نعلم جميعاً أن القلم يجري على بني آدم من جراء أفعاله وأقواله، والأكيد أن حصائد ألسنتنا تغير من مصائرنا أحياناً يسعى بعض الأشخاص لجلب تعاطف الناس أن ينسب لنفسه الوقوع في مصائب أو أزمات بالكذب ولقد عرفت كثير من الناس تبدلت أحوالهم بسبب ماتحدثوا به للآخرين عن أنفسهم. ولن أسرد عبارات مرسله بل سأروي لكم اقوالا خرجت من فم أصحابها بالفعل وغيرت مجرى حياتهم . عبارات نطقوا بها، بعضها من باب توقعات ما سوف يحدث لهم في حياتهم وبعضها من باب الكذب على الآخرين.. ولن أقص عليكم إلا بما سمعته بنفسي ورأيته بعيني عما حدث لهؤلاء الأشخاص. فتاة محبوبة من الجميع كانت مخطوبة لفترة طويلة عن قصة حب ولكن تغيرت مشاعرها وارادت فسخ الخطبة فلجأت إلى حيلة ماكرة لتجعل خطيبها هو الذي يقرر فسخ الخطبة فأخبرته بالكذب بأنها علمت بطريقة ما أنها لن تنجب أبدا وتركت له الاختيار إما يكمل الارتباط بها أو يتركها ويبحث عن زوجة أخرى وطالبته أن يجعل ما قالته سرا بينهما. وبالطبع نجحت خطتها وتم فسخ الخطبة كما أرادت دون أن يلوم عليها أحد. ومضت سنوات ثم تزوجت برجل آخر وحدث ما لم تكن تتوقع. انتظرت طويلاً أن يرزقها الله بطفل ولما توجهت للطبيب وبعد الفحوصات كانت المفاجأة أنها حالة فريدة من نوعها وأن لديها عيب خلقي لا يحدث إلا بنسبة واحد لكل مليون سيدة !!! وتحتاج علاج لفترة طويلة ربما تستطيع الإنجاب. هنا أدركت الفتاة التي نسبت إلى نفسها يوم ما عدم الإنجاب أنه قد وقع القول عليها وتحقق القضاء الذي نطقت به بالكذب. سيدة كانت تعمل في مجال ما ووقع عليها عقوبة بسبب مخالفة جسيمة فأخبرت مديرها بالكذب أنها مصابة بورم في المخ لكي لا يوقع عليها عقوبة النقل إلى مكان بعيد عن سكنها. وانتهى الأمر ومرت السنون وخرجت على التقاعد وأصيبت بالفعل بورم في المخ وهي الآن تحت العلاج الكيماوي المستمر. هنا أقول أن كل ما يلفظ به المرء من قول سواء بالكذب أو بالحقيقة أو التوقعات فإنها تحيط به وتحدث إن عاجلاً أم آجلا. يقول الله تعالى في كتابه الكريم (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).. فاحترسوا من كلامكم يا أولي الألباب.