الأكثر شعبية والأعلى نجومية فى المسرح، بل الفن كله فى مصر والوطن العربى، استغل موهبته لتقديم أعمال تمس المواطن المصرى، هو «الزعيم»، فهذا اللقب ليس كلمة عابرة بل وصف لفنان مصرى عبر الحدود، دخل القلوب، وشكل وجدان شعوب، خلط بين الكوميديا والسياسة والاجتماعية وجميع الأنواع، بدأ حياته المسرحية على المسرح الجامعى، سطع بريقه مع مسرحية أنا وهو وهى» مع فؤاد المهندس، «مدرسة المشاغبين»، «الواد سيد الشغال»، «شاهد ماشفش حاجة»، «الزعيم»، «بودى جارد»، امتد نجاحهم لسنوات، كما عرضت مسرحياته فى السينما وتجولت الوطن العربى، مما جعله أحد أهرامات مصر فى التمثيل، هو عادل إمام وفى عيد ميلاده يتحدث عنه المسرحيون فى السطور التالية.. قال الفنان محمد رياض رئيس المهرجان القومى للمسرح: ربنا يمنحه الصحة وطول العمر، فنان شكل وجدان أمة من خلال أعماله المتنوعة والعظيمة، التى تبنى فيها أحلام وطموحات ومشكلات المواطن المصرى بمختلف فئاته، استمرار ونجاح مسرحياته لسنوات طويلة نتيجة حب الناس له، وإخلاصه العميق للمسرح، مما جعله يعيش طوال هذه الفترة فى رحابه، استمرت بعض مسرحياته لعشر سنوات، وكان الجمهور من مختلف الدول العربية يأتون خصوصًا لمشاهدتها،، صاحب قضية حقيقية، سافر إلى أسيوط فى ذروة موجة الإرهاب فلم يخف لأنه حمل قضية وآمن بأن الفن خط الدفاع الأول فى مواجهة الأفكار المتطرفة.. وأضافت الفنانة منال سلامة: أقول للزعيم كل عام وهو بخير، وأسأل الله أن يمنحه الصحة وطول العمر، إنه أسطورة عظيمة، وزعيم الفن المصرى، رجل محترم وفنان قدم الكثير للفن فى مصر، لى الشرف أن أعمل معه فى مسرحية «الزعيم»، وكان منضبطًا للغاية فيما يتعلق بالمواعيد، لا سيما موعد رفع الستار، مسرحه يخلو تمامًا من أى نوع من الارتجال، كان مسرحًا منظمًا بحق، لأنه تأسس بلا شك على يد المسرح الجامعى فى عهده، وبفضل الأساتذة فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى، المدركين لقدسية المسرح، وأهمية الالتزام والانضباط، أضحكنا وأبكانا كثيرًا، ممثل من العيار الثقيل، وليس فقط ممثلًا كوميديًا، فى «المشبوه»، فى «اللعب مع الكبار»، فى المسرح الكوميدى، والأفلام الكوميدية، إنه أسطورة بحق، وأتمنى له أن يبقى بيننا، وأن يستمتع بحياته الأسرية، والحياة التى اختارها وسط أسرته وعائلته، شرف كبير لى أن أعمل معه، واستفدت منه كثيرًا». اقرأ أيضًا | زعيم السعادة 60 سنة فن وأوضحت د. دينا أمين رئيس قسم المسرح بالجامعة الأمريكية: عادل إمام موهبة بارزة فى الارتجال على المسرح، وهى من أصعب المهارات الممكن إتقانها، قدرته على التفكير السريع والتكيف فى اللحظة تميزه عن العديد من الفنانين، مما يتيح له خلق تفاعلات عفوية وجذابة لجمهوره، هذه الموهبة ليست مجرد ترفيه، بل تدل على فهمه العميق لديناميكيات الأداء وتفاعل الجمهور، مما يجعل كل عرض تجربة فريدة من نوعها، الرؤية الفنية له مدعومة بذكائه الحاد فى اختيار الموضوعات صاحبة الصدى مع جمهور متنوع، لديه قدرة عميقة على تناول المواضيع والقضايا المتصلة بالناس من جميع الفئات، فذلك يخلق ارتباطًا عاطفيًا قويًا مع العرض والممثل وكأنه فرد من العائلة، يستثمر بمهارة فى الصفات الجوهرية للجمهور المصرى والعربى، لاسيما رغبتهم العميقة فى تجربة مسرحية تفاعلية، كسر الحائط الرابع يعزز الاتصال بين المؤدى والمشاهد، مما يبنى شعورًا بالانتماء داخل فضاء الأداء.. كل ليلة، دعا جمهوره ببراعة ليشاركوا فى العرض.. وأضاف د. محمد الشافعى مدير مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى: كل عام وهو بخير إنه واحد من المثقفين المتنبئين بالأحداث، فنان مبدع وصاحب وجهة نظر، تربّت أجيال كاملة على أعماله، وشكّل جزءًا كبيرًا من الوجدان المصرى، شجاع، واقتحم «عش الدبابير» من خلال تناوله لموضوعات شديدة الأهمية، وخرّج أجيالًا كثيرة من النجوم، طاقته متميزة وكاريزمته فطرية، ومعرفته العميقة بالشارع وهموم المواطن المصرى، لكونه نشأ فى بيئة شعبية، موضوعاته حية، تخاطب وجدان الشعب أما أسلوبه فى الكوميديا فهو نمط خاص به، مقياسه الحقيقى دائمًا الجمهور وطبيعته. وأكد محمد الشرقاوى مدير مسرح المواجهة والتجوال: الفنان عادل إمام ظاهرة فنية مصرية لن تتكرر لفترات طويلة، وذلك يعود لسببين أولاً موهبته المتفق عليها، وثانياً الظروف التى مر بها لأن الفنان مجموعة خبرات إنسانية متراكمة يستطيع من خلال موهبته ترجمتها إلى أعمال ومشاعر فنية، ووجوده وسط مجموعة كبيرة من الفنانين على مدار تاريخه، بخبراتهم ومستوياتهم الفنية، شكّل داخله خبرات، وليس مجرد ممثل كوميدى، بل ممثل كبير جدًا، وربما أهم أعماله ليست أعمالًا كوميدية فقط فهو من وجهة نظرى لا يقل موهبة عن أحمد زكى، مسرحيات عادل إمام صورت سينمائيًا، وصدرت إلى الدول العربية.