أطلق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب واحدة من أكثر المعارك تعقيدًا..ليست ضد جيوش، لكنها ضد اتفاقيات، يُعلنها من البيت الأبيض، ويصفها ب"التحرير التجاري"، بينما يراها العالم محاولة أمريكية لإخضاع خصومه الاقتصاديين بقبضة جمركية حديدية. من الهند إلى إسرائيل، ومن اليابان إلى كوريا الجنوبية، باتت عشرات الدول فجأة في سباق مرهق، نحو من سيصل أولًا إلى "مائدة الصفقات" مع واشنطن؟، فترامب لا ينتظر أحدًا، يرفع الرسوم الجمركية، ويفرض العقوبات.. ويغلق الأبواب في وجه خصومه وحلفائه على حدٍ سواء،، كُل ذلك تحت راية «أمريكا أولًا» التي يرفعها ترامب.. لكن، بأي ثمن؟؟ وفقُا لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، أصبحت أكثر من 180 دولة في مرمى نيران السياسة الاقتصادية الأمريكية، بما في ذلك حلفاء كبار للولايات المتحدة مثل بريطانيا والاتحاد الأوروبي، حتى اليابان.. الشريك الأمني الأوثق لواشنطن في آسيا، تُركت تتفاوض تحت ضغط تهديدات ترامب المتكررة بشأن صادراتها من الصلب والسيارات. وتسلط «بوابة أخبار اليوم» خلال ذلك التقرير، الضوء، على الوضع الراهن مع كل خطوة يتخذها ترامب في مسألة الرسوم الجمركية، حيث يقترب المشهد أكثر من سؤال مهم.. وهو، «هل تتحول التجارة العالمية من ساحة للتعاون، إلى ساحة للإخضاع والسيطرة؟». الدول الكبرى تواجه ضغوط ترامب تسعى كوريا الجنوبية للحصول على معاملة خاصة، بينما عرضت أوروبا شراء المزيد من الغاز الطبيعي في محاولة لتهدئة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وفي ذات الوقت، تعقد محادثات مع فيتنام، التي تعد قناة رئيسية للصناعات الصينية إلى الولاياتالمتحدة، تحت تهديد التعريفات الجمركية التي قد تصل إلى 46%. أما إسرائيل.. التي تتمتع باتفاقية تجارة حرة مع واشنطن منذ عام 1985، باتت هي الأخرى تدرس تقديم مزيد من التنازلات للعودة إلى الوضع التجاري السابق مع الولاياتالمتحدة. وعن بريطانيا، قد تم دفعها مجددًا إلى الخلف، بعد أن ظلت تسعى لإبرام اتفاق تجاري مع الولاياتالمتحدة على حساب شريكها التجاري الأكبر.. الاتحاد الأوروبي. في حين تشير إدارة ترامب إلى أن صفقات تجارية مع عشرات الدول قيد الإعداد، تهدف إلى تجنب أسوأ التعريفات العقابية التي كانت قد تم الإعلان عنها ثم تم تعليقها لمدة 90 يومًا، وذلك بعد الثاني من أبريل، وفقًا لمجلة «فورين بوليسي»، لن تكون هذه الصفقات هي الحل النهائي. ورغم التوقعات بشأن التسويات "الإطارية"، فإن الصفقات التجارية الحقيقية تتطلب وقتًا طويلاً للتفاوض، خاصة مع القضايا الفنية المعقدة مثل معايير الصحة النباتية، ومعاملة الدواجن، وشروط تربيتها. أما ما سيحدث بعد انتهاء فترة ال90 يومًا هو ما يشغل الجميع، حيث يتوقع البعض أن البيت الأبيض سيعلن انتصاره من خلال اتفاقيات إطارية مع بعض الدول، قبل أن يبدأ العمل الجاد في التفاصيل. على غرار ذلك، قالت المفاوضة التجارية الأمريكية السابقة، ويندي كاتلر: "إنه عندما يتعلق الأمر بالصفقات التجارية، يكمن الشيطان في التفاصيل". اقرأ أيضًا| من الأوامر التنفيذية إلى تعطيل القيم.. ترامب يكتب دستوره الخاص إشارات تحذيرية تُعتبر هذه المحادثات بمثابة إشارات تحذيرية أطلقها البيت الأبيض لمحاولة تقليل الأضرار التي ألحقها ترامب بالاقتصاد الأمريكي، ولتخفيف الضغوط على الاقتصاد العالمي. وقد أثبتت الرسوم الجمركية الأمريكية شغف ترامب بها، الأمر الذي أدى إلى انكماش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول من هذا العام، كما ما زالت أسواق الأسهم والسندات تتعرض لتقلبات شديدة، وسط صدمة في سوق النفط. الأزمة الاقتصادية تزداد تعقيدًا من أبرز المشاكل التي تُواجه الدول، خاصة في التعامل مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هو عدم اليقين بشأن كيفية إرضاءه. فبينما يُروّج ترامب ل الرسوم الجمركية الأمريكية، كوسيلة لإعادة الصناعات الأمريكية، فقد دمّر السوق الصينية للزراعة الأمريكية التي تقدر قيمتها ب30 مليار دولار، ولا تستطيع الولاياتالمتحدة بسهولة بيع المزيد من السيارات أو الشاحنات الأمريكية في الخارج، بسبب متطلبات الانبعاثات وتغير أذواق المستهلكين. اقرأ أيضًا| تفاصيل من خلف الكواليس.. ترامب يكشف خطط ولايته الثانية في مقابلة مع مجلة «ذا أتلانتيك» خلافات داخل الكونجرس الأمريكي.. هل السياسة التجارية في خطر؟ حتى بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي، مثل السيناتور راند بول، أعربوا عن قلقهم من نهج إدارة ترامب المتعالية في محادثات التجارة، وقال بول بعد اجتماعه مع جيميسون جرير، الممثل التجاري الأمريكي، إن نهج ترامب في المفاوضات يذكره بسياسة الاتحاد السوفيتي، حيث كان يجب "إرضاء القيصر" للحصول على استثناءات من قبضته الحديدية. وبالتوازي مع رغبة دونالد ترامب في زيادة مشتريات السلع الأمريكية من الخارج، فإن الدول الكبرى مثل أوروبا و الصين تُواجه تحديات كبيرة، فرغم استعداد أوروبا لشراء المزيد من الغاز الطبيعي الأمريكي، إلا أنها لا تستطيع استيعاب الكميات القسرية التي اقترحها ترامب. كما تخلت الصين عن شراء طائرات بوينج، ما يزيد من تعقيد المفاوضات التجارية. فيما أكدت المفاوضة التجارية الأمريكية السابقة، ويندي كاتلر، أن التوقعات بأن تنتهي أزمة الرسوم الجمركية الأمريكية مع نهاية فترة ال90 يومًا هي تفاؤل غير مبرر، إذ يُحتمل أن تستمر الأزمة لفترة طويلة... اقرأ أيضًا| من أوكرانيا لغزة إلى الصين.. ما الذي تغير في أول 100 يوم من حكم ترامب؟