية، وكثرة الأصوات الموجودة على الساحة، واختلاف ذوق الجمهور. ألم تُفكر في الاتجاه للإنتاج لنفسك؟ فكرت لكن لن أتخذ هذه الخطوة في الوقت الحالي، لاسيما أنني حر نفسي في الاختيارات، ولم تُفرض عليَ ألوان أو أشكال موسيقية مُعينة، وأختار ما يُناسبني، وهناك تفاهم واتفاق كبير بيني وشركة «ماستر وان» لمالكها مايكل جمال والمنتجة لأغنية «زي الدهب»، وأود أن أتوجه بالشكر لمايكل جمال فكان بمثابة المحرك الرئيسى للأغنية سواء فى التوزيع الموسيقى أو الهندسة الصوتية بالإضافة إلى أنه مدير التصوير ومخرج الفيديو كليب الخاص بالأغنية ، كما أننى استطيع التعاون مع أي شركة أخرى إذا وجدت ما يُناسبني، لذا أنا مُتحرر من القيود. إلى جانب الغناء والتلحين ظهرت لك مواهب أخرى في التأليف والكتابة حيث أنتجت كتابى «أشرتود»، «والشيخ يعقوب» .. كيف اتخذت الخطوة؟ تحمست لكتابة رواية «الشيخ يعقوب» بعد الانتهاء من تجسيد شخصية سيد درويش بمسلسل «الضاحك الباكي»، لاسيما أنني قرأت وبحثت كثيرًا في قصة حياته، و»النقلة» التي صنعها في المسرح الغنائي مع نجيب الريحاني، واستغرق تحضير الدور 6 أشهر من القراءة والبحث والمذاكرة والتدريب على آلة العود حتى أتقن جميع جوانب الشخصية، وبعد الانتهاء من تصوير وعرض المسلسل كان لدي شغف كبير حول معرفة شكل المسرح قبل مجئ نجيب الريحاني، وأثناء عملية البحث والقراءة ورد اسم يعقوب صنوع الذي قيل عنه أنه مؤسس ورائد المسرح المصري، وقرأت رسالة الدكتوراة الخاصة بوالدي التي تُفيد بأنه رائد الصحف الكاريكاتيرية السياسية في مصر، وهو أول مَن قدم الممثلين على خشبة المسرح عام 1860، وهن «ماتيلدا وليزا»، لكن المسرح لم يستمر كثيرًا وأُغلق عام 1862 بسبب أنه كان يُنتج مسرحيات ضد الإنجليز في الوقت الذي توطدت فيه العلاقات السياسية بين مصر وإنجلترا في عهد الخديوي إسماعيل، واتجه بعدها إلى التعبير عن آراءئه من خلال الصحف الكاريكاتيرية التي أُغلقت أيضًا، وتعرض أكثر من مرة لمحاولة اغتيال، إلى أن سافر إلى فرنسا، وأصدر العديد من المجلات المعارضة التي كان يرسلها إلى مصر عن طريق المراكب، و وجدت أن قصة حياته بها جوانب مثيرة، وتستحق أن يُلقى الضوء عليها، لذا قررت البحث وكتابة قصة عنه، لأنه من وجهة نظري مظلوم للغاية، وأعتقد إن تحولت قصة حياته إلى مسلسل سيكون شيق للغاية، ولم أواجه أية مشكلات خاصة بعملية الكتابة لاسيما أنني قرأت 4 كتب في تعليم الدراما، وحضرت عدد من الورش على «اليوتيوب»، لكن المشكلة كانت تكمن في حصر المعلومات عنه خاصة أنه عاش في فترة زمنية حرجة للغاية، وخرج منفيًا من مصر، وجميع المعلومات التي وردت عنه مأخوذة من مذكراته الخاصة، وهناك العديد من الباحثين الذين كذبوا ما ورد بها، لكن بفضل الله استطعت الإلمام بالعديد من التفاصيل، وقامت بمراجعته د. نجوى عنوس. أما رواية «أشرتود» تحمست لكتابتها بعد زيارتي الأخيرة لمحافظة أسوان، وإقامتي في فندق «أشرتود» الذي أعجبتني أجوائه للغاية، وقررت كتابة قصة يدور أحداثها داخل الفندق، واستغرقت 3 أشهر من التحضير، و»أشرتود» هي كلمة نوبية تعني الولد الجميل، وتُطلق أحيانًا على البنت الصغيرة من باب التدليل. بعد مشاركتك في مسلسل «الضاحك الباكي»، هل تنوي تكرار تجربة التمثيل؟ أنوي تكرار التجربة إذا وجدت الدور والشخصية المناسبة لتقديمها، لكن أرفض المشاركة لمجرد الظهور فقط، لاسيما أن تجربة مسلسل «الضاحك الباكي» أضافت لي خبرات كثيرة أود استغلالها في التجارب التمثيلية المقبلة. اقرأ أيضا: مصطفى شوقي ينتهي من تسجيل أحدث أغانيه «العقارب»