وعود لم تتحقق.. فالحروب المشتعلة فى غزة وأوكرانيا لم تنطفئ بل ازداد سعيرها.. العالم أصبح أكثر اضطرابا بسبب سياسة التهديدات واستعراض القوة.. مخاوف من حرب إقليمية كبرى ضد إيران إذا لم تمتثل للشروط الامريكية.. حالة من التخبط وعدم الاستقرار تضرب الاقتصاد العالمى فى مقتل بسبب قرارات غير مدروسة خلفت خسائر هائلة بأسواق المال الأميركية والعالمية.. البيت الابيض فقد بريقه وأصبح غير مرغوب فى زيارته.. باختصار شديد، هذا هو حصاد المائة يوم الأولى من رئاسة دونالد ترامب الذى اغرق العالم بتصريحات وردية خلال حملته الانتخابية جعلتنا نتخيل انه يمتلك عصا سحرية لحل مشاكل العالم مستندا الى قوة امريكا القطب الاوحد فى العالم. الإنجاز الوحيد الذى تحقق سيل من التصريحات المثيرة للسخرية والجدل، حيث دعا الى بناء جدار عازل مع المكسيك لمنع وصول أى مهاجر إلى الولاياتالمتحدة وضم قناة بنما.. فشل فى تنفيذ شعار السلام بالقوة، الذى رفعه وواجه تحديا كبيرا وبعد أسابيع من الدبلوماسية المكوكية لمبعوثه ستيف ويتكوف، حتى اصبحت فرص وقف إطلاق النار مستبعدة رغم التصريحات اليومية لترامب عن اتفاق وشيك!! فشل فى إيقاف حرب غزة، بل كان هو احد اسباب استئنافها من جديد قبل تنفيذ كامل بنود اتفاق الهدنة وشجع نتنياهو وقدم له كل الدعم لتدمير الشعب الفلسطينى بعد ان كشف عن اطماعه ورغبته فى تحويل غزة الى ريفيرا الشرق.. بذل كل جهوده لتهجير الفلسطينيين الى مصر والاردن وهو ما رفضته مصر تماما ورفع الرئيس عبدالفتاح السيسى اللاءات فى وجه ترامب ورفض زيارة امريكا، مما أجبر ترامب على التراجع عن تصريحاته العنترية بعد ان هدد بفتح أبواب الجحيم على اهالى غزة . بالتأكيد، الرئيس الامريكى ترامب ليس كغيره من الرؤساء الذين مروا على البيت الأبيض.. قراراته الداخلية ايضا أثارت جدلاً بين الأمريكيين الذين وصفوها بالغريبة، منها قراره فرض رسوم جمركية على جزر أسترالية نائية لا يقطنها سوى البطاريق!! انتهت المائة يوم الاولى من حكم ترامب دون تحقيق اى انجاز، بل العكس هو ما تحقق !!